الشارع الفلسطيني.. لا نريد مصالحة حبرًا على ورق

عبر الشارع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، المتضرر الأكبر من الانقسام الواقع منذ نحو ثماني سنوات، عن توجسه من إمكانية نجاح جهود المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس والتي بدأت أمس أولى خطواتها باحتماء في منزل رئيس وزراء حكومة غزة بحضور مختلف الفصائل بما فيها وفد منظمة التحرير القادم من الضفة الغربية.

وتباينت الآراء ما بين مُتفائل ومُتشائم من نتائج حوارات المصالحة الحالية، فمنهم من رأي أنها "مجرد لقاءات روتينية لا تحمل جديدًا ومجرد حبرًا على ورق لا أكثر ولا أقل"، فيما رأي البعض "أنها مصالحة عبر وسائل الاعلام"، ورأي أخرون أنها لن تطبق ومجرد مغادرة الوفود غزة سيبدأ التراشق الإعلامي بين الطرفين.

وقال محمود أبو طه لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"  : "لا أعتقد أن جهود المصالحة ستنجح، لأننا جربنا سابقًا، عندما كان يتم الإعلان عن اتفاق، يكون فقط عبر وسائل الإعلام، ومجرد مغادرة الوفود مكان اللقاء في القاهرة أو الدوحة أو مكة، يبدأ التراشق الإعلامي والكل يحمل الأخر مسؤولية الفشل".

وشدد أبو طه "نريد مصالحة حقيقة، تبدأ بالتنفيذ على أرض الواقع، بتشكيل حكومة جامعة للشعب الفلسطيني (حكومة وحدة وطنية)، ومن ثم التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني والمنظمة، فضلاً عن البدء بالمصالحة المجتمعية فورًا".

وأكد على ضرورة أن تساهم مختلف شرائح الشعب الفلسطيني في المصالحة، ولا تكتفي بالجلوس مكتوفي الأيدي، من خلال دعم خطوات المصالحة، والخروج بمسيرات ووقفات، تطالب بتحقيقها وتطبيقها فورًا دون أي تراجع للوراء، لآنه الوقت الأنجع لتحقيقها في ظل المخاطر المحدقة التي تحيط بقضيتنا وتعثر المفاوضات مع إسرائيل".

بدوره، عبر محمد شعت عن تشاؤمه من إمكانية فرص نجاح المصالحة الوطنية، قائلاً : "جربنا كثيرًا حوارات المصالحة، ولا تعدوا جميع الاجتماعات (ابرستيجًا ورفع عتاب)، فنحن ما نريده التنازل من كلى الطرفين،  وليس الجلوس أمام وسائل الإعلام لالتقاط الصور فقط.

وأشار شعت إلى أن الترجمة الحقيقة للمصالحة تكون عبر خطوات عملية تبدأ فورًا يتلمسها الشارع الفلسطيني خاصة في غزة التي تضررت من الانقسام كثيرًا، وليس من خلال الوعودات وتلاوة البيانات الختامية، ومجرد انتهاء البيان ومغادرة الوفود نبدأ بالسير في حلقة جديدة عنوانها "التراشق الإعلامي"، والتي تعكر الأجواء مجددًا.

وشدد على ضرورة ألا تلتفت حركتا فتح وحماس والرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية للتهديدات الإسرائيلية بقطع المساعدات وشن عدوان، والمضي قدمًا نحو تحقيق المصالحة ولم شمل أبناء شعبنا، لنواجه العالم صفًا واحدًا لأن وحدتنا سر قوتنا، والضامن لخلاصنا من كافة أزماتنا خاصة "الحصار".

من جانبه، قال جهاد حامد أنه لا يثق كثيرًا بجدية المسؤولين بحركتي فتح وحماس في إنهاء الانقسام، لأن الشارع الفلسطيني جرب كثيرًا منذ ثماني سنوات، ولم يتجرع سوى المرار ومزيدًا من الضياع للقضية الفلسطينية، على وقوع اللقاءات التي وصفها بـ "الشكلية".

ودعا حامد الفصائل الفلسطينية خاصة حماس وفتح قائلاً : "كفاكم وعودًا وإعلانات واهية، ابدأوا التنفيذ على الأرض، وليس الاكتفاء بالكلام المعسول، وعلى الأرض عكس ما يتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام"، متمنيًا أن يتم البدء بوقف التراشق الإعلامي ووقف الاعتقالات والتضييق على عناصر الحركتين بالضفة وغزة كخطوة أولى لتحقيق المصالحة.

ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للشاب أحمد جلال، الذي عبر عن تفاؤله الحذر بإمكانية نجاح لقاءات المصالحة في غزة، قائلاً : "المصالحة باتت مطلب الجميع فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا، خاصة مصر التي سهلت رغم توتر الوضع مع حركة حماس مرور موسى أبو مرزوق لغزة، للمشاركة بلقاءات المصالحة".

وأضاف جلال "نشعر هذه المرة بوجود جدية لتحقيق المصالحة، لكن نتمنى أن تبقى الإرادة في التحقيق قائمة، وألا يعكر أي طرف صفواها، وأن نرى جميعًا خطوات على الأرض، لا خطوات تكتيكية ومناورات من الطرفين، لمجرد إشعار الشارع فقط بالثقة بهم، في حين أن الشارع فقدها منذ سنوات".

ووصل أمس عبر معبر بيت حانون/ إيرز، وفد منظمة التحرير الفلسطينية الموفد من الرئيس محمود عباس برئاسة رئيس وفد حركة فتح للمصالحة عزام الأحمد، وعضوية الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ورجل الأعمال منيب المصري، والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، والأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي.

وعقد الوفد الذي سبقه وصول رئيس وفد حماس للمصالحة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق قادمًا من مصر، عدة لقاءات منفردة وأخرى بحضور الفصائل بمنزل رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، ووصف المشاركون والمطلعون على سير اللقاءات عن تقدم كبير في مختلف الملفات.

وقال هنية الذي رحب بالوفد أمس أنهم ليسوا بصدد بدء حوارات جديدة بل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال جلسات الحوار في القاهرة والدوحة ومكة، وهذا ما أكده الأحمد خلال كلمته، والذي أكد أيضًا أنهم جادون بتحقيق المصالحة مع حركة حماس.

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -