أزالت حركة حماس وإطارها الطلابي الكتلة الإسلامية الستار عن جدارية استغرق العمل بها ثلاثة أيام متتالية، تضم صورة للشهيدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتسي والمسجد الأقصى وخريطة لفلسطين الى جانب حمام طائر من يدي أسير مُكبل، فيما خط أسفلها وأعلاها "للحرية موعد، قسمًا سنفي بالوعد وسنكسر القيد".
وجاء افتتاح الجدارية خلال وقفة نظمتها حماس والكتلة الإسلامية بمشاركة المئات من طلبة وطالبات المدارس أمام مدرسة القدس وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وتخللها هتافات تطالب بتحرير الأسرى والتحرك نحو قضيتهم.
وقال القيادي في حماس سعدي المغاري : "جئنا لنقول لأسرنا أنتم لستم وحدكم داخل الزنازين والسجون الإسرائيلية، وجئنا لنؤكد أن قضيتكم أغلى من قضية القدس والقضايا الأخرى، لأن الإنسان في ديننا أغلى شيء".
وشدد المغاري على أن الأسرى لن يخرجوا بالمفاوضات والاتفاقيات وبالسلام المزعوم، بل بالمقاومة وأسرى الجنود، داعيًا مختلف الفصائل لبذل كافة جهودها لتحرير الأسرى من خلال أسر الجنود، ومبادلتهم بأسرى، وإبرام صفقة "وفاء أحرار" جديدة.
بدوره، قال مسئول مدارس الثانوية بالكتلة الإسلامية في رفح محمود أبو طه : "نقف اليوم وقفة أبية كريمة تجاه أسرانا البواسل داخل السجون الإسرائيلية، في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف السابع عشر من إبريل من كل عام".
وأضاف أبو طه "يمر هذا اليوم وأحرارنا الأسرى يتعرضون لأبشع صور المهانة والإذلال، وتشتد الهجمة عليهم بالقتل والقمع، وأسرانا لا يملكون إلا الإرادة المتمثلة بأمعائهم الخاوية وأجسادهم النحيلة، وصدورهم العارية، وما كانت جريمتهم إلا الدفاع عن كرامتهم وكرامة شعبهم ووطنهم".
وتابع "تمر الذكرى وأسرانا الأبطال لا يزالون يعانون الأمرين وشتى أصناف العذاب والتنكيل الوحشي اللا إنساني في سجون الغطرسة والظلم، ولا يزالون متمسكين بمبادئهم وثوابتهم الفلسطينية، فإن كل هذا ليؤكد بأننا شعب أصيل متعز بكرامته وليعلم العالم أجمع أن كرامة الأسرى أغلى علينا من حياتنا".
وأكد أبو طه أن "تحرير الأسرى واجب وطني وشرعي وأخلاقي ولا يمكن التفريط فيه، بأي حال من الأحوال، ونذكر أن الاحتلال يمارس أبشع الجرائم ضد أسرانا، وهذا يستوجب تضافر كافة الجهود لفضحها بكل العالم."
وطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسئولياته وإجبار" العدو الإسرائيلي بمعاملة أسرانا كأسرى حرب لهم حقوقهم الإنسانية كما نص عليها القانون الدولي، ووقف العزل الانفرادي، والتفتيش العاري والمهين لكرامة الإنسان، وتوفير العلاج والتعليم، وإنهاء المنع من الزيارات لسنوات طويلة.."
ودعا للتحقيق بقضايا الأسرى الذين استشهدوا، وتجاوز عددهم 200شهيد، منهم من قضى في غرف التحقيق، أو بإطلاق النار نحوهم بعد القبض عليهم، أو من خلال الإهمال الطبي، وإحالة جميع هذه الملفات لمحكمة الجنايات الدولية ليتم التحقيق فيها، ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه.
وشدد أبو طه على أن "الانحياز الواضح جدًا من بعض الدول المستبدة للاحتلال، لا يثنينا من الدفاع عن أسرانا"، قائلاً : "فنحن لا نعول على الظلمة وفاقدي الضمير، بل على إيماننا بربنا فهو ناصرنا ولو بعد حين، وعلى مقاومتنا الباسلة التي أثبتت قوتها عبر صفقة وفاء الأحرار."
وطالب جميع الفصائل والمؤسسات بالتضافر لإبقاء شعلة المقاومة مشتعلة حتى تحرير أخر أسير فلسطيني.
وفي يوم الأسير(17 نيسان/ ابريل( يحيي الفلسطينيون ذكرى إطلاق سراح اول أسير فلسطيني عام 1974م وهو محمود بكر حجازي، وذلك بأول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي.
واليكم هذا التقرير بعدسة" وكالة قدس نت للأنباء"
تصوير: عبد الرحيم الخطيب
