فيديو.. طريقة جديدة في النقد توصل صحفي بغزة الى "القبر" !

طريقة جديدة بالنقد للأوضاع السياسية والحياة المتردية التي بات يعيشها الفلسطينيون ابتدعها الصحفي ايمن العالول من مدينة غزة ،جعلت منه ناشطاً بارزا على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك و يوتيوب" ، لكنها اوصلته الى زنزانة وكفين على الوجه وان يكون رأسه مطلوب (للمقاومة) حسب صفحة تحمل اسم "داعش غزة" ! كما حدثنا .

الطريقة التي ابتدعها العالول (42عاما) ، جاءت من وحي عمله الذي يقوم به كمراسل تلفزيوني لاحدى القنوات الاخبارية الفضائية ، فقد بدأت القصة منذ فترة ليست ببعيدة بضعة شهور مضت .. كان يقتصر فيها نقده على زملائه الصحفيين .

ثم طورها لنقد الاوضاع السياسية والاجتماعية والحياتية للشعب الفلسطيني عن طريق تخصيص المقطع الاخير من التقارير التلفزيونية المعروف بـ( الاستاند ) ليقول فيه العالول بكلمات مختصرة نقده المراد وغايته في مدة(20 ثانية) وتارة اخرى لا يقول شيئا ، تظهر صورته بصمت !

كان اول ما انتقده العالول، في فيديوهاته المختصرة، قرار حكومة السلطة الفلسطينية بشطب خانة الديانة من الهوية قبل شهرين ، حيث ظهر يقول " بعد شطب خانة الديانة من الهوية الفلسطينية يستطيع أي شخص ان يقول لأي فلسطيني.. أي والله دين ما في عندك ".

ثم تلا ذلك نقد ساخر، لأزمة الكهرباء التي يعيشها سكان قطاع غزة ، فيما وجد العالول كما يقول في فعالية اقيمت بغزة مؤخرا تطالب الجانب المصري بفتح معبر رفح المغلق، معركة سياسية يمكن ان يوجه من خلالها انتقاده الحاد فظهر يقول " بعد مقارنة الوضع في معبر طابا بمعبر رفح .. اقول للمصرين انسوا العروبة والتاريخ .. واعتبرونا يهود ".

ويقول العالول في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، "انا استخدم في انتقاداتي طريقة غير تقليدية وغير كلاسيكية ، فالمتعارف عليه هو ان المراسل التلفزيوني في نهاية تقريره يلخص اهم ما جاء في التقرير بطريقة متعارف عليها والتي نشاهدها جميعا على التلفزيون ، لكني انا أستخدم الكلمات العامية التي تلفت الانتباه ويتناولها الناس على الا تكون نابية او خارجة او سوقية ".

مقاطع الفيديو التي يسجلها العالول يقوم بنشرها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، ولاقت اعجابا كبيرا من الفيسبوكين حيث باتوا يتداولونهاعلى صفحات اخرى في الشبكة العنكبوتية .

نقد اوصله الى زنزانة ..

في 23 مارس الماضي ، عقدت حركة حماس مهرجان لها في ساحة السرايا بمدينة غزة ، بعنوان " الوفاء والثبات على درب القادة الشهداء " ، ظهر الصحفي العالول مجددا في مقطع فيديو (استاند ) ومن وراءه جمهور حماس المحتشد وقال فيه " في ذكرى استشهاد القادة العظماء يشعر الفلسطينيون بارواحهم تحوم بالمكان .. ولسان حالهم يقول اننا لو كنا بينكم الان وشاهدنا ما هو حالكم لتفينا في وجوهكم ".

ويوضح العالول ماذا جرى بعدها " في اليوم الثاني للمهرجان اتصل بي شخص من جهاز المباحث بحكومة غزة اسمه ابوصهيب كحيل ، طلب مني الحضور لمركز شرطة انصار بغزة ، توجهت الى المكان المطلوب ثم اعيد توجيهي الى مكان اخر وهو مبنى المباحث بغزة ، قابلت شخص اسمه عبد الناصر المقادمة يعمل بجهاز المباحث ".

ويقول " اخذ جوالي الشخصي لمدة ساعة كاملة للاطلاع على ما بداخله ، واكتشفت ان الشخص (وهو رجل المباحث ) المقادمة لا يعرف شيئا عن الموضوع ، ما عدى ان هناك بعض الناس مبلغين انو انا بغلط على المقاومة وعلى حماس ، اوضحت الامر ، وقمت بفتح صفحتي الخاصة على "فيسبوك" ، وبينت لهم انني قمت بتنزيل توضيح خاص على الصفحة بان الفيديو والنقد لا اقصد فيه اهانة جمهور حماس لكنه نقد للأوضاع السياسية التي نعيشها ".

ويؤكد العالول ان"رجل المباحث كان لطيف وتفهم الامر ، ثم قال لي ان مدير مباحث محافظات قطاع غزة يريد مقابلتي ، فتم اخذي بجيب عسكري مكشوف مثل المجرمين الى مبني الجوازات الامني بغزة ، وعند وصولي لم اقابل احدا ، تم وضعي في زنزانة مساحتها متر في مترين ، اشبه بالقبر لا ضوء بها ولا فراش ومغلقة بالكامل.. اشبه بالقبر ".

ويتابع " تم وضعي مع المجرمين والقتلة والجنائيين ، كانوا بجواري ، ثم جاء شخص واخرجني من الزنزانة وقام بضربي كفين على وجهي ، وارجعني مرة اخرى الى الزنزانة ".

ويقول، " بعد ساعات تدخل القيادي في حركة حماس صلاح البردويل وطلب اخراجي من السجن واعتبر ما يجري شيء معيب ، وبالفعل خرجت ووجدت الزملاء والاصدقاء قالبين الدنيا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ".

وحسب ما اوضحه العالول، فإن" انتقاده الموجه الى حكومتي رام الله وغزة ، بات يستخدمها ويوجهها عناصر كلا الفرقين لصالحه ، فتارة ينشر انصار فتح الفيديوهات ويكتبون عليها انها البداية ضد حماس في اشارة ان العالول هو فتحاوي" ، وتارة يكتب عليها انصار حماس انه "شخص يتأمر عليهم فهو اضحى ضحية الطرفين ".

ويقول العالول " انا لا اقصد ولا اقترب من المقاومة لا من بعيد ولا من قريب ، انتقادي موجه الى حكومتي رام الله وغزة ، اريد ان يعلموا ان هناك رأي ثالث هو رأي المواطن الفلسطيني الذي يعاني يوميا وهو مش فتح ولا حماس ".

ويعتبر " ان آرائه تعبر عن آراء كثير من الفلسطينيين وتدور في خواطرهم وداخلهم "، مشيرا الى انه عازم على الاستمرار في النقد حتى الخروج بظاهرة صحية وهي "رأي المواطن الفلسطيني بعيدا عن التنظيمات ".

وبسؤاله عن عمله كصحفي "يجب ان يكون موضوعي وحيادي" يجيب العالول بالقول" انا لا اخرج عن الآداب العامة والمبادئ الوطنية ، انا اعبر عن رأيي كأي مواطن وانشر على صفحتي الخاصة في "فيسبوك" ، لا بد ان تكون لي حرية كأي مواطن حتى لا يكون هناك ظلم " .

داعش تهدد باسم المقاومة ...

ويقول العالول "هناك امور اخرى بدأت (..) يوجد صفحة على اليوتيوب باسم (داعش غزة) يشرف عليها شخص اسمه ابوقتادة وقام بنشر صور لي وفيديوهاتي وكتب عليها (الفاجر الداعر ) وكلام خارج عن الادب ، وكلام يتهمني فيه انني فصلت من عملي في عام 2005م ، بسبب ضبط معي احدى الفاجرات ، وتحمل الصفحة عنوان " مطلوب رأسه للمقاومة" .

ويكمل " ذهبت الى جهاز المباحث انا ومجموعة من الاصدقاء الصحفيين ، وابلغت عن هذا الامر وان هناك صفحة باسم داعش تحرض على قتلي لكنهم لم يأخذوا الامر على محمل الجد وتم اهمال الموضوع ".

الجدير ذكرة ان ايمن العالول حاصل على شهادة دبلوم تحليل طبية من الاردن عام 1992 ، وعمل في مهن مختلفة ، بدأ عمله في حقل الاعلام بالإذاعات المحلية في قطاع غزة عام 2002م ، ويعمل حاليا مدير ومراسل قناة الفرات الفضائية بغزة والتي تبث من العراق .

وينوه العالول الى انه رفض ان ينتسب الى نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، لأنها برأسين واحدة تابعة الى فتح وحكومة رام الله وواحدة تابعة الى حكومة غزة و حماس بينما هو مواطن فلسطيني .

وقد نشر العالول المزيد من الفيديوهات الجديدة التي تحمل نقد جديد ننشر لكم بعضا منها..

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -