ما الجدوي من تقديم عقارب الساعة وتأخيرها ..؟

يتساءل كثيرون من الموطنين الفلسطينيين حول الجدوي والفائدة من تقديم عقارب الساعة وتأخيرها ، مع اعلان العمل في التوقيت الصيفي بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة منتصف ليلة امس الجمعة ، بعد ان اقرته الحكومة الفلسطينية بسبب ازدياد ساعات النهار تدريجياً من بداية فصل الربيع حتى ذروة الصيف ، واختلف اراء المواطنين حول رضاهم عن التوقيت الجديد ، نظرا لاعتيادهم على ضبط اعمالهم ومشاغلهم على التوقيت الشتوي القديم .
الخبير الاقتصادي محسن ابو رمضان ، يؤكد ان تقديم عقارب الساعة ساعة كاملة الى الامام ، تساعد على زيادة القدرة الانتاجية في فترة الصباح حيث ان تقديم الساعة يعني ان الانسان سيذهب مبكرا الى عمله وليس بالساعة التقليدية التي كان يسير عليها .
ويقول ابو رمضان في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء "، " من المعروف ان طاقة الانسان في العمل تكون في فترة الصباح الاولى ، وبالتالي هناك تقدير علمي بان عملية الانتاج والطاقة تتضاعف عندما يتم تقديم عقارب الساعة في الفترة التي تسبق فصل الصيف ، ولم يكن هذا الامر عبثا ، حيث ان هذا النظام معمول به في كل دول العالم ".
ويضيف" نحن نعاني من ظروف اقتصادية وانتاجية صعبة لأننا مجتمع مستهلك ويعيش على الاغاثة ولكن هناك بعض القطاعات المحددة العاملة التي يكون مفيد لها ولزيادة قدرتها الانتاجية من خلال تقديم الساعة ساعة كاملة ".
وعقب مواطنون فلسطينيون على التوقيت الصيفي الجديد ، بآراء مختلفة فمنهم من وصفه بالممتع والحسن ومنهم من فضل التوقيت الشتوي المعمول به سابقا .
الشاب محمد حواس (24 عاما) ، يقول عن التوقيت الجديد " عادي ما بتفرق كتير بين الوقتين بس اول يومين بعدها نتعود ، (...) "وياعيني لو كان عندي جامعة بحس اليوم سنة  الليل للنوم والنهار طويل لطشات "
اما كامل الهيبقي (27 عاما )، فيقول " النهار اصبح طويل ولزيز ، والواحد بحس بجمالوا والوحد عندوا متسع بعد ساعات العمل انو يشوف الاصحاب ويطلع وينبسط "
ويضيف " احنا لسى اول يوم بالتوقيت الجديد ، الصراحة لسى انا ما أتقلمت بس اول يومين صعبين بعدين بنتعود وانا مبسوط من التوقيت لجديد " .
فيما لم يخف هشام الجرجاوي (23 عاما )، الذي يعمل في احدى مؤسسات المجتمع المدني بغزة ، ان التوقيت الجديد تسبب له في اول يوم بتأخير عن عمله، حيث يبدأ عمله الساعة العاشرة صباحا ً فيما وصل عمله الساعة 11 والنصف صباحا .
وعبر هشام عن استيائه للتوقيت الجديد قائلا " ما في بركة لا بالليل ولا لنهار النظام كلو مش داخل رأسي ولسى ما تعودت عليه ".
المواطن فارس صالحة (26 عاما) ، لم يجد معضلة كبيرة بالتعامل مع التوقيت الجديد مضيفا " انا بشتغل على الساعة ما في عندي مشكلة ، بضبط الساعة وبمشي عليها لا يوجد مشكلة ".
وكان مجلس الوزراء الفلسطيني أعلن أن التوقيت الصيفي في فلسطين سيبدأ اعتبارا من منتصف ليلة الجمعة- السبت، الموافق 28-29 آذار 2014، وذلك بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة.
و(التوقيت الصيفي ) هو تغيير التوقيت الرسمي في البلاد لمدة عدة أشهر من كل سنة، ويتمُّ بإعادة ضبط الساعة في بداية الربيع ، حيث تقدَّم عقارب الساعة بستين دقيقة.
أما الرجوع إلى التوقيت العادي( التوقيت الشتوي), فيتم في موسم الخريف، بإعادة عقارب الساعة 60 دقيقة الى الوراء، حيث تتقلَّص ساعات النهار من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء.
ويرجع هذا التغير على التوقيت لظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلُّصها في الخريف والشتاء من ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بمستوى مساره حول الشمس. ويكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجياً بتلاؤمٍ مع بعد الموقع عن خط الاستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الاستوائية بالكاد فلا تكون بحاجةٍ للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.
ويعد الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784, ولكن لم تبدو الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين, حيث طرحَهَا من جديد البريطاني وليام ويلت الذي بذَلَ جهودا في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.وتحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. فكانت ألمانيا أول بلد أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -