جنرال اسرائيلي يدعو الى الاعتراف بحماس و بغزة كدولة ذات سيادة

نشرت صحيفة يديعوت أحرووت العبرية اليوم الإثنين مقال للجنرال احتياط غيورا ايلاند، بدعوة علنية الى الاعتراف ليس بحماس فحسب، وانما بغزة كدولة ذات سيادة، فقط كي تكون عنوانا يضمن المصالح الأمنية لإسرائيل.
وأضاف أيلاند "اذا لم تسيطر حماس على قطاع غزة، يمكن الافتراض بأن الجهاد الاسلامي ستعزز قوتها، بل والأسوأ من ذلك،احتمال تعزز قوة خلايا القاعدة.
وأشار أيلاند الى ان احداث الأيام الأخيرة في الجنوب، تعيدنا الى التساؤل حول السياسة التي يجب ان نتبعها ازاء غزة، ويجب ان تقوم هذه السياسة على تعريف واضح للمصالح، التي تعتبر مسألة هامة جداً يمكن دفع ثمنها.
وأكد ان إسرائيل لا تملك اية مصلحة سياسية في غزة، فمسألة قيام كيان سياسي في غزة والضفة تتعلق بمصر والأردن، بينما تعتبر مصلحة اسرائيل الأساسية في غزة مصلحة أمنية راسخة، كون اسرائيل تطلب الهدوء، وتسعى الى منع أي امكانية لتعاظم القوة العسكرية هناك.
وأضاف ان تحقيق المصالح الأمنية لإسرائيل يحتم وجود سلطة راسخة في قطاع غزة تتحمل مسؤولياتها السياسية، والجهة الوحيدة التي يمكنها انشاء سلطة مستقرة هناك هي حركة حماس، ومن مصلحة اسرائيل ان تكون سلطة حماس مستقرة. وحسب رأيه فان قطاع غزة يعتبر دولة بكل ما يعنيه ذلك، لأنه تتوفر فيه الشروط الاربعة المطلوبة: حدود معترف بها، سلطة مركزية، سياسة خارجية مستقلة وقوة عسكرية، وكلما تعاملت اسرائيل مع غزة بهذه الصفة، كلما كانت لديها رافعات يمكن استغلالها لمطالبة حماس بالحفاظ على الهدوء.
ورأى في ازمة حماس مع مصر، وعدم قدرة تركيا على مساعدتها، وبالتالي تعلقها باسرائيل فرصة مناسبة لتفعيل سياسة العصا والجزرة. فمن جهة الجزرة يمكن زيادة دخول البضائع الى القطاع، وزيادة تزويد الكهرباء والوقود، وتشجيع الاستثمار الأجنبي في القطاع. ومن جهة العصا يجب التوضيح بأن كل خرق للهدوء الأمني سيؤدي الى وقف تلك الامتيازات فورا، اضافة الى الرد العسكري.
وتباع آيلاند : ان هذه السياسية يمكن تطبيقها فقط في حال الاعتراف بحماس كجهة سلطوية رسمية في غزة، وبالتالي يمكنها فرض سلطتها على التنظيمات الاخرى الفاعلة في القطاع.
ورأى الجنرال الإسرائيلي ان اسرائيل تصرفت بصبيانية عندما رسخت سياستها ازاء غزة على اساس رفض محاورة حماس لأنها منظمة ارهابية، "فحماس هي السلطة في دولة غزة، وتم انتخابها بشكل ديموقراطي،وليست هناك حاجة الى الاعتراف بها سياسيا، ولكن من الملائم الاعتراف بالواقع واستغلاله لمصلحتنا"!.
وأختتم الجنرال الإسرائيلي مقالته : ان تقوية حماس قد تمس بفرص التوصل الى اتفاق سياسي، لكن فرص التوصل الى اتفاق كهذا ضئيلة حتى بدون حماس، ومن الخطأ تأسيس السياسة الاسرائيلية على الحاجة الى المساعدة في تحقيق الوحدة الداخلية الفلسطينية على حساب المصالح الاسرائيلية المباشرة.

المصدر: القدس المحتلة – ترجمة وكالة قدس نت للأنباء -