إن أمن الإنسان لا يعني الحفاظ علي حياته فقط، وإنما أيضا الحياة بكرامة وحرية ومساواة وتكافؤ في الفرص وتنمية قدرات البشر، ويعني حماية الحريات الأساسية وحماية الناس من التهديدات والأوضاع القاسية، وتحرر الإنسان من التهديدات الشديدة واسعة النطاق التي تتعرض لها حياته وحريته وكرامته. وهذا يلزم حكمة وحنكة رجل الامن لكي يعيش هذا المواطن بكرامة بعيدا عن أي حزب او انتماء سياسي وهذا يسمي بالشرطة المجتمعية(أي علاقة الشرطة بالمجتمع ) والثقة المتبادلة بين الطرفين دون تخوين لاأي منهما ولابد ان يكون الولاء لله وللوطن دون تفرقة وهذا مادفعني ان اتحدث عن موضوع الامن الذي اصبح علي كل لسان والتتصريحات الاعلامية من هنا وهناك حيث المتتبع للاحداث وماينشر من تصريحات و ما يتم تسريبه في وسائل الإعلام حول وضع الاجهزة الأمنية في قطاع غزة وطريقة دمجها لا يساعد على توفير الاجواء الايجابية للمصالحة كونه يتحدث في تفاصيل "هي من مهام حكومة التوافق التي ستشكل برئاسة الرئيس محمود عباس وهو القائد العام للقوات الفلسطينية داخل وخارج الوطن ، وكل الاجتهادات من هنا وهناك وما يقال عن الرائد سيصبح ملازم اول وغير ذلك من حديث تدخل في باب الشائعات والترويج لافكار بعض من يروجونها لانه هناك نصوص واضحة وصريحة في الورقة المصرية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة بخصوص دمج الأجهزة الامنية وإعادة الاوضاع في ظل الوحدة إلى سياقها الطبيعي، حيث تعتبر نصوص الورقة المصرية وخاصة البند المتعلق بالأجهزة الأمنية ينص على "تشكيل لجنة أمنية عليا بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، ويتم الاتفاق على ضباط مهنيين بالتوافق، يخضعون لاشراف مصري وعربي، وتتولى هذه اللجنة مهمة إعادة بناء الأجهزة الامنية على أساس مهني بمساعدة مصر واشرافها، وان الاجهزة الامنية المصرية وعلى رأسها المخابرات المصرية هي من ستتولى رئاسة اللجنة وتقديم الدعم والافكار لإنجاح عملها. على أن يكون هناك ضمان وظيفي لكل الموظفين العموميين. وفور التوقيع على الإتفاق يتم البدء باستيعاب 3000 عنصر من الشرطة و الدفاع المدني والامن الوطني في قطاع غزة، ويتزايد هذا العدد تدريجيا، وصولا لاجراء الانتخابات، على أن يضمن المصريون والعرب مستلزمات اعادة بناء الاجهزة الامنية. وبالتالي الترويج والحديث عن كلمة دمج يوحي للمواطن بأن هناك قوات امنية أتية من كوكب اخر او من نيكاراجوا او من قوات نمور التاميل يمكن الترحيب بها علي ارض غزة ، فهذة قوات كانت ولازالت وستبقي حامية الدولة الفلسطينية كما حمت الثورة منذ نشأتها فنحن ابناء هذا الوطن ولدنا علي ارضة ونعيش علي ارضة وسنموت بأذن الله علي ارضة فمن يريد ان تنطوي صفحة هذا الانقسام الاسود لايفكر بهذة الطريقة ولا يصدر تكهنات بموضوع الدمج تارتاً والتقاعد والتقاعد الاجباري تارتاً اخري وبعض التصريحات التي تربك المواطن الذي ينتظر ساعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والسلم الاجتماعي والامن الوظيفي.