متي ينتهي الانقسام ونعود فلسطينيون متحدون؟

بقلم: هاني زهير مصبح

هل بات الفراق والانقسام شيئا اساسيا وأمرا مستعصيا او مرضا لا يوجد له علاج؟
بدء الصراع تحت مسميات كثيرة من شأنها الإصلاح والتغيير ، متهمة حماس السلطة الفلسطينية بالفساد والرشوة والمحسوبيات وغيرها من الاتهامات اللامتناهية، كمواطن فلسطيني أتفق معكم في كثير من اتهاماتكم فمن يعمل يخطئ هكذا هي النظرية ولكن أنتم علاجكم للخطأ كان بخطأ أكبر فعمقتم الانقسام وارتكبتم العديد من الجرائم بل وأكثر من ذلك بكثير
في السابق كنتم تتهمون السلطة الفلسطينية بأنها سلطة حماية للمستوطنات وللكيان الاسرائيلي وسلطة التنسيق الأمني وأن طاولة الحوار والمفاوضات لم تحقق شيئا، كان يستوجب علي السلطة الفلسطينية بموجب الاتفاقيات الدولية أن تحقق السلام وأمن الحدود جزء من تلك الاتفاقيات بحيث أن تستكمل المفاوضات وفقا لما هو متفق علية والتعامل مع المجتمع الدولي جزء من دبلوماسيتها الدولية كان هذا الأمر مرفوض من قبل حركة حماس معتقدين ان السلطة تنفذ إملاءات أمريكية وكان هدف السلطة بالنهاية هو تحرير الارض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود1967م وعاصمتها القدس الشرقية، لم يعجب حركة حماس مشروع المفاوضات وكانت في كل اتفاقية تقوم بوسائل عديدة من شأنها عرقلة المفاوضات من خلال إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات.
السؤال الذي يطرح نفسة وهو بعد تمرد حركة حماس أثناء سيطرتها علي ثلثي المجلس التشريعي الفلسطيني من خلال ما قامت به وهو :هل اختلفت حركة حماس عن السلطة الفلسطينية في سياستها المتبعة؟
حماس لم تختلف كثيرا عن ممارسات السلطة فقد حافظت علي الحدود مع قطاع غزة أشد حفاظ ولا يجرؤ أحد علي إطلاق أي صاروخ مقاومة بدون موافقتها .
تعتقد حركة حماس انها تختلف عن السلطة الفلسطينية من خلال المقاومة والرد علي الهجمات الصهيونية الشرسة علي قطاع غزة فأقول لكم أن أيضا كان هناك من أبناء السلطة ذاتها يعملون في حركات المقاومة وكانوا جزء من حركة فتح والسلطة وهم ما يعرفوا بكتائب شهداء الأقصى وغيرهم اللذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أثناء الممارسات الاسرائيلية وتصعيدهم وكانت تلك الأيادي تقاوم وتنفذ العمليات أيضا.
إذا مجمل الحديث هو أن من يجلس علي رأس الهرم ويمثل السلطة سواء من فتح أو حماس يجب علية أن يتقيد بسياسات لا تختلف في مضمونها وإنما تختلف في جوهرها الخارجي فقط .
فلسطين اليوم أصبحت عبارة عن فتح وحماس وكلاهما منافق لا يهمه الوطن كثيرا والشعب بين قوسين هو ضحيتهم ،إن كنتم حقا تحترمون أنفسكم وتحترمون وطنكم فلسطين فيجب علي كلا منكم أن يقدم التنازلات لصالح فلسطين ولصالح شعب فلسطين الذي خرج علي عكس الشعوب العربية وطالب كلاكما بإنهاء الانقسام ،أما الشعوب العربية فخرجت الي الشوارع العربية في العديد من العواصم العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا تطالب بتغيير النظام ، منها من نجح ومنها مازال يطالب وينتظر تحقيق النجاح.
فهل نكون نحن الفلسطينيين كما يعرفنا العالم بأننا شعب عريق شعب مناضل شعب صاحب قضية عادلة ونحقق رغبة أبناء شعبنا وننهي الانقسام؟ هل سنحترم إرادة أسرانا خلف قضبان الجلاد الإسرائيلي وسننهي الانقسام؟
هل سنكون الأوفياء لدماء شهدانا اللذين ناضلوا من أجل فلسطين وقدموا أرواحهم في سبيل فلسطين؟
علينا أنت نتحد ونواجه عدونا الاسرائيلي الذي يسرق أرضنا الفلسطينية والذي بتنا في كل صباح نجد تغلغل استيطاني جديد وتهويد لشوارع ومعالم المدينة المقدسة وتدنيس للمسجد الأقصى بتفرقنا أصبحنا ضعفاء يعبث بنا الاحتلال ويحقق خلال أقل من عام واحد ما لم يستطع تحقيقه خلال ستة عشر عاما وهنا الكارثة بأننا ما زلنا فرقاء .
فلسطين أكبر من الجميع وأكبر من فتح وحماس وإرادة الشعب يجب أن تتحقق وعلي كلاكما تقديم التنازلات وتخطي أمور كثيرة والاتفاق بشكل عاجل علي إنهاء الانقسام والبدء الفوري في تعميق الوحدة تحت مظلة القانون ذلك من أجل فلسطين.

كاتب المقال / هاني زهير مصبح