قصة قصيرة بعنوان : بين المراهقة و التقاط العرسان ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

كانت كغيرها من الفتيات اللائي يبحثن عن عريس ٍ عبر الفيس ،ولذلك فتحت أبواب الصداقة على مصراعيها ،لمن يستحق اللقب أو لا يستحق ،المهم هو كيفية التقاط عريس من بين الساذجين وهم كثر على صفحات الفيس .. هكذا كانت أحوالها كما أبو فصادة في التقاط الديدان .. ،وكما هو حال الملكة العذراء من النحل والتي تغادر الخلية من أجل الزواج، وهي تدرك ذاك الصراع الهمجي والعراك بسببها من قبل الذكور من اجل الفوز بها وإتمام مراسم عرس الزواج.. لكن هذه الفتاة لا يعنيها كثيرا الاقتتال الذكوري أو كسر قلوبهم أولئك الذين ينساقون وراء أهوائهم ونزواتهم.. هي تعلم أن الدور التقليدي للزواج كما بالسابق من خلال الخاطبة أمر مرفوض عندها بل هي تدرك أن دور الخاطبات قد انطمس اليوم بعدما أحلن إلى التقاعد المبكر .. فما عادت للخاطبات دور أو آثار في المجتمع اليوم كما السابق ،وخاصة أن هناك بدائل كثيرة ويسيرة قد توفرت بعد ظهور الفيس بوك ، والفرق هنا بين الخاطبة والفيس بوك كالفرق بين السلحفاة والطائرة عند السباق أو كالمسدس والسيف في آتون المعارك أوبين الدراجة والقطار عند لحظات السفر ..لذلك كانت ترفض بشدة فكرة الزواج التقليدي بهذه الطريقة ..هي تعرف جيدا انه في السابق كانت الفتاة تضحي بسمعتها وكرامتها مقابل نظرة أو لمسة يد من ذاك العاشق الولهان الذي ينتظرها عند اللقاء ، لكنها لم تكن تعلم أن الاصطياد للفريسة سواء أكان باللقاء المباشر أوعبر الفيس إلا أن النتيجة واحدة فكلا الحالين كما الاستعمار الذي لايكتفي باحتلال أطراف بقعة جغرافية محددة لبلاد ما أو منطقة ما.. بل يطمع في استباحة كل الأرض بطريقة غير مشروعة .. ولكن هنالك الاحتلال يرحل عن الأرض .. لكن هنا وبعد أن تصبح النهاية مأسوية وبعد الفضيحة وانكشاف الأمر الذي ترفضه كثيرا من العائلات المحافظة ..هي تعلم أنها آنذاك حتما سترحل عن دنيا البشر ، لأن المجتمع لا ينظر أو يرى بعين من المخطئ بل يحكم بالنتائج كما هو حالنا اليوم عندما نحكم على الآخرين من خلال مظهرهم العام .. المهم أنها أي تلك الفتاة قد اشترت هدية لأحد الفائزين الساقطين بالقفص وقد وضعت تلك الهدية عند إحدى صديقاتها حتى تحين لحظة الصفر لإرسالها ،لكن المفاجأة انه في ذات اليوم تقدم إليها شاب لم تعرفه من قبل عبر إحدى الخاطبات فوافق الأهل ووافقت هي كذلك مقتنعة بالمثل القائل :" عصفور في اليد خير من عشره علي الشجرة"، الغريب أنها في ذات اليوم ذهبت لاسترداد هديتها ،ولكي تقدمها للعريس المنتظر ..!!