حبيبي يا رئيس عباس

بقلم: فايز أبو شمالة

روحي فداؤك يا رئيس، وخذ عمري سلماً تدوس على درجاته بحذاء المجد، يا أبها البطل الذي زمجر في الغاب فارتعبت منه الصهيونية، وخرّت له جبابرة إسرائيل ساجدين، يا أيها المغوار الذي أبى إلا أن يزلزل كيان الأعداء دون أن يمس التنسيق الأمني بأذى.
حبيبي يا رئيس عباس، يا أيها الرجل الذي تكسرت على صخرة صموده الشروط الإسرائيلية، وتفتتت على مفاصلة المخططات الأمريكية، حتى اختفت من بطشه المقاومة الفلسطينية، يا أيها العفيف الشريف العنيف الذي ازداد عدد المستوطنين في عهد رئاسته حتى صاروا 650 ألف يهودي، بعد أن كانوا 180 ألف يهودي فقط.
لا بأس يا حبيبي يا رئيس عباس، فالجبال الشامخة فيها متسع للطامعين، وفي المطر فسحة من الرحمة حتى للأعداء الغاصبين، لذلك لا ضير أن يقيم اليهود 11 ألف وحدة استيطانية جديدة في الفترة القصيرة الممتدة ثمانية أشهر من عمر المفاوضات، ولا ضير أن يقتلوا أمام عينك ستين فلسطينياً، ولا ضير من تهويد القدس وتذويبها، ولا ضير أن يمسح اليهود كل أثر للمدن وللقرى الفلسطينية المغتصبة سنة 48، فنحن لا نحتاج وطن، ولا نحتاج أرض، ولا نريد كرامة، فنحن يا مهجتنا، ويا هيبتنا، ويا كرامتنا، نحن بحاجة إلى رئيس، نحن شعب نعشق الرئيس، ونحن فداؤك، لأننا ندرك أن اليهود يقصدونك أنت، يريدون تصفيتك أنت، فاليهود لا تهمهم أرض فلسطين، ولا يهمم جبل الهيكل، اليهود لا يخيفهم شيء، ولا يثير الرعب في نفوسهم إلا ذكر اسمك يا أيها الحبيب، الذي يكفينا فخراً أنك رئيسنا.
أنت حبيبنا وسيدنا وتاج رأسنا وعنوان نخوتنا وثورتنا ونصرنا، أنت بصرنا وسمعنا، وأنت صبرنا، ونحن أنت، وأنت نحن، وطالما أنت حي ترزق، فنحن نرزق مما فاض من رزقك، لذلك لا نبالي بضياع فلسطين، ولا نهتم للتوسع الاستيطاني، ولا يخيفنا تهويد المسجد الأقصى، طالما أنت فينا، يا صاعق التفجير الأول لثورة المستحيل، يا من صرت عضو لجنة مركزية وقائد ثورة قبل أن تبلغ العشرين من عمرك، اي إعجازٍ هذا يا أيها المغوار الذي لا نعشق فيك إلا التضحية؟ يا من أثخنته جراح المواجهة مع الصهاينة، يا من تقلب على الجمر خلف القضبان، يا زعيم، ويا أمير، ويا كبير، ويا رئيس، ويا قائد، ويا رمز، ويا باعث الأمل في نفوسنا.
أنت حبيبنا يا رئيس عباس، وفي عهدك لم يبق لنا الصهاينة شيئاً نفتديك فيه، لم يبق لنا الصهاينة إلا رقابنا، نمدها لكي تدوس عليها، دس يا رئيس على عنق الشعب ولا تخف، فبيننا نخبة من الكتاب لا يشغلها شيء إلا الخوف عليك، وفينا نخبة من السياسيين لا يهمهم أمر إلا سلامتك، وبين ظهرانينا قيادة تاريخية تحنو عليك أكثر من حنوها على المسجد الأقصى، ولدينا تنظيمات تتمنى سلامتك أكثر مما تتمنى السلامة للأرض، فاركب يا رئيس ظهر الشعب، فقد ارتضى البعض أن يصير سرجاً، ينتظر أن تهمز بنعليك صدغه، كي يرقص كل الليل على حفيف قلمك، ويصفق لك حين توقع على وثائق الانضمام لمنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل والفساد والإيدز والزهايمر والسفلس، إنه قلمك الثوري الذي يوقع على كل شيء ما عدا التوقيع على معاهدة روما، التي تتيح الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي!!!!!!.
إنه قلمك الأنفع من صوايخ المقاومة، فاضبط حروف الكتابة يا رئيس، بما لا يغضب الإسرائيليين، فدرب التفاوض ما زال قائماً، يا أيها القوي العزيز الكبير الرحيم الغفور التواب، درب التفاوض ما زال خيارك الوحيد، فإياك أن تؤذي من استجار بك من قادة إسرائيل.