أثارت التصريحات التي أعلنها مسئولين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بأن الوكالة ستوظف "210" من الخريجين الأوائل الذين أنهوا دراستهم في العام 2013-2014 لمدة 9 شهور في مدراس الوكالة، حفيظة واستياء واستنكار جيش الخريجين من كلا الجنسين في قطاع غزة.

وأعرب الخريجون عن شعورهم بالإحباط واليأس من وراء هذا القرار خاصة وأن ما ثم إعلانه فقط لهؤلاء الخريجين "قضايا" بطالة" لعدد محدود جدا منهم لا يتجاوز 1%.

واعتبر الخريجون هذا القرار بمثابة تضليل إعلامي و ذر للرماد في العيون ومحاولة سخيفة ومكشوفة من قبل الوكالة لتلميع صورتها التي اهتزت بفعل إجراءاتها لدى جمهور اللاجئين ومحاولة أخرى لتخفيف حدة الاحتقان وموجة الغضب التي يشهدها الشارع في المخيمات احتجاجا على ما وصوفه بـ"مجزرة" التقليصات التي تنفذها في جميع المجالات خاصة ما يتعلق بقطع الكبونات عن من هم أشد فقرا وعدم خلق فرص عمل جديدة.حسب قولهم

وفي هذا المجال قالت الصحفية ألاء نور الدين من مخيم المغازي وسط قطاع غزة "خريجة صحافة وإعلام من جامعة الأقصى في العام 2012- 2013 "والتي كانت من ضمن الخمسة الأوائل على دفعتها :"لقد أصبت بالإحباط واليأس عندما قرأت الخبر المتعلق بتوظيف الأوائل لعام 2013"، مشيرة إلى أنها تخرجت قبل في نهاية العام 2012 بمعدلات عالية وعملت متطوعة في عدة إذاعات محلية وفي مؤسسات مجتمعية واكتسبت خبرة من وراء هذا العمل !!حد قولها

وبنوع من الغضب اعتبرت الصحفية نور الدين أن وكالة الغوث تحاول من خلال توظيفها لعدد محدود جدا من الخريجين ولمدة مؤقتة عل بند البطالة محاولة لدق الأسافين بين الخريجين وإثارة المشاكل واللعب على وثر من هم الأوائل متسائلة أليس هناك عدد كبير ممن تخرجوا منذ سنوات وحازوا على المراتب الأولى في جامعاتهم !!!! ولماذا الاقتصار فقط على الأوائل فهناك جيش من الخريجين الذين دفع أبائهم الدم من أجل إكمال تعليمهم الجامعي !!!كما قالت

وقالت الصحفية نور الدين إن" وكالة الغوث قادرة على استيعاب عدد كبير من الخريجين وتشغيلهم في دوائرها وضربت مثلا أن لدى الوكالة دوائر إعلامية متعددة منها ما هو مرئي وكتابي والكتروني وإذاعي وعلاقات عامة فلماذا يحتقر العمل في هذه المجالات على عدد محدود وتخلو من الجيل الشاب !! بالأضافة إلى بناءها عدد كبير من المدارس والتي بحاجة سنويا إلى توظيف المئات من المدرسين فيها فقط هذا ناهيك عن الصحة والبيئة والخدمات وغير ذلك،حسب قولها

وطالبت نور الدين والتي لم تحصل على أي وظيفة أو بطالة، وكالة الغوث بمراجعة قراراتها التي وصفتها بـ"الظالمة" وزيادة أعداد الوظائف واعطاء الأمل لهم خاصة "لأننا ما زلنا لاجئين والوكالة مسئولة حسب القرارات المكلفة بها والصادرة عن الأمم المتحدة عن توفير احتياجاتنا لحين عودتنا إلى ديارنا !!"

وكان خليل الحلبي ممثل مدير عمليات الوكالة في المحافظة الوسطى في غزة قال في تصريح صحفي " أن الأونروا خصصت من أجل هذا البرنامج مبلغ مليون دولا ر من الإغاثة الإسلامية في المملكة السعودية لتشغيل برنامج "الطلاب المتفوقين" من أوائل خريجي الجامعات الفلسطينية

وأشار الحلبي إلى أن الأونروا تقوم بتوزيع المساعدات النقدية على المتضررين من جراء المنخفض الجوي السابق "تضرر بسيط " وأنه ثم حصر 800 أسرة متضررة بعد اجراء البحت من قبل طواقم مختصة من الباحثين وأنه سيتم تعويض 300 آخرين عند انتهاء الباحتين من زيارتهم وسيتم الصرف لهم قريبا.

حالة الصحفية نور الدين تنطبق على عدد كبير من الخريجين الذين يعانون من حالة الإحباط واليأس نظرا لعدم توفر فرص عمل لهم بعد تخرجهم وشعورهم بالقلق والخوف على مصيرهم و مستقبلهم في ظل ما تعانيه غزة من حصار واغلاق وفقر وتجويع واستمرار مسلسل القتل من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

وتفرخ الجامعات الفلسطينية كل عام الآلاف من الخريجين من كلا الجنسين من مختلف التخصصات والذين ينضمون إلى عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل ولا تستوعب الوكالة منهم سوى المئات أو أقل بشروط معينة خاصة في مجال التدريس كوظائف ثابتة أو على بند البطالة " التشغيل المؤقت ".

حسن جبريل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم البريج استهجن قرار الوكالة بتشغيل عدد محدود جدا من الخريجين مؤكدا أنهم على بند قضايا التشغيل المؤقت وليس الوظائف المثبتة !

وقال جبريل إن "وكالة الغوث من الواجب عليها تشغيل عدد كبير من الخريجين في مدارسها لتغطية العجز الموجود في جميع الفصول والمواد الدراسية حيت من المفترض أن تستوعب في العام الماضي 700 مدرس واستوعبت فقط منهم 70 مدرسا واليوم الوكالة تتذرع بأنها ستوظف تحت بند البطالة 210 من الخريجين الأوائل ليعملوا في مدارسها لمدة 9 شهور أو أقل منها 3 شهور في إجازة الصيف !!!"

وأوضح جبريل أن قرار الوكالة هو عبارة عن طلبات وظائف اعتيادية في مجال التعليم والصحة متسائلا لماذا هذه الضجة الإعلامية من قبل الوكالة في تشغيل هذا العدد المحدود والذي لا يلبي طموحات الخريجين ومحاولة لإلهاء الناس بأنهم موظفين رسميين في الوقت الذي كان أعلن فيه تيرنر مدير عمليات الوكالة بأنه سيعمل على تشغيل 17 ألف خريج وعامل !!

أعرب جبريل عن رفضه استغلال المنابر الإعلامية لتضليل الشارع عن طبيعة خدمات طارئة ومعمول بها منذ بداية انتفاضة الأقصى ضمن برنامج الطوارئ لتشغيل عشرات الآلاف من الخريجين والعمال وأرباب الأسر الفقيرة !!

وكان مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في غزة روبرت تيرنر قد أعلن ان الاونروا حصلت على مبلغ 2.5 مليون دولار من الصندوق السعودي للتنمية لتعويض متضرري المنخفض الجوي في غزة، مشيرا ايضا الى ان منظمته حصلت على مليون دولار من الاغاثة الاسلامية في المملكة السعودية لتشغيل برنامج "الطلاب المتفوقين" من اوائل خريجي الجامعات الفلسطينية.

وقال تيرنر في لقاء مع الصحفيين في غزة مؤخرا عرض خلاله انجازات الاونروا في العام 2013، ان 1,100 أسرة تضررت مساكنهم بفعل الفيضانات الناجمة عن العاصفة الشتوية أليكسا ستتلقى مساعدات نقدية لإصلاح مساكنهم مقدمة من الصندوق السعودي للتنمية وسيخصص هذا الدعم للأسر التي لحقت أضرار طفيفة بمساكنهم والتي لا يحتاج إصلاحها إلى الإسمنت، الحديد، أو الحصمة حيث أن هذه المواد غير متوفرة في السوق المحلية.

ومن الجدير ذكره أن اللجان الشعبية للاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني تقود حملة من الاحتجاجات والمسيرات والوقفات والإعتصامات ضد سياسة وقرارات الوكالة في التقليصات والتي مازالت مستمرة حيت سيشهد يوم غد الاحد اعتصام شعبي لكل مخيمات اللاجئين في القطاع أمام مبنى الوكالة بغزة بالاتفاق مع اللجان الشعبية للاجئين التابعة لحركة حماس.

تقرير/عبدالهادي مسلم