لا بد من الترقب والانتظار بعد الإعلان عن اعتراض البحرية الاسرائيليه وعلى لسان المتحدثة العسكرية الاسرائيليه افيتال ليبوفيتش عن أن قوه تابعه للبحرية الاسرائيليه اعترضت ليل الأربعاء الواقع في 5/3/2014 سفينة محمله بالا سلحه ترفع علم انتيغوا ، وعلى متنها أربعة عشر بحارا لم تعلن عن هويتهم ، وان وحدة الكوماندوس الإسرائيلي اعترضت السفينة في عرض البحر على بعد نحو مائة ميل بحري 185 كيلوا متر عن سواحل فلسطين وانه بعد اختطاف السفينة وتفتيشها وجدت بالفعل معدات عسكريه.
وقد ذكرت الاذاعه الاسرائيليه في سياق الترويج والتضخيم للحدث أن السفينة أبحرت من إيران وكانت تنقل أسلحه وجهتها إلى حزب الله مشيرة أن هذه الاسلحه تتضمن صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات وبحسب مصدر عسكري أعلن في وقت سابق أن السفينة كانت وجهتها قطاع غزه المحاصر بخصوص موضوع التناقضات بالمعلومات هو أن السفينة تحمل صواريخ مضادة للطائرات ووجهة السفينة سوريا حيث ستفرغ شحنة الاسلحه فيها ثم تنقل إلى حزب الله في لبنان ، الإعلام الإسرائيلي بين أن الوحدات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي ( يو بي أي ) تمكنت من السيطرة على السفينة الايرانيه خرجت محمله بالا سلحه من سوريا إلى قطاع غزه وكشف الناطق العسكري في المؤتمر الصحفي أن القوات الاسرائيليه تمكنت من السيطرة على السفينة في البحر الأحمر وعلى بعد 1500 كم من السواحل الاسرائيليه ومحمله بالا سلحه من شانها أن تضرب العمق الإسرائيلي ، السؤال الذي يطرح نفسه عن سر هذا التوقيت حيث وفق مصادر إسرائيليه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لعملية الاستيلاء على السفينة الايرانيه خلال وجوده في لوس انجلوس ، وكان مطلعا على العملية طوال الليل وتم التفكير في إلغاء رحلته إلى واشنطن بسبب السفينة ، السيطرة على السفينة يطرح عدة تساؤلات ، ؟؟؟؟ لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت بالذات لإعلانها عن العملية ، خاصة وان هذا الإعلان قد ترافق مع حدثين الأول وجود نتنياهو في واشنطن والثاني قرار المحكمة المصرية القاضي باعتبار حركة حماس حركه إرهابيه.
وهنا يطرح السؤال من المستهدف من وراء الفبركة والمسرحية الاسرائيليه من الإمساك بسفينة محمله بالا سلحه وتحمل البيانات وسرد المعلومات الاسرائيليه تناقضات ، فهل المستهدف هو في تحضير عدوان على غزه أم أن المستهدف ضرب حزب الله وحرب على لبنان أم المستهدف الملف الإيراني ، إن إسرائيل تضع سيناريوهات مسبقة تمهيدا لعدوانها لأجل إكساب الشرعية لعدوانيتها وهذا ما تعودنا عليه عبر أحداث سابقه تؤكد صحة ذلك ، إن إسرائيل التي تصدر السلاح إلى دول أوروبا الشرقية والى سوريا ودول عربيه والى سيناء ، هي من دفعت بتأجيج الصراع في جورجيا وثبت بالدليل القاطع دورها فيما تشهده أوكرانيا من أحداث ودورها في ألازمه السورية واحتضانها للمجموعات المسلحة في سوريا حيث صرح نتنياهو عن أن إسرائيل قدمت العلاج لأكثر من إلفين من المجموعات المسلحة في سوريا وأنها تدعم هذه المجموعات بالسلاح ، وهي تؤجج الصراع في سيناء ، أمام ما يشهده العالم من تغيرات تخرج إسرائيل علينا بمسرحية السفينة المحملة بالا سلحه التي بحسب ادعائها تشكل عامل في إخلال التوازن والرعب وتهديد للإسرائيليين وهذا يحمل عدة سيناريوهات وأهداف من ضمنها محاوله حث الاداره الامريكيه لوقف اتصالاتها مع إيران بعد أن فشلت محاولات نتنياهو في السابق ومراهنته على موقف فرنسا وفشل في إقناع فلاديمير بوتن الرئيس الروسي لتعطيل الاتفاق مع إيران ، بحسب وجهة نظر إسرائيل أن الخطر الذي يتهدد إسرائيل ان تصبح إيران دوله نوويه وهي تسعى جاهدة لإحباط ذلك بكل الوسائل والسبل وتدفع بكل الاتجاهات للإبقاء على حصار إيران والضغط لتوجيه ضربه عسكريه ضد المشروع النووي الإيراني وان في حادثة السفينة هو ضغط على الكونغرس الأمريكي لاتخاذ قرار للإبقاء على حالة الحصار على إيران ، والاحتمال الثاني هو أن إسرائيل تريد غطاء لعدوانها على غزه وفي مسرحية السفينة تهيئة الرأي العام الدولي ضمن ما تبرره لعدوانها درء الخطر في تهديد أمنها وخطر ما يهدد الإسرائيليين فان حادثة السفينة هي المبرر لهذا العدوان المترافق مع التحريض الذي تشهده مصر ضد الفلسطينيين وعبر قنوات فضائيه وكتاب وصحفيين مصريين مترافقا ذلك مع قرار المحكمة المستعجلة واعتبار حماس حركه إرهابيه ، أما الاحتمال الثالث وهو ما تشهده الجبهة الشمالية من تصعيد وتسخين عبر الاعتداءات الاسرائيليه المتكررة وآخرها قصف موقع لحزب الله في البقاع والرد من قبل حزب الله ، حادثة المسرحية لهذه السفينة يشتم من رائحتها الكثير من السيناريوهات والاحتمالات وجميعها تنذر بخطر داهم يتهدد الأمن والسلم العالمي والإقليمي وان إسرائيل ممعنة بمخططها الهادف لإشعال نيران الحروب ضمن مخططها للهروب من عملية تسويه عادله للقضية الفلسطينية وانه ومنذ التوقيع على اتفاق أوسلو المشئوم ونحن أمام مسرحيات إسرائيليه جميعها تهدف للتهرب من تنفيذ الاستحقاقات التي تؤدي لضرورة تخلي إسرائيل عن احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة والإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية ، لكن وبحقيقة المواقف جميعها فان إسرائيل تبقي على عدوانيتها وتختلق الأكاذيب وال فبركات بهدف تبرير عدوانيتها وحروبها التي لا مبرر لها.