تسارع الأحداث والهدف حل القضية الفلسطينية.. الحلقة (2)

بقلم: منذر ارشيد

أخذ علي البعض منتقدا ً وجهة نظري في مقالي , وحتى أن أحدهم قال..

كم لدي ضحالة في تفكيري وعدم وعي

كيف هذا .. وهل قلت يجب أن يكون كذا وكذا ..! فأنا لا أكتب بياناً ولا تعميماً بل أكتب تحليلاً كأي كاتب سياسي ...إن أعجبك فقل تحليل منطقي كما علق بعض القراء الكرام , وإن لم يعجبك قُل.. أنت لا تعرف شيء ..أو أنت تعيش في عالم آخر , وليس كما قال أحد الإخوة مهاجماً من وافقني وأيدني في وجهة نظري

واعتبرهم منافقين ودجالين ...شيء عجيب

لنعد لموضوعنا ....

المنطقة العربية وحتى العالم كله يعيش كلٌ حسب وضعه الجغرافي تداعيات ما يجري حول فلسطين وفي فلسطين ..أليس ما يجري في أوكرانيا هو من تداعيات موقف روسيا مع سوريا ..!

أوليس ما يجري في سوريا هو نتاج الأزمة القديمة الجديدة منذ سايكس بيكو الأول

وما سيتبعه في سايكس بيكو الذي يُعد له ..!

ولننظر إلى اللعبة السياسية التي تدار بكل حنكة وخبث شياطين الأرض ...

سنوات من المفاوضات من جانب السلطة لم تُثمر شيء إلا مزيداً من التوسع الإستطياني والقهر لشعبنا وسنوات من الصواريخ في الجانب الاخر لم تدمر للكيان الغاصب مؤسسة ولم تفتح ثغرة في الجدار , لا بل مزيداً من الحصار

وها قد جرت عملية المصالحة والتي جائت كما أسلفت بحكم المضطر لحماس

وحكم القضاء المستعجل بالنسبة لفتح والسلطة ....

إذا حماس التي كانت تتخذ موقفاً متشددا من المصالحة مع فتح والسلطة في رام الله وكان من أهم شروطها الاتفاق على البرنامج السياسي ووقف التنسيق الأمني مع العدو والتوقف نهائيا عن التفاوض مع إسرائيل ووو الخ سارعت بإلتقاف اللحظة وهللت ورحبت بعزام الأحمد وربعه القادمين من رام الله وكان التوقيع أسرع من البرق

وما أن أعلن أبو مازن نيته إنهاء الإنقسام حتى تجاوبت حماس وبشكل فوري وأوقفت كل عوامل التحرض والتشهير والتخوين "

بدون أدنى شك أن الشعب الفلسطيني رحب وفرح بالمصالحة لأن الإنقسام والخصام ليس من شيمة ولا من مصلحة شعبنا

ولكن هل كانت مصالحة الأمر الواقع والضرورة الملحة والقضاء المستعجل ..!

وهل لأن حماس فقدن الكثير من دعمها داخلياً وخارجياً بعد ما جرى من تداعيات على الساحة العربية .. خاصة أنها أصبحت في موقف حرج وخطر مع النظام الجديد في مصر و لأنه ليس أمامها من مخرج أو حل ينهي تهديد مصر وكل الأخطار التي باتت محدقة بها سوى الانضمام إلى باقي الوطن وهو أمر بديهي "

وهل المصالحة كانت كخشبة النجاة وشبكة الأمان لحماس

وكأمر وشيء لا بد منه لفتح والسلطة ..!

فليكن ... ولكن هل سيستمر الوضع ويتعاظم إلى أن يصل إلى مصالحة وطنية شعبية حقيقية يحل جميع المشاكل التي نتجت جراء المعارك الدامية وقد إصيب شعبنا بجروح قاسية بضميره ووجدانه وقلبه ...(نتمنى ذلك )

على كل حال نحن الان أمام قوانين لعبة جديدة في المنطقة يترتب عليها تطبيق السيناريو المعد والذي كما أسلفت تغير أكثر من مرة بحكم المستجدات الطارئة في المنطقة ..فلا ليبيا كما كانت ولا تونس ولا مصر ولا سوريا ..

ولا ننسى التغييرات التي حصلت في قطر (الأمير ) وحتى السعودية ( بندر)

فالعب يحتاج لعقول أكثر تفتحا ً وديناميكية تتعامل واقع جديد وجمهور مقت الشخوص القديمة ...

وإيران وروسيا تتصرفان بحذر شديد حيث مصالحهما تقتضي الحكمة والحذر الشديدين

الوضع الفلسطيني أصبح مجرد حجر يلعب به جميع اللاعبين مع مراعاة لبعض الشكليات التي لا تسمن ولا تغني ..سلطة رئيس وزارة مؤسسات تتغذى بطرق عدة من هنا وهناك ولكن الموجه واحد ( المعلم ) يأمر بالدفع أو بالرفع

إذا تمت المصالحة .. ورغم ما سمعناه من رفض أمريكي وإسرائيلي إلا أن هذا لا يمكن أن يكون جاداً على الاطلاق , رغم أن إسرائيل تعمل جاهدة على تفسيخ الساحة الفلسطينية

فالمصالحة على المستوى السياسي واتراتيجية أي إتفاق أو حل أمر مطلوب لا بل ضروري جداً ..حتى يتم ضبط الأمور كلها

لأنه وحتى على مستوى الحل السلمي فإنه لا يمكن لأبو مازن كرئيس للمنظمة والسلطة أن يوقع على أي حل وغزة منفصلة عن الضفة , "وكأنك يا ابو زيد ما غزيت"

فحينها يترتب على ذلك أموراً غاية في الخطورة والتعقيد وعلى جميع المستويات والأطراف

إذا ورغم أن الصلح مقيت بالنسبة لإسرائيل.. إلا أنه شرٌ لا بد منه حتى تستوي المعادلة ويستقيم أي حل ...

وهنا نطرح السؤال التالي ...

من سيأخذ من نحو استراتيجيته التي وضعها منذ بداياته ..!

هل حماس ستأخذ فتح والسلطة إلى تل أبيب وحيفا عبر صواريخها

أم أن السلطة وفتح ستأخذ حماس إلى القدس عبر الفي آي بي ..!

 

يتبع ......