بعد البيان الذي صدر عن لقاء وفدي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في غزة اليوم الأربعاء 23 نيسان 2014، أصبح من المؤكد وليس الإحتمال أن المباحثات أنجزت اتفاقًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة اللحمة الوطنية وتمكينها ووضع الضوابط التي تكفل استمرارها باعتبارها واجبًا وطنيًا.
وأخيرا تم الاتفاق، وبرزت " لجان الحريات، والمصالحة المجتمعية " في عمق الاتفاق حيث ستتحمل لجنة المصالحة المجتمعية العبء الأكبر، ومن المهم أيضا أنه تم تحديد التوقيت الزمني لكل خطوة، ولقد سجل هذا الاتفاق محطات مضيئة ومنها الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ، ومن الأهمية أنه قد تم الاتفاق على بدء الرئيس محمود عباس بمشاورات تشكيل حكومة توافق وطني بالتوافق من تاريخه، وإعلانها خلال الفترة القانونية المحدد بخمسة أسابيع؛ استنادًا إلى اتفاقية القاهرة وإعلان الدوحة، وقيامها بالتزاماتها كاملة، ومما يعني إعادة العمل بالمجلس التشريعي الذي عطل الانقسام البغيض اجتماعاته، ومن الوفاء للدور المصري الكبير، فقد تم تثمين الدور المصري في رعاية المصالحة، مؤكدين على مواصلة الدور العربي الشامل لتطبيق المصالحة الوطنية، وفيما قالت مصر وعلى لسان سفيرها لدى دولة فلسطين " إن تحقيق المصالحة يعني حل كافة المشاكل الموجودة حاليا"، لذلك نقول وبكل ثقة أنه أخيرا بدأ الشعب الفلسطيني يستعيد بعض عافيته التي أرهقها الانقسام، واليوم نستطيع أن نفخر بشعبنا الصابر الصامد الذي يؤمن بأن ما يحيط القضية الفلسطينية، من تهديدات وظلم، لهو أكبر مدعاة لإنهاء الانقسام، ناهيك عن عنجهية وتعجرف المحتل الصهيوني وتواطؤ وانحياز الولايات المتحدة للمحتل ، نعم ان توقيع اليوم يؤكد أن وحدتنا ستكون الرد القوي على كل ما يهدد مصيرنا وواقع قضيتنا وتمسكنا بحقوقنا وعلى رأسها إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة واللاجئين وحرية أسرانا وسيادتنا فوق أرضنا، والوصول الآمن الى أهدافنا وتطلعاتنا الفلسطينية المشروعة ، على الجميع ان يبدا اليوم بتنفيذ خطوات الثقة بحيث يتم التهيئة المناسبة والتي تعمل على إنجاح المصالحة المجتمعية التي تأثرت بالواقع السياسي الانقسامي، و التهيئة الإعلامية ،وهذا يخدم إيجابية الأجواء العامة لدعم اتفاق المصالحة، وفي نفس الوقت علينا عدم الاكتراث للضغوطات والعوامل الخارجية والتهديدات التي بدا بالفعل من خلال التصريحات الإسرائيلية وعملية القصف في مخيم الشاطيء الذي شهد مراسيم الاستقبال ليلة أمس ، إننا نتطلع الى بدء الحكومة أعمالها، والتي سيكون على عاتقها تنظيم أمور الناس والوصول الى الانتخابات وتوحيد مؤسسات الوطن وعودة الحياة الوظيفية إلى مسارها الطبيعي ، هذا يوم رائع، يوم من أيام فلسطين والتسامح وعودة الحياة المجتمعية السليمة والمنشودة .
نبارك لشعبنا البطل والصامد أن وصلنا إلى إنهاء الانقسام البغيض وتحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية، فتهانينا لكل أهلنا وربعنا وشعبنا، وكما أهنيء قائد المسيرة رئيس دولتنا المفدى محمود عباس أبو مازن، وقيادتنا الفلسطينية، وكل فصائلنا وكل من عمل على إنجاح هذا العمل الوطني الذي سيسجل في تاريخنا ان شاء الله .
وبكل الحب سوف نحتفل خلال أيام بقدوم رئيس دولة فلسطين الى قطاع غزة الجزء الأصيل من أرضنا الفلسطينية، والذي يعانق اليوم أنسام المصالحة وأفراح الجماهير .