متفائل رغم الآلام والجراح

بقلم: عزام الحملاوى

رغم الخلاف الكبير بين حكومتى رام الله وغزة إلا اننى متفائل, وسيستغرب الكثير ويتساءل: لماذا أنا متفائل رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها ورغم عدم وجود بوادر تدعو للتفاؤل؟ وهذا سؤال مشروع وردى بأني متفائل فعلا،ً لأني أؤمن بالمثل الشائع في مجتمعنا وهو ما بعد الضيق إلا الفرج, فبعد أحداث العام2007 ومنذ فترة ليست بالبسيطة يشير كل ما مررنا به ونمر به الآن ويؤكد على صحة هذه المقولة، فالانقلاب الذي حدث وما نتج عنه من عمليات قتل وإعاقات مؤلمة لكثير من الشباب الفلسطيني, واستهدافات طالت الكثير سواء على صعيد المؤسسات, أو على المستوى السياسي, أو الاقتصادي, أو الاجتماعي, أو الثقافي، إلا أننا في فلسطين فعلاً نظهر الحكمة والإيمان في كثير من الأحيان ,ولذلك بدأت الأصوات منذ فترة طويلة تطالب بإنهاء الانقسام ولم الشمل, والعمل على أن ننتقل من هذه المرحلة الصعبة في تاريخ الشعب الفلسطيني إلى مرحلة جديدة ومبشرة ننتقل بها إلى المستقبل ودولة المؤسسات, والتطور المواكب لما يدور من حولنا في العالم. ومما يبعث على التفاؤل إن كل من حماس وفتح بدأت بالحديث عن إنهاء الانقسام, وخاصة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر, وتدمير الأنفاق ,والأزمة المالية لحماس, ومالحق غزة من دمار نتيجة الحصار الذي أدى إلى معاناة الشعب الغزى على كافة الأصعدة,

وعلى الرغم من عدم حدوث شئ ملموس وعملي على ارض الواقع يستحق الذكر, إلا إن هناك إشارات تبشر بالخير وبحرص شديد من كافة الأطراف على إنهاء الفترة السوداء من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني الذي يعمل على انجاز مشروعه الوطني وبناء الدولة المدنية الحديثة ,والخروج من المآزق الكثيرة التي وضِعنا بها الانقلاب والصراعات التي دمرت ماتبقى من قضيتنا ومشروعنا الوطني, وقسم شعبنا إلى مجموعات متناحرة , وأصبح لا يخدم إلا إسرائيل ويحقق أهدافها ,ولذلك أصبح الكثير من أبناء حماس وفتح وباقي الفصائل الوطنية مع بقية أبناء شعبنا يطالبون بإنهاء الانقسام لأننا مقبلون على كارثة اكبر من خلال مفاوضات السلام وإطار كيري لمبادئ السلام, والتي سيتم من خلالها الإجهاض على ماتبقى من القضية الفلسطينية بما يخدم المصالح الاسرائلية, لذلك أنا متفائل وأنشد الفرج بعد الضيق لان شعبنا الفلسطيني عودنا على كافة المنعطفات التاريخية ألا يسمح بان تضيع حقوقه المشروعة والتي أقرتها جميع المواثيق الدولية والأمم المتحدة0

لذلك ستلعب حكمة المواطن الفلسطيني وصبره وإصراره على أن نجتاز ما بعد الضيق إلى الفرج, وانتشال فلسطين من ضيقها وضيق شعبها إلى مرحلة انتقالية جديدة يتم السير فيها بناءً على مخرجات جديدة من الوحدة الوطنية, ومواصلة العملية السياسية بناء على مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية 0

والآن ورغم كل ما يُقال وما يحدث على الأرض إلا أني متفائل رغم التحديات والمواجهات والتلاعب والفساد وأصحاب المصالح ، فهذه حقيقية يجب أن يتمتع بها الجميع بأن يكونوا متفائلين، فالتفاؤل هو الضوء الأخضر أو التوجه الايجابي والأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج. فلننظر دائما إلى المشاكل الداخلية للشعب الفلسطيني بنية حسنة وبتفاؤل وإيجابية لأننا مع المصلحة الفلسطينية والقضية الوطنية, ولان هذا مااجمع عليه الفلسطينيون طوال فترات نضالهم على مدار تاريخهم الوطني وفى كافة أوقات شدتهم , تفاءلوا لأنه يوجد لدينا اتفاقيات نتيجة حوار وطني اتفق عليها الجميع وستصبح نهجاً يسير عليه الجميع رغم كل الصعاب ,وسينفذ من اجل مصلحة الوطن والمواطن وسنسير نحو الدولة الفلسطينية المدنية الحديثة, انظروا إلى الكثير من الإيجابيات والأحداث التي تولد فينا التفاؤل لفلسطين الجديدة ومشروعها الوطنى, ومستقبل أفضل بعيداً عن تلك الآثار السلبية التي ستولد الهزيمة والإحباط وتهول الأمور لكي توصلنا إلى الدمار والهاوية. أخيراً ورغم كل المشاكل والصعاب إلا اننى متفائل, وكما قيل ربما يتـلاشى الأمل لكنه لا ينعدم, فكن أيها الشعب الصابر متفائل لترى كل ما حولك جميلاً ورائعاً, وحتى نتكاتف من أجل هذا الوطن, فهو وطن الجميع ,ويتسع للجميع0