مؤتمر دولي في عمان لمواجهة تهويد القدس وتعزيز صمود أهلها

ناقش مؤتمرون في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الإثنين، سبل مواجهة الرواية التهويدية للقدس، واستنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع بإيصال الدعم للأقصى والمقدسيين.

وركز المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس" الذي نظمته لجنة فلسطين النيابية بالتعاون مع البرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية، برعاية الملك عبد الله الثاني، بمشاركة نخبة من كبار علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي والسياسيين والبرلمانيين، على إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

شدد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش في كلمته في المؤتمر على أهمية الإعلام، والاقتصاد في صمود المدينة المقدسة وأبنائها في وجه الانتهاكات اليومية التي تمارس عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل الميزانيات الكبيرة التي تكرس من قبل سلطات الاحتلال لتهويدها وتغيير معالمها الحضارية والثقافية.

وشدد على أن القدس عاصمة دولة فلسطين ولا سلام بدونها، ودعا المؤتمر إلى إعادة القدس إلى صدارة الاهتمام العربي والإسلامي من النواحي كافة إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، منوهاً إلى أن الدعوة لزيارة القدس تأتي في سياق الخطوات العملية الداعمة لصمود القدس.

وطالب الدول العربية والإسلامية بالقيام بدورها تجاه هذه المدينة المقدسة لدى جميع أبناء الديانات السماوية الثلاث، وذلك من خلال دعمها مالياً، وسياسياً لتثبيت مواطنيها وحماية أوقافها التي تتعرض للانتهاكات اليومية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وكان كبير مستشاري الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية الأمير غازي بن محمد، أفتتح المؤتمر مندوبا عن الملك.

وقال مقرر اللجنة العليا، الناطق الرسمي باسم المؤتمر النائب يحيى السعود في كلمة، إن ما شهدته الدول العربية في السنوات القليلة الماضية أثر بدرجة على القضية الفلسطينية التي كانت القضية المحورية لدى الجميع، ما ساهم في زيادة الغطرسة الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة على المواطنين العـــزل في الضفة الغربية . وأشار إلى أن ما يقوم به الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني من رعاية للمسجد الأقصى والتصدي لكل محاولات إسرائيل يحتاج لوقفة عربية وإسلامية داعمة خاصة ونحن نرى إسرائيل تضرب بعرض الحائط جميع القرارات الدولية.

بدوره، لفت رئيس جامعة العلوم الإسلامية، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبد الناصر أبو البصل إلى أن "انعقاد المؤتمر يشكل فرصة مناسبة لسماع أهلنا الصامدين في القدس لتحسس آلامهم ومعرفة احتياجاتهم وأوضاعهم عن قرب.

وأكد أن القدس تشكل محل إجماع لدى جميع المؤسسات والهيئات والأفراد وهي محل إجماع على قدسيتها وقداستها، وان الاحتلال يمضي قدما في مخططاته التي يعلمها القاصي والداني. وأعرب عن خشيته  أن نستفيق وقد تهدمت أركان مباني الحرم القدسي وحينها لا ينفع الندم.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل داوود "إن مسؤوليتنا نحو المسجد الأقصى وبيت المقدس والقضية الفلسطينية عميقة الجذور لا يقطعها قرار سياسي بفك العلاقة القانونية والإدارية مع الضفة الغربية حيث تنبثق هذه المسؤولية من صلب رسالة عربية إسلامية حملها الهاشميون على مدى تاريخهم الطويل" .

وأضاف أن القدس اليوم تلتف بالسواد تبحث عن من يمسح الدمعة عن أجفانها ويوقف عنها العدوان إذ أن هذا المؤتمر يبعث برسالة واضحة للمحتل بأن يقرأوا التاريخ جيدا ليعلموا أن "عمر" سيخرج لهم من جديد وسيكتب العهدة العمرية وأن القدس هي بوابة الحرب والسلام ولو بعد ألف عام.

وأوضح رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أن وضع القدس يرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية طبقا للقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأكد أن أية تغييرات ديمغرافية للقدس من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي هي إجراءات باطلة ولاغية وعلينا كعرب أن نقف في وجه مثل هذه التغييرات بكل حزم وعزم وعلينا دعم الشعب الفلسطيني والمقدسيين بشكل خاص بكل الإمكانات والسبل المتاحة.

وأعرب عن ترحيب البرلمان العربي بالمصالحة الفلسطينية باعتبارها تدعم صمود الشعب الفلسطيني وتؤكد عروبة القدس في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، داعيا منظمة اليونسكو لتحمل مسؤولياتها ورفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدينة المقدسة وحث المسيحيين في العالم للدفاع عن مقدساتهم في القدس.

وأكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أن محاور المؤتمر واحدة من منظومة الجهد الكبير الرامي إلى إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية ودعم جهود استنهاض العالمين الإسلامي والمسيحي إلى جانب المجتمع الدولي نصرة للقدس.

ولفت إلى دور الشباب باعتبارهم العنصر الأساسي في المجتمع سيما في ظل ما يمتلكونه من تطور في المجالات الثقافية والتقنية لتوعيتهم بحقيقة وطبيعة الدأب الإسرائيلي في تهويد المدينة المقدسة .

وطالب المشاركين بموقف واضح وصريح يكون مدعوما من الحكومات ومنظمات المجتمع العربي والإسلامي ووسائل الإعلام المختلفة، وأن يقدموا بيانا وعملا مشتركا يساند المقدسيين في محنتهم ويردع توحش المتطرفين في ممارساتهم اليومية بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية .

وقال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة "لابد من زحف سلمي إلى القدس الشريف لإثبات الوجود وعدم ترك المقدسيين لوحدهم في عزلتهم، معتبرا أن زيارة القدس جائزة باتفاق المسلمين، أما سياسيا فيجب تقديم مصالح أهلنا في القدس

وتضمن افتتاح المؤتمر عرضا مصورا حول اعتداءات الاحتلال ضد المقدسات وتراث المدينة المقدسة وابرز احتياجات أوقاف القدس والمقدسيين، قدمه المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة الدكتور وصفي كيلاني، ومدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب.

المصدر: عمان – وكالة قدس نت للأنباء -