العقوبات الإسرائيلية لن توقف مسيرة الوحدة الوطنية

بقلم: هشام أبو يونس

المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الأمنية و المسمي (الكابنيت المصغر) قرر تعطيل محادثات السلام وفرض عقوبات على السلطة كرد أولى على المصالحة الفلسطينية بعد نقاش طويل استمر لمدة ست ساعات خلصوا بعدها إلى فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية لإجبارها على ترك مساعيها نحو إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية و المضي قدما نحو تشكيل إطار قيادة فلسطيني يمثل الكل الفلسطيني بدخول حماس و الجهاد ضمن إطار م ت ف , وكما أعلنت عن حركة حماس بأنها مدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية على اعتبار أن هذه العقوبات قد تفت في عضد الرئيس أبو مازن و يبقي متعلقا بالوهم التفاوضي على أمل أن يحقق بذالك استعادة للحقوق الفلسطينيين التي انتهكتها إسرائيل منذ عقود .

ولم توقف إسرائيل عقوباتها عند هذا الحد بل أخذت تهدد علنا قيادتنا الشرعية بتحميل مسؤولية أي صاروخ يخرج من قطاع غزة متوجها نحو البلدات و المغتصبات الحدودية و أخذت تكرر اسطوانتها العفنة و التي تريد من خلالها غسل دماغ الإسرائيليين نحو السلام الحقيقي أن عباس لا يمكن أن يكون شريك إسرائيل في السلام إذا ابرم شراكة مع حماس. على اعتقاد أن حماس جاءت من عالم أخر ليس فلسطينيا , وكانت إسرائيل ألغت جلسة محادثات مع الفلسطينيين كانت مقررة بشأن محادثات السلام. حيث هاجم النتن ياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهمه بوضع عراقيل أمام انطلاق مساعي السلام مجدداً, وقبل القرار الإسرائيلي، قال أوفير جندلمان المتحدث باسم نتنياهو "إن على الرئيس الفلسطيني أن يختار بين المصالحة مع حماس والسلام مع إسرائيل، ولا يمكنه اختيار سوى أمر واحد لأن هذين الخيارين متوازيان لا يلتقيان".كما ساند التهديد الإسرائيلي تهديد أميركي وذلك ردا على الاتفاقيات حيث قررت الإدارة الأمريكية بأنها ستعيد النظر في مساعداتها للفلسطينيين إذا شكل الرئيس حكومة توافق وطني لا تعترف بإسرائيل ولا تنبذ العنف صراحة, بذلك تسعي الإدارة الأمريكية المنحازة كالعادة إلي إسرائيل بكل عنجهيتها إلي إجبار أية حكومة فلسطينية جديدة أن تقبل أيضا بالاتفاقيات والالتزامات السابقة حيال إسرائيل، وأن هذه الحكومة سيتم تقييمها اعتمادا على التزامها بالشروط التي تضعها الإدارة الأمريكية ومباركة إسرائيل وفق سياساتها وتصرفاتها، وستحدد واشنطن أي انعكاسات على مساعداتها وفق قانونها.وهذا يتضح جليا من أن الإدارة الأمريكية منحازة تمام الانحياز ولم تكون يوما من الأيام وسيط نزيه في عملية السلام لان الإدارة الأمريكية تسعي بان تفرض سلام من منظورها ومنظور إسرائيل وليس وفق الشرعية الدولية .

أن إسرائيل لم تقدم يوماً من الأيام مساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية ولا هبات مالية وبالتالي لاحق لها أن تفرض عقوبات اقتصادية وأن احتجازها لأموال العائدات الخاصة بنا من الضرائب المستحقة لشعبنا الفلسطيني هي قرصنة وسرقة أموال الآخرين بالقوة ,كما أن كل القرارات التي يتخذها نتنياهو لا تنطلي علي أي شخص فهي الأعيب معروفة للهروب للخلف و التنصل من أي التزام مستقبلي لتبقي أمامها فرصة الاستمرار في بناء مزيد من المستوطنات وتهويد القدس لتنفذ مخطط الأمر الواقع أو جزء منه بعد أن اسقط الرئيس مخطط دولة غزة بالمصالحة مع حماس , ولعل هذه أشكال التهديد الأمريكي والإسرائيلي يؤكد لشعبنا وللعالم اجمع صحة القرار الفلسطيني المستقل النابع من حس وطني وإرادة وطنية مخلصة بالمصالحة والوحدة و يكشف للعالم كم كانت المصالحة قاسية على المشروع الأمريكي الصهيوني ضد الدولة الفلسطينية الواحدة ، وهذا يبرهن أن المستفيد الوحيد من الانقسام كان الاحتلال الإسرائيلي ونظام الاستيطان العنصري و مخططاته التقسيمية , ومن الواضح للجميع أيضا أن الحكومة الإسرائيلية بمساندة الإدارة الأمريكية كانوا يستخدموا الانقسام الفلسطيني كعذر وذريعة لعدم تطبيق السلام، والآن يريدون استخدام المصالحة الفلسطينية كذريعة لنفس الغاية وبالتالي هذا يعتبر عنجهية وهيمنة وتضليل للعالم الحر إلا أن العالم يعلم علم اليقين بأنهم لا يريدون ولا يبحثون ولا يفكرون في أي مستوي من مستويات السلام الحقيقي القادر على إنهاء تاريخي للصراع . فالفلسطينيون جميعا دون استثناء يعتبروا المصالحة الوطنية أمر ضروري لتحقيق السلام العادل والدائم وفق الشرعية الدولية , بالإضافة إلى أن المصالحة هي الطريقة الوحيدة لطي السنوات الحالكة ظلامها في أيام الانقسام الذي شوه جزء من تاريخ النضال الفلسطيني وأعاق تحقيق المشروع الوطني بالقدر الذي اعتبره المحتل استحقاقا احتلاليا لا تتخلى عنه إسرائيل و من هنا فان أي عقوبات تفرضها إسرائيل لن تنال من مسيرتنا الوحدوية ولن تنجح في إبقاء صفوفنا منقسمة و ضعيفة , و أن كل ما تفعله إسرائيل وما ستفعله مستقبلا من إصدار قرارات عقابية ضد الشعب الفلسطيني لن ترهب شعبنا المؤمن بقيادتها وتوجهاتها ولن تخيفه أو تجعله يتراجع عن قرار إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية, ولن تنجح كل أساليب الدهاء الصهيونية في إيجاد فلسطيني واحد في كل أماكن التواجد الفلسطيني يرفض المصالحة ويرفض وحدة المصير والدم لان من يرفضها علية الذهاب إلي حزب "كاديما" أو حزب "شاس" او حزب "اليكود" والجلوس في الكنيست معهم ومشاركتهم في فرض العقوبات علي الشعب الفلسطيني.