ليس غريبا اليوم أن يجترع كأس الندامة والحسرة، والخذلان كل الشعوب العربية الثائرة ،أولئك الذين تصوروا أن الأمور قد حُسمت ،وأن الأهداف المرجوة قد حُققت عندما قاموا بالثورات العربية اليوم بحد زعمهم وطموحهم للتغيير والإصلاح والبناء والرقي ومحاربة الفساد والمفسدين ..،مساكين أولئك جميعا لأنهم قد تصوروا أنه بمجرد إطاحتهم برأس النظام حتما ينتهي كل شيء فتشرق شمس جديدة بعدما انقشع الظلام والقهر والذل والخنوع بحسب زعمهم ..لكنهم ما يكادوا ، إلا ويكتشفوا أن ما قاموا به ليس بأفضل حالا من دور الرقابة عندما تجاوزت فقط عن مشاهد ساخنة من زنى المحارم في مسلسل الجرئ والجميلات ذاك المسلسل الساقط الذي لاتنتهي حلقاته مع الاكتفاء بالموافقة على العرض ... ..!! إذا هي مجرد شعارات زائفة وأقاويل هشة سطحية لمعت في الأجواء .. وإلا ماذا يمكنا أن نسمي تلك الذيول النشطة والأدهى بلاء تلك التي ما تكاد إلا وقد التئمت من جديد كالبزاق والأفاعي لتعيث في الأرض الفساد..قد يتساءل الكثيرون لما لم تحقق الثورات أهدافها بل لما ازدادت الطينة بله؟!! ..والجواب الذي استحسنه وأراه كاف شاف هو .. لما خالفنا أوامر الله سبحانه وتعالى ومن ثم لما خالفنا سنة نبينا محمد صلى الله علينا وسلم.. أنّى لنا جميعا أن نستشعر حلاوة النصر.. وأنّى لنا أن نتذوق طيب العيش ، ونهنأ براحة البال ..وقد تبدلت أعمالنا فلم تعد خالصة لوجه الله وحينها فقط تبدل كل شيء ولذلك لم يعد الزبد يذهب جفاءا بل صار جبالا ، وما عاد ما ينفع الناس يمكث في الأرض..وليس لنا اليوم سوى أن يستذكر كل واحد منا ما قام به من أعمال صالحة كانت لوجه الله وبنية صافية صفاء عسل النحل الأبيض الطبيعي ..عسى أن تنفرج الصخرة الكبيرة وإلا سنلبث في بطن الحوت قرون وقرون ومهما تطورت الثورات ..!