مخابرات يهودية وعربية غبية

بقلم: فايز أبو شمالة

الأعمال الإرهابية التي تضرب جنود الجيش المصري فقط، لا تتم بشكل عفوي، ولا تتحرك على أرض سيناء بالصدفة، إنها الإرهاب المنظم الذي ترعاه أجهزة أمنية عربية وإسرائيلية وأمريكية، أرخت له الحبل كي يسرح ويمرح، وأبقت مقبض لجامه في يد اليهود.
وحتى لا يبدو حديثي اتهاماً دون دليل، أحض الجميع على التدقيق في معظم العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد الجيش المصري على مدار عام، ليلاحظ أن العمل الإرهابي قد انصب على رأس جنود مصر في سيناء، بينما صامت القذائف الإرهابية عن قتل إسرائيلي واحد، وتجنبت ضرب مغتصبة صهيونية واحدة، ولم تقصف مدينة يهودية واحدة بالصواريخ، فمباذا نفسر ذلك؟ وكيف نصدق أن هذه التنظيمات الإرهابية التي تحتمي تحت أسماء لها صفة القداسة، كيف نصدق أنها ستحرر بيت المقدس، وهي تعاكس الاتجاه الصحيح، فتحرص على أمن اليهود، في الوقت الذي تستهدف الجنود المصريين الذين هم في غالبتيهم مسلمون؟
لقد دلل توالي قتل الجنود المصريين الأبرياء على غباء أجهزة المخابرات المعادية التي ترعى الإرهاب في سيناء، ولو كان المشغل للإرهاب ذكياً، لوازن بين عمليات التخريب ضد الجيش المصري، وضد الجيش الصهيوني، ولو كان فطناً لتعمد إطلاق رصاصة طائشة على الصهاينة مقابل إصابة عشرات الجنود المصريين، ولكنهم وقعوا في شرك أعمالهم، وذلك لأنهم استخفوا بالشعب العربي المصري، وراحوا ينشدون "هللويا" في كنيس الأمن الإسرائيلي.
إن العداء لإسرائيل لهو مقياس العمل المقاوم، وكل تنظيم يوجه سلاحه إلى صدر العرب والمسلمين هو تنظيم خارج عن ملة المسلمين، وتقف من وراءه أجهزة مخابرات معادية للأمة العربية، وتوظفه لتحقيق أغراضها السياسية.
ما سبق من انتباه لفعل الإرهاب يؤكد على براءة المقاومة الفلسطينية ولاسيما حركة حماس من كل اتهام بتدخلها المسلح بالشأن المصري، وذلك لأن المقاومة الفلسطينية لا تلوي عنق البندقية، وهي تستهدف إلا الصهاينة جيشاً ومؤسسة وأجهزة ومغتصبين.
على هامش القضاء المصري:
كتب رامي جان ـ مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" ـ عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، يقول: قد يكون لدى المشير عبد الفتاح السيسي القدرة على إقناع أنصاره بأن كل من يعارضه إرهابياً، وأن يصور لهم أن حركة حماس إرهابية، وقد ينتزع حريتنا في السجون، وقد يهددنا بجنوده ودباباته، ولكنه لن يستطيع منعى من قول كلمة الحق؛ بأن حماس هي المقاومة الفلسطينية الحرة، وإن الإخوان جماعة سياسية سلمية، وإن الانقلاب الذي حدث في 30 يونيه هو إرهاب للمصريين وللعروبة كلها.
وأضاف: عندما تتفق مصر وإسرائيل على أن حماس منظمة إرهابية، فمن المؤكد أن هناك شيئاً خطأً، يجب إصلاحه فوراً.
فما أصدق القبطي المصري رامي جان! الذي فضح بموقفه المقاوم نقيق المنافقين المحسوبين على العروبة والإسلام!.