لما استيقظت من نومي عصر هذا اليوم.. نظرت كالمعتاد لنافذة الصالون التي تطل على ساحة البيت ،والتي كان على أحد جوانبها قفص به عصفورين رشيقين أهتم يهما كما الصغار .. عودتهما منذ أيام قلائل على تغيير الجو ،والترفيه ليتنسما الهواء الطلق ، بعيدا عن جدران الغرفة الداخلية التي دوما تعج بحراكات أهل البيت ،ووسط الضجيج ..المهم لما نظرت للنافذة ،كانت خاوية من القفص تماما فأسرعت لأنظر إلى باحة البيت وكانت الصدمة التي أزعجتني كان القفص ملقى على الأرض ،وقد تناثرت محتوياته ،في أرجاء المكان الغريب أن القفص كان موضوعا بمكان آمن أي بعيدا عن الحافة،ولا يمكن أن تطله أيدي الصغار لتعبث به.. لكني لا اعلم بالضبط ما الذي حدث ..هل داعبت القفص نسمات رقيقة تحمل في ثناياها شذى الحرية والانطلاق فهدهدت جوانب القفص وأطاحت به هل كانت هناك أسراب من الطيور الثائرة التي تبحث عن المعذبين في الأرض من أقرانها قد مرت بالمكان لتنتشلهم وتطلق صراحهما من القيد ..المهم أني لما اقتربت من القفص تيقنت أن العصفورين قد لاذا بالفرار وبلا رجعة ..حقيقة اجتاحني شعور ممزوج بين القلق والضيق وبين الارتياح الوجداني ،في ذات الوقت ..لا أعرف خاصة أني دائما امقت السجن والسجان ،واستهجن الذين يتمتعون بمشاهدة جمال الطيور خلف القضبان أولئك الذين يرقصون طربا على جراح الآخرين وهم يتسلون ويمرحون ..وما أكثرهم في بلاد العرب أوطاني..!! ،لم أفكر أبدا بصفة شخصية في القيام بشراء العصافير الحبيسة ،و لولا إلحاح أولادي الشديد لما فعلت ..أقولها بصراحة كم تمنيت في ذات اللحظة أن تكون هناك أسرابا بشرية من أحرار الأرض يحطمون السجون فيطلقون قيد آلاف الأسرى الذين يقبعون خلف القضبان في سجون الاحتلال ..!!