من أصعب المواقف وأكلحها ،والتي يسجلها التاريخ في بلاد العُرب أوطاني ،وعبر طيات صفحاته الشديدة المظلمة والسوداء ..هي عندما يستغل عدو ا ما ..الفرقة والخصام والتحريض بين بلدين عربيين شقيقين متجاورين ومتكاملين كما بلغة الهندسة اليوم حيث تربطهما قواسم مشتركة من التاريخ الواحد الموحد والثقافة المختلطة والنسب والحضارة المشتركة فيقوم ذاك العدو الماكر مستغلا حالة التوازي وتباعد تلاقي الخطوط ،والرؤى فيقطع تلك الخطوط بقاطع ٍ سام بغيض ،وينقض بكل ما أوتي من بطش وطغيان.. وقوة وهمجية كما تنقض الحيوانات الضارية التي ضلت الطريق وهي تفتش عن فريسة ..مستغلين حالة الانسلاخ الأحادي الجانب ومتصورين انه حانت اللحظة الحاسمة للتأديب والخنوع والقتل والإذلال ،وان ذلك ضوءٌ أخضر..لطالما تم رفع الغطاء .. فيسارعون بان يعيثوا في الأرض المقدسة الفساد ،والأقسى والأصعب والأمر .. عندما يدير الأخ الأكبر ظهره عن أخيه ، وهو يعلم بزحف الغول المتغطرس صوبه لامحالة ،بل لو كان ذلك فحسب ٍ فلا ضير ولكن الكارثة.. عندما ينظر الأخ الذي تم التخلي عنه ..فيلمح نظرة شماتة ،وحقد دفين وكأنه ثارا تاريخيا مُبيّت..يلمحه في عين ِ الكبير ،والذي كأنه ينتظر تلك اللحظة لثلوج صدره ،ولإشفاء غليله.. لكن هل نسى ذاك الأخ الكبير قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك : (( لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا ))..لا يسعني في نهاية القول سوى أن أقول إن قصف الغول بيوتنا القرميدية ليدمر كل شيء.. أو لم يقصف إلا أنه في حسم الصراع الدائر في مثل تلك الأمور لا يسعني في نهاية المطاف ..سوى أن استشهد بقول الحق سبحانه وتعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"..!!