المخطط الأمريكي الصهيوني أمام وقائع ومستجدات انتصار سوريا على مؤامرة التقسيم والتخوف من العبث بأمن لبنان

بقلم: علي ابوحبله

انتصار سوريا على المخطط الأمريكي الصهيوني وضع المنطقة برمتها أمام واقع جديد ضمن متغيرات إقليميه ودوليه ، لم يعد بمقدور إسرائيل لتنفيذ مخططها التآمري الهادف لإسقاط ألدوله السورية وعزل حزب الله عن عمقه الاستراتيجي بحكم علاقاته ألاستراتجيه في سوريا وإيران ، تدرك إسرائيل خطورة وانعكاس فشل التآمر على سوريا على أمنها وهي ما زالت تسعى لتحقيق هدفها لتقسيم ألدوله السورية وهي تقدم كل أنواع الدعم للمجموعات المسلحة التي تستهدف سوريا ، إن خطورة ما يتهدد الكيان الإسرائيلي هو بانتصار محور إيران سوريا وحزب الله على المخطط الأمريكي الصهيوني الذي استهدف سوريا بعد استهداف العراق وتقسيمه وإضعافه من خلال احتلال القوات الامريكيه للعراق ، إن محاولات استهداف الجيش العربي السوري واستنزاف قدراته واستهداف مطاراته العسكرية ومنظومة الدفاع الجوي من قبل المجموعات الارهابيه المسلحة ضمن المخطط الإسرائيلي لفرض السيطرة على الأجواء السورية من اجل إقامة منطقة حظر جوي وإيجاد ممرات آمنه تمكن المجموعات المسلحة من تحقيق أهدافها وفرض سيطرتها على الأرض ضمن مخطط تجزئة سوريا ، إن الانتصار الذي تتحقق للجيش العربي السوري في ببرود بات يفرض مرحله جديدة في ألازمه السورية والمنطقة عموما ، خاصة وان سقوط يبرود التي كانت من أهم معاقل وتواجد المعارضة المسلحة التي كانت تربطها بالمناطق اللبنانية امتدادات جغرافيه بحيث تشكل يبرود عمق استراتيجي للمجموعات الارهابيه على الأراضي السورية ، إن دخول الكيان الإسرائيلي على خط هذه المعركة هو دليل واضح على أهمية ومفصلية معركة يبرود وما كانت تسعى إسرائيل لتحقيقه ، خاصة وان الغارات الاسرائيليه التي حصلت مؤخرا هي ضمن المشاركة الفعلية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومساندتها للإرهابيين في سوريا ، إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لحماية أمنها مؤشر على نتيجة الحسم في يبرود التي تمس بالأمن الإسرائيلي ، إن المحللون العسكريين الإسرائيليين وجنرالات الجيش الإسرائيلي يدركون حقيقة ومعنى سقوط مدينة يبرود خاصة وان المدينة كانت محصنه ومحاطة بسلسلة جبال وهضاب وهي تعد أكثر تحصينا من المدن الاسرائيليه المحتلة وان في حسابات العسكريين الإسرائيليين أن سقوط يبرود في يد الجيش العربي السوري وبمشاركة حزب الله أن ينعكس ذلك على أية معركة قادمة مع إسرائيل ، ومن هنا يدرك الاسرائليون خطورة وانعكاس فشل المؤامرة التي تستهدف سوريا وان الجيش العربي السوري بفعل المعارك التي يخوضها سيخرج أكثر قوه وتماسك وتدريب ، إن الحسم العسكري الذي تحقق للجيش العربي السوري في يبرود والقصير ومناطق الغ وطه وحمص ومختلف الجغرافيا السورية هو انتصار على المؤامرة التي استهدفت سوريا وهي ورقه رابحه بيد ألدوله السورية في مفاوضاته مع اللاعبين الدوليين والمنخرطين في ألازمه السورية ، ومن خلال ما تتحقق للجيش العربي السوري من نجاح وحسم لمعركة يبرود سيكون بمستطاع ألدوله السورية من فرض شروطها على الجميع وان في هذا النجاح الذي يعد هزيمة قاسيه للمحور الداعم للعدوان على سوريا ، إن التطور النوعي والعسكري للجيش العربي السوري يحمل في أبعاده دلالات ميدانيه وعسكريه وسياسيه ، وان هذه لهي دلاله على قوة وتماسك ألدوله السورية وقدرتها على خوض المعركة ضمن استراتجيه سوريه تقود لإحباط المؤامرة التي استهدفت تقسيم سوريا وتفكيك منظومة الجيش العربي السوري ، إن انعكاس الانتصار السوري في يبرود كان بردات الفعل بعمليات تستهدف مناطق لبنانيه وان لبنان في حال لم يتصدى للمجموعات المسلحة التي كانت أراضيه ممرا لها للداخل السوري فهو مقبل على مرحله يكون من خلالها هدفا ضمن محاولات استهداف حزب الله ، إن دخول عدد كبير من المجموعات الارهابيه المسلحة إلى قرى مجاوره للحدود اللبنانية حيث أن بعض المصادر تتحدث عن دخول ما يزيد على 1500 مسلح إلى قرى سوريه محاذيه للبنان هو مؤشر خطير حيث بلا شك سيحاولون الدخول إلى لبنان وهناك معلومات تشير إلى أن بلدة عرسال تعج بالمسلحين الهاربين من مدينة يبرود السورية والقرى المجاورة وان هذه الانتصارات التي تتحقق في سوريا تحاول المجموعات الارهابيه المسلحة أن تنتقل بإرهابها إلى لبنان وتعمد لتفجير الساحة اللبنانية حيث أن مصلحة إسرائيل بإدخال حزب الله لمعركة داخليه لبنانيه تتمكن من خلاله المجموعات المسلحة من استنزاف قدرات حزب الله لمواجهة إسرائيل ، إن نجاح الجيش اللبناني من كشف واعتقال العديد من الخلايا وإبطال محاولات التفجير لعدد من السيارات المفخخة وآخرها السيارة في البقاع والتي كانت محمله بما يزيد عن مائه وسبعون كلغم من المتفجرات هو جهد استباقي يقود إلى إلحاق الهزيمة المعنوية بالمجموعات المسلحة ويؤدي للانتصار على مخطط الفتنه التي تشعل نيرانه إسرائيل عبر تنسيقها مع عدد من حلفائها ومحاورها في المنطقة ، إن المخطط التآمري الذي استهدف سوريا تحاول بعض الجهات نقله للساحة اللبنانية ضمن مخطط يستهدف إشعال الفتنه المذهبية الطائفية وإدخال المخيمات اللبنانية لدائرة الصراع مما أصبح يتطلب موقف موحد من كل القوى الوطنية والاسلاميه في لبنان للتصدي للمخطط الأمريكي الصهيوني الذي يرغب بالتعويض عن هزيمته في سوريا بالانتقال بمخططه للبنان ، وان جميع القوى الوطنية والاسلاميه يقع على عاتقها مهمة إفشال ودحر المشروع الأمريكي الصهيوني ضمن استراتجيه موحده تجمع دول المحور الممانع والقوى الوطنية والاسلاميه وقوى المقاومة لإفشال هذا المخطط وتوظيف الانتصار السوري على مخطط المؤامرة والتقسيم بما يخدم امن المنطقة ويقود لعملية التحرير للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ضمن إعادة ترسيم المنطقة وأولوياتها بحيث تتصدر أولوية الصراع مع إسرائيل على أولوية ما كانت أمريكا وإسرائيل لتحقيقه عبر مخططها الهادف لتقسيم سوريا وإسقاط ألدوله السورية وتدمير مقدرات الجيش العربي السوري وبث الفتنه المذهبية الطائفية ضمن مخطط استهدف تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حق العودة وفرض الاعتراف بيهودية ألدوله العبرية