بعد اشتعال الثورات العربية المطالبة بالتغيير في أغلب الدول العربية، كشفت خفايا كثيرة حملت في طياتها علاقات وسياسات وتكتلات جديدة على الصعيد الإقليمي والدولي، فقد كان جزء منها مكشوفاً وأخر يحدث خلف الكواليس بعيداً عن وسائل الإعلام وآن الأون أن تكشف هذه الخفايا وأن يظهر المستور من علاقات في العواصم العربية والأجنبية.
بعض العواصم العربية سقطت مع رياح التغيير التي سادت الوطن العربي وأخرى بقيت ترسخ تحت الأنظمة "الصهيوعربية "كان المواطن العربي واهماً بالعواصم العربية، لأنها كانت تدعي الوطنية وترفع راية الوطنية العربية والفلسطينية وكانت تساند القضية الفلسطينية، لكن للأسف من خلال الأحداث العربية الأخيرة والإقليمية أتضح أن أغلب العواصم العربية مرتبطة مع " إسرائيل " باتفاقيات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، و بين إسرائيل وهذه العواصم من علاقات لا تتمتع بها أي دولة عربية، وما يؤكد ذلك التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان إن اسرائيل تجري مباحثات سرية مع بعض الدول العربية التي لا تعترف بها وتتطلع لإقامة علاقات دبلوماسية بدافع القلق المشترك من إيران.
من الواضح أن إسرائيل فرضت نفسها على المنطقة العربية وعلي العالم بشكل كامل من خلال استخدامها استراتيجيات وأساليب وفنون سياسية نوعية في سياستها الخارجية بين الدول العربية والأجنبية ومازالت تستخدمها، ومن هذه الإستراتيجيات المزاوجة في العلاقات الدولية ودعم الاضطرابات والمتناقضات بين الدول لتحقيق أهدافها ويضح ذلك من خلال استخدام إسرائيل هذا النموذج في العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ،على الرغم من الثقة الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، إلا أن إسرائيل تبحث عن بدائل عن الدور الأمريكي وتبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى حيث يربط إسرائيل وروسيا العديد من الصفقات السياسية والعسكرية، كان أخرها الصفقة السياسية المتمثلة في أن إسرائيل أعربت للولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، عن مخاوفها من اتخاذ موقف علني ضد روسيا؛ يدين ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، بحجة أن ذلك سيتسبب في دمار حقيقي لمصالح إسرائيل الأمنية، مما أدى ذلك إلي غضب واشنطن من إسرائيل، بسبب عدم إبداء إسرائيل معارضة علنية لروسيا بشأن ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وامتناعها عن المشاركة في تصويت أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة .
أما الصفقات العسكرية بين روسيا وإسرائيل تتمثل في اتفاقيات تطوير وتبادل الصناعات الأمنية بينهما خاصة في مجالات طائرات التجسس والطائرات الصغيرة من دون طيار.
المتأمل في مجريات الأمور دولياً في الشهور الماضية يلاحظ انحسار الدور الأمريكي في العالم، وما يثبت ذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية كنموذج عن تراجع سياسة الولايات المتحدة حيث سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى التوصل لاتفاق سلام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أنه اصطدم بجدار الصلف والتعنت الإسرائيلي، وبواقع النفوذ الصهيوني، مما جعل أولوية ملف القضية الفلسطينية تتراجع لدى الإدارة الأمريكية، ويظهر ذلك في عدم وضع ثقلها الكامل في دعم مفاوضات التسوية.
هذا الانحسار للدور الأمريكي في العالم يمكن تفسيره أنه يأتي متزامناً مع الصحوة العربية وسعي الشعوب العربية لنيل حريتها والعيش بحياة ديمقراطية كريمة بالإضافة لسقوط إستراتيجية الزعامة العالمية وسياسة القطب الواحد والاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب تقوده أكثر من دولة مثل روسيا والصين وغيرها.
|