"صندوق المصالحة"

بقلم: كمال الرواغ

هل المصالحة مازالت نائية عنا وآتية من بئر فراغ يتسلسل من أبار فراغ متداخلة وهل الانقسام أصبح حجمه أكبر من صندوق المصالحة، بعد أن امتلأ من كثرة الاتفاقات والتفاهمات، من اتفاق مكة إلى الورقة المصرية إلى تفاهمات الدوحة وإلى إعلان الشاطئ .

أنا واثق من أنني عندما أتطرق إلى موضوع المصالحة يخطر ببال أبناء شعبنا الكثير مما عانوه على مدار السنوات العجاف السابقة، من إرهاصات الانقسام السيئة على المستوى السياسي، (المفاوضات، والمقاومة) والسلبية على غالبية الناس سواء الموت البطئ بفعل المرض، الأتي من عدم توفر العلاج والمنحدر من التقاعد المبكر مع عدم ضمان للمستقبل وسوء الحاضر، عدا عن حالة الحقد التي تركتها هذه الفتنة السوداء، التي أطاحت بكثير من المحرمات والخطوط الحمر في المجتمع الفلسطيني، على المستوى الفصائلي والشعبي، لذا لا بد من الأفاقة بعد هذه الغيبوبة التي استمرت 7 سنوات من المعاناة على جميع الصعد، حيث تاه الوطني في السياسي، والسياسي في الاقتصادي حيث يلعب تجار الدم والحروب، حيث ضاع الوطن كله .

اعتقد بأن السؤال الكبير هو ! هل نحن مدفوعون نحو المصالحة نحو غايات وأهداف سياسية وتنظيمية فقط..؟

وهل سنلتقي بعدما خولف بين طريقينا..؟

وإلى أين سيصل بنا المطاف.. عندما نجيب بوضوح عن برنامجنا السياسي وبرنامجنا الوطني، ونخط مواثيق شرف تربطنا، ودستور فلسطيني يجمعنا، عندها فقط نستطيع أن ننطلق بحرية أكثر وانفتاح على المصالحة التي تحقق الوحدة والحرية والاستقلال، أما إذا أردنا أن نقترب خطوتين خجولتين مضطربات لننكمش تحت ظلهما فأن هذه الحالة ستزيدنا اضطراب وسخرية.

نقول لكم بكل كبرياء الوطن، مرت وتمر علينا دقائق أو دهور أصبح فيها هواء الوطن ثقيلا ، نحدق في سمائه فنراه قاتما غابشا، كلانا يرى ما لا يرى الأخر.