في وطن تسحقه الجغرافيا ويبكيه التاريخ تبدو فيه الوطنية تهمه والداعين لها خارجين عن القانون وأصبح تأبين الشهداء أو إحياء ذكري لمن قضوا نحبهم شهداء تهمة او وقفة تضامنية مع اسير جريمة وقد يكون التعبير عن وجهة نظر محرماً , وقد تعتبر معارضتك لفكرة جريمة حتى أصبح نخاف من أحلامنا عندما نقول من خلالها الحق ، نحن نعيش في وطن عقول بعض أبنائه تقصر على فهم الذات على حساب المناضلين وهنا تنكر تاريخهم وتمتطيه لتحقيق مصالحهم الذاتية , لكن التاريخ يفضحهم ويسقطهم و يسجل كل ما فعلوه ضد فلسطينيتهم ،نحن نعيش في وطن فرقته السياسة وجهابذتها والعاوين والنابحين بها أو قل نخبة تفهم الوطنية هكذا, والولاء لهذا البلد أن تمارس ما تؤمر به حتى لو ضد انتمائك الوطني , لكن بكل ما تحمل الكلمة من معنى أصبح العهر السياسي والاقتصادي والثقافي عملا وطنياً وشوه العمل الوطني الحقيقي وأصبح ويمارس تحت مسميات عده ففي السياسة مناكفات عدة و مختلفة دون داعي ودون معني لها لكنها صورة دون مكياج يخفي وجههم القبيح ,وفي الاقتصاد استثمار وغسيل أموال ،واستقطاب رؤوس أموال على حساب دماء الأطفال ،وفي الثقافة جامعات خاصة وبنوك وشركات ومؤسسات ،و الشعارات غاية في الطهارة والوداعة والوطنية ,لا اعتقد أن انتماء من يفعل ذالك للوطن حقيقياً ، لا يعنيهم أبناء جلدتهم من المعذبين والجوعي ، أفكار معتوهة لا تحمل برامج وتفتقر إلى للعدالة و المساواة بين الناس.
الكل ينتظر أن يتراجع هؤلاء يوما ما عن خطاياهم , والكل ينتظر أن يفيقوا من غفوتهم ويعودوا إلى رشدهم لأنهم نحن في النهاية ،و المواطن البائس والمضروب على راسه المحروم من كل وسائل العيش الكريم حتى كرامته أصبحت في مهب الريح ينتظر الحب مرة أخري يجمع كل ابناء هذا الوطن تحت رايته الوطنية .
يجب ان نعيش في وطن يجد مرضاه علاجاً ولا تبكي فيه صفوف من العاطلين حقوقها المهضومة ولا عجز ,ولا مديونيه ,ولا ارتفاع أسعار يعجز المواطن فيها عن رغيف خبز يسكت بها أمعائه الخاوية فلا المتشدقون أطعموه ولا نخبة العهر السياسي قالوا له من أين يحصل على قوته دون الانخراط في صفهم ليمارس عليه الفكر وتوزعه المبادئ صبحاً وعشيا ، لقد حان الأوان ليدرك كل من مارس القمع و القطع والتقسيم ضد أبناء هذا الوطن أن يعترفوا بان الدنيا لا تبقي لأحد ولا يبقي عليها ملك أو أمير بل أن يوما من الأيام سيذهب إلى هناك يسأل عن رعيته, يسال عن فقرها و غناها و يسأل عن عدله بين أبناء الرعية , ويسال عن دماء الناس حتى لو لم تهدر , وعندما يدرك هؤلاء ذالك فان الوطن سيقول أن هؤلاء أبنائي و يعترف بهم , وان أصروا على ما هم فيه وما هم عليه سينسخهم التاريخ من صفحاته و وينسي سيرتهم الأولى وتبقي صفحاته لمن حمي أبنائه ولم ينكر نضالاتهم. الا ان القادم أسوا وأنا لست خائف مما يحدث لكن خائف مما سيحدث وغير متفائل .
د.هشام ابويونس
كاتب ومحلل في تاريخ فكرالاقتصاد السياسي
عضو الامانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب