المناضلة كفاح العفيفي أجمل الأمهات

من منكم لايعرف المناضلة الفلسطينية كفاح العفيفي التي تربّت زهرة في صفوف المقاومة الفلسطينية؟

كفاح كانت  زهرة اثناء الحرب على المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد خروج المقاومة عام 1982

كانت تتزنّر بالرصاص والقنابل والادوية وحليب الأطفال لتعزّز صمود  مخيّم شاتيلا المحاصر مِن مَن يفترض ان يكونوا داعمين له لامحاصِرين

في مجزرة مخيميّ صبرا وشاتيلا  التي ارتكبها شارون  بمساعدة من استدعاه الى لبنان  من الإنعزاليين لاجتثاث المقاومة،سقط عدة شهداء من عائلة العفيفي، أقسمت كفاح انها ستنتقم  لهم وستكون على خطى الشهيدة دلال المغربي

كنت أقول لها أمامك مشوار طويل للدراسة والتفوق وسيكون هذا سلاحاّ فعالا في حربنا طويلة النفس مع هذا العدو المتفوّق علينا قوّة ونفوذا في محيطنا العربي،لكنّي كنت أفشل في أقناعها وكنت أرى الإصرار يشع من عينيها بإبتسامة جميلة وفي بعض الأحيان مع دموع مستهترة ورافضة لنصائحي.

في عام 1988 أصبت اصابة بالغة في صدري ويدي اليمنى،ودمّر مخيّم شاتيلا تدميرا تاما على أيدي أخوة لم نتمنى لهم أن ينحدروا الى هذا المستوى من القتل والوحشية لكن هذا أصبح  خلف ظهورنا ومن التاريخ،أضطررت  بعدها أن أذهب للعلاج خارج لبنان،واثناء فترة علاجي علمت أن كفاح قد برّت بوعدها للإنتقام من  العدو الصهيوني

الذي شرّد أسرتها من مدينة حيفا عام 1948 ولم يكتفي بذلك بل واصل تطهيره العرقي لمن تبقّى حياً من أهلها في مخيّميّ صبرا وشاتيلا.

تسلّلت كفاح هي ورفيق دربها الشبل محمد جواد من الجليل الفلسطيني الشامخ ،الى شمال فلسطين،وكان هدف التسلل أسر جندي صهيوني ومبادلته بعدد من الأسرى الفلسطينين،لكن بعد اشتباك عنيف واستشهاد رفيق ثالث وقعت كفاح  ومحمد جواد في أسر القوات الصهيونية بعد اصابتهما بجروح متوسطة، عانت ماعنته من التعذيب الوحشي ونظرا لصمودها وثباتها  اضطر العدو لنقلها  لاكثر من سجن في الارض المحتلة حتى وصلت الى سجن الخيام وهناك تعرّفت على رفيقة دربها المناضلة اللبنانية سهى بشارة  التي حاولت إغتيال العميل لحد قائد مايسمى جيش لبنان الحر،رفيقة الشهيدة سناء محيدلي،وإبنة خالتها للشهيدة اللبنانية  لولا عبود،التى قادت اول عملية استشهادية ضد القوات الصهيونية  في جنوب لبنان بعد خروج المقاومة الفلسطينية

بعد سنوات  طويلة من الأسر خرجت كفاح ورفيق دربها محمد جواد من المعتقلات الأسرائيلية بعد عملية تبادل  أسرى  مقابل رفاة جندي اسرائيبي.

سهى بشارة ورفيق دربها أنور ياسين لم ينسيا كفاح ومحمد جواد بل تعززت الصداقة بين  رفاق السلاح والمصير.

لأن شعار  كفاح عفيفي كان وما زال "عاش لبنان سيداً مستقلا ومستقراّ وللفلسطينيين ممرا وليس بديلا أو مستقراً"

تزوجت الجميلة كفاح وأنجبت أطفالا وهي الآن أجمل الأمهات، وتزوج رفيق دربها محمد جواد وأنجب أطفالا أتمنى أن يكونوا أقل منه حماسة واندفاع.

تحية لكفاح ولمحمد جواد..الأوفياء للشهيد القائد علي أبو طوق المعلّم  لكل من عاصره من المقاتلين لبنانيين وعرباً وفلسطينيين، وتحيّة لسهى بشارة وأنور ياسين اليساري البارز  ولسناء محيدلي والى  لولا عبوّد ولكل من ناضل لتحرير لبنان وفلسطين