تسير المجريات الدولية في تسارع كبير ولكن على حساب العرب والمسلمين؛ فاللعبة الدولية التي تطبق في سوريا تضمن مصالح الدول الكبرى وتدثر أحلام مواطنين وشعب مقهور، كذا الحال في مصر التي انقلب فيها عسكر ممزوج بالبصمة الأمريكية والروسية على الشرعية فاختلطت أوراق اللعبة ليصبح لدينا نظام سياسي جديد يعتمد على الصفعات والتوسع بستار ثورة تارة أو انقلاب تارة أخرى؛ وتكون فيه أدوات الأمم المتحدة من مجلس أمن وقوات دولية وأحلاف وغيرها مستخدمة حسب حاجة القوي وليس إنصافا للضعيف حتى تبلورت بعض السيناريوهات القادمة.
بعد أن وصل الإخوان المسلمون للحكم في مصر بات هناك قلق لدى الروس والأمريكان على المدلل الصغير الصهيوني، ولذلك كانت خطة الانقلاب الذي استولت عليه روسيا فيما بعد وأعادته شكليا للأمريكان بعد أن تم الاتفاق بين بوتين وأوباما على نزع الكيماوي من سوريا وعقد جنيف 2؛ فكانت هناك صفعة أخرى للأمريكان من قبل الروس بأن أبقوا الانقلاب في مصر بعهدتهم وتخلوا عن اتفاق يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي دون الأسد في سوريا؛ وبذلك بات المربع الأمني لروسيا قويا جدا بمصر وسوريا؛ فكانت أمريكا تحضر لتلك اللحظة وجاءت لروسيا من خاصرتها أوكرانيا فحدثت ثورة المظلومين بنكهة المخططين فاختلطت الثورة بالانقلاب ووصلت الرسالة إلى قصر بوتين فكانت صفعة قوية سيكون على طريقها فنزويلا وبعدها البرازيل لأن خطا قويا بمنهج روسيا إيران البرازيل فنزويلا وسوريا وحزب الله والانقلاب في مصر وقيادة أوكرانيا الحالية، ولذلك فإن روسيا لن تنتظر حتى يتآكل ذلك التحالف الكبير فستكون لها خيارات جديدة تختلف عما سبق في التوقيت والحجم.
ستكون مناطق الخليج والسعودية ساحة الرد الروسي التي ستضرب بيد إيرانية؛ وبذلك فالصفعة في نظر الروس سترد إلى خاصرة أمريكا لكن ذلك ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى مزيد من العوامل التي تسرع في العملية المرتقبة إذا ما واصلت قيادة أوكرانيا الحالية التمسك بالسلطة وعدم إعادة ملفها لروسيا، فطبول الحرب إن طرقت هناك فإنها ستفتح المجال أمام ساحات أخرى خامدة كما كانت أوكرانيا وستتحرك بسرعة في حال تقرر توسيع الميدان بين روسيا وأمريكا وسيتم البدء مباشرة بملف الخليج؛ فالإمارات والسعودية على موعد مع المفاجأة الروسية الإيرانية وهذا أيضا يدفع إلى تساؤل كبير عن وجود بعض أقطاب الحكم في تلك المناطق ممن هم موالون للروس أم أن جبهاتهم قوية ولا يوجد اختراق؟!، وهذا لن نعرفه إلا بعد أن تقع الواقعة فالحرب ستمتد للخليج ولن تكون مستبعدة في ظل التقلبات القائمة وتغير قواعد اللعبة.
الوهم الروسي بالسيطرة على المنطقة بات يكبر وأدواته كثيرة بدءا من إيران وليس انتهاء ببعض الفصائل الفلسطينية والعربية في الوقت الذي يكبر فيه وهم الأمريكان بأنهم مسيطرون على كل جوانب اللعبة؛ ليبقى الشارع العربي بيده مفتاح الحل الذي سيخلصه من بطشين وظلمين وذلك لن يكون في المرحلة المقبلة إلا بقوة الحق والذراع وقد يسميه البعض جهادا فله ما يشاء من وصف يراه مناسبا للعرب والمسلمين في المرحلة المقبلة .