إن القيمة التاريخية لرموز النضال الفلسطيني لها أهميتها في رسم عملية التغيير التي حدثت في الأفكار الفلسطينية التي ترتب عليها انطلاقة الثورة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، ولقد كان لرموز النضال الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس سبباً جوهرياً في تجسيد لغة المقاومة على مر السنين، وقيادة حركة فتح تشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الثورة الفلسطينية الذي يعتبر حلقات موصولة يكمل بعضها بعضا، فالماضي وسيلة لفهم الحاضر كما أن الحاضر يعيش فيه الماضي وكليهما ساهم في رسم ملامح المستقبل الفلسطيني، ومن المفيد في كل مرحلة من مراحل قضيتنا الفلسطينية أن نعرف تاريخ رموز النضال الفلسطيني، ونلم بمراحل نضالاتهم وتضحياتهم من أجل القضية الفلسطينية، فإن أهمية هذه المعرفة تبدو بصورة خاصة للرئيس محمود عباس ذلك لأنه لبى النداء منذ أن وجدت الثورة الفلسطينية، وعاش كل مراحلها جنبا بجنب مع الشهيد ياسر عرفات وخليل الوزير وأبو إياد والكمالين وقافلة طويلة من الشهداء القادة، تاريخ مشرف لنخبة عاشت وقدمت الكثير الكثير من أجل إعلاء كلمة فلسطين، وعاش أبو مازن ورفاقه في السلاح حالة الضياع والكفاح في الخمسينات والستينات والسبعينات، وكرسا أعمارهم كلها للثورة ، لم يكن بإمكانهم أن يعيشوا حياة أسرية أو عائلية كباقي البشر، وعاشوا حياة أشبه ما تكون بالسجن في الدول التي تنقلوا بينها، محطات نضالية عاشها رموزنا وكل واحد كان له دوره النضالي وأدوار تكمل بعضها البعض، فالمهام كانت واحدة والمواقع كانت لهدف واحد، لقد أوصلونا إلى أول الطريق للتخلص من الاحتلال، لكن الطريق ما زال طويلاً والمستحقات كثيرة، والعقبات كبيرة، فالمستقبل مختلف عن الحاضر وعن الماضي، ولكل مرحلة رجالها وفكرها وأدواتها، وعقل الثورة مختلف عن عقل الدولة، وأمامنا مسئوليات البناء لمؤسسات الدولة، فهل نستطيع أن نكمل المشوار أم نقف مكتوفي الأيدي أمام الأفكار الارتزاقية الوهمية لأصحاب المزاجية العابرة .
وباعتقادي أن الرئيس محمود عباس يقود اليوم محطة نضالية هامة ومفصلية يشتبك فيها الشعب الفلسطيني وقيادته في معركة متواصلة مع الاحتلال لانتزاع حقوقنا الوطنية المشروعة، محطة نضالية لا ثبات الذات الفلسطينية في ظل المؤشرات والمعطيات الدولية والاقليمية الواضحة للجميع بأننا أمام مفترق طرق، وهناك من يتربص بقضيتنا للنيل من صمود شعبنا، وهناك من يريد تعزيز الانقسام لخدمة أهدافة الشخصية التبعية لنظام بحد عينه، فالرئيس وطني بامتياز مهما حاولتم تشويه الحقيقة، فالشمس لا تغطي بغربال، ارجعوا إلى التاريخ لتعرفوا حقيقة أنفسكم جيدا، ألا يكفي الضغوطات الاسرائيلية الأمريكية على الرئيس لحده عن خطه النضالي في ظل التمسك بالثوابت الوطنية، أتناسيتم بأن الفلسطينيين أصحاب رؤية مقاومة ومناهضة للظلم، فالظلم واحد وهو واقع على جميع أبناء المجتمع الواحد ، فالوطن للجميع والهدف واحد، والجميع يريد التخلص من هذا الظلم، فالجميع في مركب وطني واحد يرسو هنا على أرض فلسطين بقيادة ربان السفينة أبو مازن رمز الشرعية الفلسطينية، فشرعية الرئيس مستمدة من إرادة الشعب، وحذارى من اللعب في الممنوع، فالرئيس أبو مازن خط أحمر ..
بقلم / رمزي النجار
[email protected]