دور الاحداث الاوكرانية الروسية في رسم خارطة العالم الجديد

بقلم: حسين موسى اليمني

ما اشبه الامس  باليوم احداث متشابهه ولكن  الاطراف مختلفة  , بالأمس  كان  واقعنا  العربي عندما  قطع  الغرب  له  العهود  والوعود  والمواثيق المختلفة  اذ ابتعد  عن  الخلافة العثمانية ووضع  يده   بيد الغرب وكانت  النتيجة ,  الضعف  والهوان والاستعمار   الذي  اصاب  العرب   وما  زلنا  الى  يومنا  هذا  نعاني الامرين  وفلسطين  شاهدا  على  ذك  .

روسيا  بلد  اطلق  عليها  بالمعسكر  الشرقي  وخاضت  مع  الولايات  المتحدة  غمار الحرب  الباردة  , و الان  تعود  لتتربع  روسيا  على  كرسي  التحكم  بالعالم  من جديد  فهي  التي  وقفت  حاجزا  منيعا  امام  القوات  الامريكية  للحيلولة  دون  عدم  ضربها  لسوريا  والبحث عن منافذ اخرى  تلهي  بها  العالم  , وألان  وبعد  الانقلاب  على  شرعية  يناكوفيتش  الرئيس  الاوكراني  السابق  الموالي  لروسيا ,  تسعى  روسيا  لإعادة  امجادها  في  بلاد  القرم  .

والتي  كانت  خاضعة  لحكم  التتار  المسلمين  وخاضت  روسيا  حروبها  ضد   دولة  التتار  واثخنت  فيهم  القتل   وأعلنت  روسيا  ضم  القرم  لها  عام  1783 ,وخاضت  روسيا حربا  ضد  الدولة  العثمانية  لإحكام  سيطرتها  على   القرم  وأخرها  كان  عام   1854  بعد توقيع معاهدة  باريس  وتم  ضم  بلاد  القرم  الى  روسيا  بعد  ان  كانت  تابعة  للخلافة  العثمانية  وبعد  قيام  الاتحاد  السوفيتي  اهدى  الرئيس السوفيتي  اوكراني  الاصل  نيكيتا  خروتشوف القرم  الى  اوكرانيا  عام  1954

فروسيا  كدولة  تسعى  لإعادة  امجادها تعلم  علم  اليقين  ان  اوكرانيا  بلد  حساس  بالنسبة  لها  فأوكرانيا  هي الجسر الواسع  لروسيا  عبر  اوروبا  وإمدادات  الغاز  الى  اوروبا  تمر  من  خلال  اوكرانيا  , وأوكرانيا  بلد  استهلاكي  بسبب  اعداد  السكان  المتزايده  به  حيث  يقدر  عدد  سكان  اوكرانيا  ب  46 مليون  نسمة  , وبالتالي  فهي الحلقة  الصعبة  في  نمو  الاقتصاد  الروسي  وتسارعه ,  وفي  حال  انضمام  اوكرانيا  الى  الاتحاد  الاوروبي  هذا  يعني كسر  الشوكة الروسية  بالنسبة  للغربي  واضعاف  الروس  اقتصاديا 

بقلم  د  حسين  موسى  اليمني

أكاديمي  وكاتب في العلاقات الدولية والاقتصادية

06-03-2014