بداية ..أليس من العيب ياسادة.. أن نوهم البسطاء وعوام الناس بأن هناك حكومة تُعرف بحكومة التكنوقراط المزمعة أي حكومة الفنيين المرتقبة ،والتي قد تولد فتبصر النور حال الاتفاق ،وذلك بعد أن يفشل الشيطان في نزغ العداوة بيننا ،و بعد تعسر دام سنوات وسنوات مريرة ..أليس من العيب أن تكون تلك الحكومة والتي اسميها حكومة المبدعين والعباقرة .. وتُسمى حكومة الوفاق الوطني ..والمضمون .. هو مجرد حكومة جباية لجمع الأموال ،والمساعدات وإعادة الاعمار .. أي لا تلعب دورا مركزيا سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو غيره كما يزعم البعض وإلا فكيف بنا إذا أن نستوعب أن يتم تكليف تلك الحكومة بتهيئة الأجواء المناخية التصالحية وإنجازها وهي لا تمتلك زمام الأمور أوسلطة القرار ،وكيف يتسنى لها أن تتسلم ملفات ، كالمسح الأمني والمؤسسات الأمنية المغلقة والمبعدين بسبب الانقسام ، والوظيفة العمومية ، وغيرها وهي مجردة الصلاحية ، وهل يمكن للقائد أن يحقق نصرا بمعزل عن الجنود في إدارة المعارك ..؟!!
أليست هنا لك مغالطة وانتقاد أوتناقض بين عنوان الحكومة ،وبين المضمون ..ومن الغرائب حقيقة التي بادرت ذهني لما تطلعت على إمكانية حل مشاكل وكما يزعم البعض من إخوتنا كمشكلة حرية السفر وحرية التنقل ،وحرية الصحافة و ضمان حرية العمل السياسي والحزبي دون تدخل أو قيود، وتحريم الاعتقال ومنع الاستدعاءات السياسية، مع الإفراج الفوري عن كل المعتقلين على خلفيات سياسية وبسبب الانقسام وغيرها من القضايا ..ونسينا قضيتان خطيرتان وهما وكما يقولون هما بيت القصيد .. القضية الأولى الأم والمحورية في إنجاح المصالحة والتي كانت يجب أن تطرح على أولويات جدول الأعمال ألا وهي قضية التصالح المجتمعي بين أولئك الذين فقدوا أبناءهم ، إثر الانقسام البغيض وبين أصحاب القرار السياسي والسيادة الحاكمة والتي قد تكون مغيبة تبعا لما أسلفت ..وإلا هل يمكن أن نقوم بتطبيق مجريات عمليات القسمة في الرياضيات دون أن نجيد مفهوم عمليات الضرب ،وهل يمكن أن نسقي أرضا دون أن يكون هناك نبات وإن توفر ذلك هل يمكن أن ينمو النبات بمعزل عن الضوء والهواء والسؤال الذي يداعب عقول الكثيرين ..هل يمكن أن يرضى هؤلاء أي أهالي الضحايا بفرض حلول قد تكون عنوة ورغما عنهم أي إما القبول بالدية أي القبول بالجزرة ،وإما أن تكون العصا مثواهم.. أم أن في الأمر تخيير ومراضاة وخطوات تحتاج إلى وقت ،والى جهد وافر يمكن إتباعه لتحقيق الأهداف المرجوة يمكن آن تصل في نهاية المطاف إلى أن يصفح أولئك الصفح الجميل أو العفو ..والقضية الأخرى الهامة والحساسة رغم قناعتي الشخصية بجواز تأخيرها كما يتأخر المبتدأ في علم النحو ..وقد يتفق معي الكثير من الناس ،وهي قضية العمال الذين أصبحوا .. مجرد أسماء عارية عن الصحة والواقع فلم يعد لهم من اسمهم نصيب ،ولا حول ولا قوة لهم إلا بالله بعدما أغلقت أمامهم كل الأبواب،وكل السبل ،..!! وهل يمكن اليوم أن نصر على الاحتفال رغم انقراض الطبقة العاملة في بلادنا كما انقراض حواديت الشاطر حسن من مجتمعنا ،ونحن نحتفل بيوم العمال ولا أقول عيدا لأنه ليس للعمال عيدا .. ..بكل أسف هو يومٌ بلا عمال ..كقطار بلا قضبان أو ...!!
لما تذكرت يا سادة ..الشعار الخالد الذي رفعه كارل ماركس،يوما ما ،وهو مؤسس الاشتراكية العلمية هو ورفيقه انجلز ذاك الشعار الشائع “يا عمال العالم إتحدوا..” ضحكت بعفوية ،وقلت في قرارة نفسي ،وهل من عمال في بلادنا حتى نرسم على شفاههم بسمة الاتحاد والأمل ..!!