في الأول من أيار من كل عام تحتفل الطبقة العاملة وجميع الشغلية في العالم بعيد العمال العالمي. انه اليوم الذي تستعرض فيه الجماهير الكادحة قواها وتقيس الطريق الذي تم اجتيازها في النضال من اجل تحررها، وتكرم أولئك الإبطال الذين سقطوا من عمال شيكاغو وأعينهم تتطلع إلى المستقبل وتسعى إلى تقوية كفاحيتها وتأكيد تضامنها ووحدتها أمام أعدائها .
إن الطبقة العاملة الفلسطينية كان لها تاريخها المجيد ليس باحتفالها بالأول من أيار منذ بدايات العقد الثاني من القرن المنصرم وحسب، بل وبنضالاتها الطبقية والوطنية وتضحياتها في مقاومة الاحتلال لبلادنا والتي ما زالت مستمرة .
وقد ارتبط نضال الطبقة العاملة الفلسطينية بالنضال الطبقي والاجتماعي ، وكان أول أهدافها ومطالبها تشكيل النقابات والجمعيات الحرفية. يأتي الأول من أيار ولا يزال شعبنا الفلسطيني يتعرض لتصعيد عسكري إسرائيلي مستمر ويواجه الحصار و الإغلاق وسياسات القهر و التجويع .. ناهيك عن أوضاع الطبقة العاملة الفلسطينية التي تزداد بؤسا ومعاناة، وتتعرض لأبشع أنواع الحصار و التجويع و القتل، ووصلت إلى ذروتها لا سيما في قطاع غزة، وتستشري البطالة صفوفها.
وهناك نسبة كبيرة منهم يعيشون تحت خط الفقر وفي أوضاع مزرية يرثى لها ولا يمكن تحملها أو تخيلها، فيما لا يزال جنود الاحتلال ومستوطنيه يرتكبون جرائمهم ومجازرهم ضد عمالنا وهم في طريقهم لكسب رزق عائلاتهم وقوت أطفالهم.
ورغم معاناة الطبقة العاملة في فلسطين، إلا أن ذكرى الأول من أيار تبقى وقفة عز وإجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم فأضاءوا لنا الدروب، ولا نستثنى أحدا ممن سلكوا دروب الكفاح و الاستشهاد.
إن الدماء التي أرخصوها هي خلاصة المحبة، الوعي، الإرادة الصادقة، الشجاعة وروح الاقتحام في هذا العيد نحمل راية الشهداء وبمشاعلهم نضيء قلوبنا ,ونسير على دروبهم النيرة.
وكل عام وطبقتنا العاملة بألف خير