المفاوضات في مهب الريح والمصالحة بين الأمل والتطبيق العملي!

لم يمض سوى ساعات قليلة على توقيع إتفاق تنفيذ المصالحة الوطنية بين وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في غزة ، حتى اعتبرته الولايات المتحدة الأميركية بأنه " خطير" على مباحثات السلام الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقالت المتحدثة بلسان الخارجية الأميركية جين ساكي" التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل إزاء الإعلان عن توقيع إتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس"، معتبرة أن" إتفاق المصالحة يهدد ويفشل فرص إحلال السلام وإنجاح المفاوضات بين الطرفين."

وسارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إصدار تعليماته لوزيرة القضاء الإسرائيلي ومسؤولة طاقم التفاوض تسيبي ليفني إلى وقف اللقاءات مع الجانب الفلسطيني، وذلك رداً على إعلان إتفاق المصالحة مع حركة حماس.

وقال مكتب نتنياهو " إن تل أبيب ألغت جلسة المفاوضات التي كانت مقررة مساء الأربعاء، فيما نقل عن نتنياهو قوله" أن من إختار حماس لا يريد ولا يرغب بالسلام.

وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد جلسة طارئة لحكومته المصغرة يوم الخميس لبحث الرد.

وبعد نبأ التوقيع على الإتفاق، شهد الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تبايناً لردود الفعل بين  متفائل بالتطبيق وبين متشائم بالحبر على الورق" والعودة الى القول" كسابقاتها" ولن تأت بجديد."

وقال المواطن الفلسطيني أبو عبادة" بأن التوقيع على الإتفاق لم يأت بجديد كونه يأتي في ظروف إستثنائية جداً حيث يمر الشعب الفلسطيني بأصعب ظروف إقتصادية ومعيشية سيئة جداً، إضافة الى تعثر مفاوضات السلام مع إسرائيل"، مضيفا" نتمنى أن تكون هذه المرة مختلفة عن سابقاتها مع الحذر من أن تكون هذه المرة فقط من أجل " تخدير" الشارع الفلسطيني واللعب بأعصاب الشعب... كما قال

فيما أبدت السيدة منار إبراهيم عن تفاؤلها من تطبيق وتنفيذ كافة بنود المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، بقولها " نلمس إرادة قوية من كلا الطرفين ولكننا نؤكد " على أنه يجب أن تكون هذه المرة مختلفة تماماً وجدية وتصل لمستوى توقعات الشارع الفلسطيني بإنهاء حقبة من الإنقسام الفلسطيني والعودة الى الوحدة الوطنية التي غابت عن الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن سبع سنوات.

ويبقى الباب مفتوحاً أمام تساؤل الشارع الفلسطيني، هل هذه المرة مختلفة عن سابقاتها من حيث التطبيق العملي للمصالحة أم تبقى مجرد حبراً على ورق؟؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

وينص اتفاق المصالحة الذي جرى توقعه بين وفد منظمة التحرير برئاسة عزام الاحمد وقيادة حركة حماس بغزة برئاسة اسماعيل هنية، على تشكيل حكومة توافق وطني في غضون خمسة اسابيع ، فيما تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني في مدة 6 شهور على الأقل من بعد تشكيل الحكومة، وذلك تنفيذا لبنود إتفاقي القاهرة(2011) والدوحة (2012) .
 

المصدر: رام الله – وكالة قدس نت للأنباء -