صور.. سنابل القمح تكتسي ارض شرق غزة

شرق قطاع غزة لا يوجد فقط طائرات استطلاع اسرائيلية تحلق في السماء، وصوتها يملئ ارجاء المنطقة، اضافة لرواد  وسكان قلائل، يسيرون في ارض قحافا كانت طريقا لأليات اسرائيلية شقت طريقها نحو مساكن القطاع ليس هذا فحسب، انما يوجد ما يبعث على الحياة ايضا، لان رائحة الموت بفعل التوغلات والعمليات العسكرية الاسرائيلية التي تترك اثرا جليا في المناطق المتاخمة للحدود على طولها شرق قطاع غزة، تذهب مع رياح القمح وسنابله التي تملئ المكان بلونها الاخضر اللافت.

ابو محمد عياد وهو رجل كهل في عقده السادس، ترعرع وانجب واصبح جدا على ارضه في منطقة الزيتون شرق مدينة غزة، حيث يفلح ارضه ويزرعها بالثمار والخضار والفاكهة برفقه اولاده الذين يساعدونه حديثا لكبر سنه، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" الذي زار سنابل القمح التي تغطي جزء كبيرا من ارض ابو محمد "نحن هنا منذ زمن بعيد، لقد جرف اليهود الارض مرتين وزرعتها 3 مرات، سوف نبقى هنا نخسر ونربح ونصبر وندعو وننجب حتى اخر لحظة".

بدى ابو محمد في حديثه لمراسلنا، وعرقه يتصبب منه بعد سقية متعبة لحقول القمح قائلاً "زرعنا قمح لانو موسمي، في دنومين، يا خسارة المطر لم يساعد هذا الموسم وان كان جيدا، زرعنا القمح بعد المنخفض الجوي الذي أنزل مطرا كثيرا لذلك لم يتلقى مطر كافي بسبب زراعته بعد المنخفض، القمح "بعلي" ولكن ايضا في غزة نسقيه مما يضاعف سعره ولكننا نخرج بمنتوج جيد".

يكمل ابو محمد "لقد خسرت ابني البكر في هذه الارض، سوف نواصل زراعتها حتى لو جفت ايدينا، لان الارض تعني الحياة والرجولة لنا".

والدنمين من الارض أي 2000متر مربع من القمح التي زرعها ابو محمد، وهي ما تعادل ربع هكتار

في ارض ابو محمد يوجد القمح والخوخ والزيتون، والتفاح، والذي اكرمنا بكثير من الخوخ طيب المذاق تجولنا بها حيث كان يطيل الحديث عن قصص الزمان الفائت وسعادة الانسان بارضه وكبرها وكانت الارض الفلسطينية مضرب للأمثال في الوطن العربي حسب ابو محمد عياد

اجلسنا ابو محمد نرتشف بعض الشاي ويتحدث بسعادة عن الخسارة والربح والسلبيات وايجابيات الاض قائلا "الخسارة واردة واحيانا الخسارة تكون قوية للغاية على المزارع البسيط، وانت تعلم لا حدا بساعد او بقدم حاجة، انت بدك تحل راسك براسك في أي مشكلة"، وبسؤاله عن دور البلدية او وزارة الزراعة قال ابو محمد متهكما" لا يأتوا إلا لأخذ المال والتراخيص والضرائب وفحص هل حفرنا بئر خارج عن طوق البلدية، يزيد تهكما بحديثه الله يعين كل واحد على همه في اشارة الى قلة حيالة البلدية والزراعة.

يصبح ابو محمد كل يوم بعربة "الكارلو" الصغيرة الى سوق الشجاعية، بعد ان يحصد بعض الثمار والخضروات متجها للسوق لجلب قوت عائلته التي تقطن داخل اسوار ارضه الزراعية بحي الزيتون شرق مدينة غزة" يقول ابو محمد وبدى مبتسما " اذهب كل يوم للسوق لقد اعتدت الامر منذ سنين سابقة، وهو اشبه بدوام العمل، السوق هو حياة خاصة، تجد فيه كل شيء وتصنع منه عالما جميلا".

ويكتسي القمح جزء كبيرا من ارض ابو محمد ويكاد يظهر من بعيد، بولنه الاخضر المصفر وهو الزرع الذي يعتبر اقل الاضرار في المخاسر الزراعية للمزارعين الفلسطينيين في المناطق المتاخمة لإسرائيل التي تتعرض لعمليات عسكرية محدودة تأتي على ما تبقى من الأراضي الزراعية مثل الحمضيات التي كانت تتصدر من غزة الى للخارج واصبح الامر معكوسا في هذه الايام.

يختم ابو محمد حديثه بالقول " ان زراعة القمح تعد امر جيدا للمزارع البسيط وتعود له بدخل جيدا، وحتى وان كان يميل للصفار فهذا يعود على التربة وكثرة المياه وقلتها". حسب قوله

 المهندس الزراعي فتحي أبو شمالة في وزارة الزراعة بحكومة غزة قال حول محصول القمح ومدى احتياج القطاع من كميات القمح ذكر أن عام 2012- 2013 شهد زيادة في مساحة الاراضي المزروعة بالقمح مقارنة بالأعوام الماضية، "فقد تم زراعة 31.400 دونم في القطاع".

واشار أبو شمالة إلى ان الانتاج الموسمي هذا العام كان ستة الاف طن، لكن العام الماضي كان تسعة الاف، موضحا أن موسم الامطار لهذا العام كان جيدا.

وحول كمية القمح المطلوب انتاجها لتحقيق الاكتفاء الذاتي أكد ان ما تنتجه الاراضي الزراعية في القطاع يساهم من 4 لـ 5 % من أجل سد الحاجة كون السكان يحتاجون 200 ألف طن سنويا.

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تجولت في حقول القمحية الفتية.

تقرير وتصوير  يوسف حماد

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -