خالد عزالدين... صوت الأسرى فى الإعلام الجزائري

بقلم: احسن خلاص

لا يمل ولا يكل يعمل في صمت، يفتح الأبواب والنوافذ، يجتهد بكل ما أوتي من وقت ومال لا يغمض له جفن. إرادة فولاذية إيمان قوي بالقضية انصهار في الحلم الفلسطيني والعربي بالحياة على أرض فلسطينية محررة بأكملها. يضاف إلى كل هذا يعتبر عز الدين خالد أحد الأسرى المحررين المتواجدين في الجزائر. وأدى احتكاكه بالجزائر شعبا وسياسيين ورجال إعلام إلى ترسيخ إيمانه بأن النصر آت لا محالة فقد أمدته الثورة التحريرية الجزائرية بالعدة المعنوية الهائلة واستأنس بحب الجزائريين لوطنهم واستعدادهم للذود عنه في كل لحظة. البطل عز الدين خالد يشرف ملف الاسرى ويتعاون وبشكل وثيق مع نادي الأسير الفلسطيني الذي قام بطباعة المجلة الخاصة والتى أطلق عليها تسمية "ميسرة يرث العالم شهيدا" تخليد لروح الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية. ويعد هذا العدد الخاص الذى أعده واشرف عليه الأخ عزالدين جاء تكريما لتضحية وبطولة ميسرة في ذكرى استشهاده الأولى وهو العدد الذي سيوزع خلال حفل التأبين الذي سيقام بمدينة الخليل في الضفة الغربية أين استشهد ووري الثرى. ويذكر المشرف على المجلة خالد عز الدين في كلمته الافتتاحية أن الأسرى يستحقون أن نمنحهم كل وقتنا لا لشيء إلا أنهم أحسن منا فما بالك أن نعطي بعضا من وقتنا الثمين للأسرى الشهداء مع وقف التنفيذ والذين أمضى بعضهم أكثر من 35 عاما خلف قضبان سجون النازية الجديدة التي تسمى (إسرائيل) والتي تغتصب التاريخ والجغرافيا وأشجار الزيتون التي يبلغ عمر بعضها أكثر من 5000 ألاف عاما ".

وتبدأ المجلة بمقالة جميلة للدكتور علي شكشك، يقف فيها عند الشهيد ميسرة أبو حمدية كنموذج لأحد أشكال الذبح في واقعنا العربي، الفلسطيني على وجه الخصوص.

فيما تتضمن في نفس السياق، مقال للدكتور سامي محمد الأخرس بـعنوان "المصلوب في الوطن لتتفق جميع المقالات المنشورة في المجلة، على أن الوضع الفلسطيني، لا يعبر عن أرض محتلة أو واقع استعمار فحسب، بل يمثل خنجرا مغروسا منذ عقود في ضمير البشرية، المجتمع الدولي الذي وإن ندد بهذا الواقع، لكن هو مستمر في الكيل بمكيالين.

كما وتتضمن المجلة مقالات لم تقف عند ذكرى استشهاد ميسرة أبو حمدية، كحالة فردية بقدر ما وقفت عند إرهاصاتها وما تعنيه الشهادة والتضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني. حيث كتب رزق المزعنن عن الذكرى السنوية لاستشهاد اللواء أبو حمدية، وبنفس العنوان جاءت مساهمة الدكتور مازن صافي، أما يونس رجوب فكتب عن " ذاكرة السيف في جعبة التاريخ". ونشرت المجلة مقالين مهمين كان قد كتبهما الشهيد ابو حمدية بعنوان "التعليم عند الأسرى و أدب الأطفال.

وكما كتب في المجلة العقيد هيسى أبو مياله شهادة بعنوان "ميسرة أبو حمدية.. نموذجا فدائيا"، فيما كتب الدكتور هشام صدقي أبو يونس عن معايشة الشهيد للأسر "الأسير ميسرة أبو حمدية"، في حين اعتبرت الدكتورة غبير عبد الرحمان ثابت أن استشهاد أبو حمدية هو تحقيق لحلمة في الحرية. ويذكر أن نادي الأسير الفلسطيني يقوم دوريا بطلع أعداد ومجلات دورية وفصلية للتعريف بمجمل القضايا التاريخية الفلسطينية وقد نشر أعدادا في جريدة الجزائرية ويقوم الآن بنشر دوري لهذه المجلات في جريدة المواطن الجزائرية. وللأستاذ عز الدين خالد علاقات متينة بالأسرة الإعلامية الجزائرية. ويعتزم الفريق نشر ملاحق خاصة كبيرة لإصدارها وتوزيعها مع الصحف الرئيسية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني المصادف ليوم 17 أفريل المقبل إلا أن تزامن الحدث مع الانتخابات الرئاسية الجزائرية جعلت الفريق يفضل إصدار الملاحق يوم 10 أفريل.