مقال شوهت ملامحه لوحة ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

لا أعلم لما اغتالني ذاك الشعور بالخجل الشديد رغم انه قد يكون أمرٌ عادي عند الكثيرون من الناس ،ذاك الشعور داهمني بحساسية مفرطة عندما نشرت لي احد مواقع الوكالات الالكترونية مقال لي منذ يومين .. والذي اقترن بغلاف للوحة متوسطة الحجم ،واللوحة عبارة عن صورة لامرأةٍ كانت تتمدد بملابس شفافة فاضحة ،ونصفها العلوي شبه عاري تكاد تفاصيل جسدها الصارخ تنفجر أنويته بكل أنوثة لترسم ملامح تفصيلية انشطارية دقيقة مخالفة للذوق الرفيع ، وتخدش الحياء العام ..تلك الملامح الصامتة كانت في وصفها للجسد أشد دقة ،وكما يقول أهل الاختصاص بالشأن البحري "موقع فيكس fix" ذلك المصطلح الذي يطلقه أولئك الملاحون..عندما يحددون موقع السفينة بدقة في أعالي البحار ،ولكن هناك فرقا شاسعا بين تحديد كلا الموقعين..فالأول مذموم ،لا خلاق له ينقلنا لدائرة شيطانية تجرجرنا كالدوامات بعيدا عن الهدف الرئيسي القائم على التفاعل الفكري الحفاز الموجب بيني وبين الآخرين،ولكن الموقع الآخر فقد كان محمودٌ لأنه ينقلنا جميعا لبر الأمان ..!! ،المهم أني بعد النشر على صفحات المجموعات التي انضممت إليها عبر الفيس.. راجعت نفسي ،ووجدتني على عجالة أتأمل تلك الصورة التي لا علاقة لها البتة بما كتبت بل أضاعت رونق وحسن الكلمات التي تشوهت بصداها ، وخلسة وجدتني أحذف ذاك المقال الذي كانت الصورة تعلوه ،ولا يمكن أن تنفك عنه أبدا ..حقيقة لأول مرة ،ورغم انه لا ذنب لي في ذلك الالتصاق السلبي ، إلا أني عندما قمت بالنشر شعرت بالمشاركة في السقوط من عل ٍ ودون أن أشعر ،وجدتني وكأني أروج كالسماسرة لبضاعة رخيصة.. طمعا في الربح ..ولأول مرة أستشعر بأن كل الذين وضعوا بصمات الإعجاب أو التعليق كانوا من عشاق الصورة لا المقال ،قلت في قرارة نفسي بعد الشعور بالرضا والارتياح مما صنعت ..حقا ذاك هو الفرق بين الكاتب المؤدب الذي له مكانة مرموقة في قلوب المحبين له ..وبين سوء الأدب ..!!