سلاحهم مائهم وامعائهم الخاوية ,,,,!!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

غيبتهم سجون الاحتلال عن عيوننا وما استطاع جبروت المحتل أن يغيبهم عن قلوبنا، غابت سنوات طوال من أعمارهم فداءا للوطن وردًا على ظلم وقع علينا، ما اخترناه ولكن فرضه علينا محتل غاصب يأبى إلا أن ينزعنا حقوقنا في وطن عاش فينا، هم أسرانا البواسل الذين عاشوا في قلوبنا وطنًا كما عاش وطننا فينا.

هم من يناضلون لقضية آمنوا بها ووضعوا حياتهم ثمنًا لتبقى قضية عادلة وحق يأبى النسيان على مر الأجيال، كثيرون عانوا ولا زالوا من أسر المحتل وما انتهت دائرة تدور فينا بأسر أبطال من رجال و نساء و أطفال وما تركوا حتى شيوخنا، كل شيء فينا ينادي لحرية وطن وحق وكرامة أمة قد أهدرت على مر عقود على يد محتل غاشم، هي أسباب لأسرهم خلف قضبان الظلم، مقدسات عبثت بها أيديهم السوداء، قدس تهود، وأرض تسلب وتنتهك، وبيوت تهدم و أرواح تهدر، فكل ما يمكن فعله من جرائم ومجازر قد ارتكبها المحتل لينزع منا قناعتنا بحريتنا وبالسعي المستمر لعودة فلسطين كل فلسطين حرة أبية مستقلة في كل شيء، لتعود إلى أبنائها وأهلها وشعبها ولو بعد حين.

هم أسرانا البواسل ما توقفت شعلة النضال فيهم حتى خلف قضبان السجن وجبروت السجان، ما استطاع المحتل بأساليب ابتدعها من سياسة تعذيب وسلب حقوق أقرتها المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، سلبها ببأس حالته لتغيب هؤلاء الأبطال عن مسرح النضال فما استطاع إلا أن يقف عاجزًا كما هي حالته الدائمة أمام جبال راسخات تجسدت بصمود كل أسير وأسيرة، ووقف الاحتلال أمامها قزمًا لا يستطيع حراكها.

معارك يخوضها أبطالنا دون خوف أو وجل من بطش سجان لا يتوانى عن استخدام كل ما يمتلك أمام أجساد عارية وأياد مكبلة وسجون تغلق قضبانها، إنهم أبطال الزمان وكل زمان هم من قارعوا الاحتلال على أرض فلسطين واليوم يقارعون جبروته خلف القضبان ما استكانوا ولا استسلموا، بل زادهم السجن قوة إلى قوتهم وخرج منهم أجيالا مناضلين أضافوا لنضالهم نضالًا لم يعرف التاريخ مثيلا له.

معارك الأمعاء الخاوية هي إحدى معاركهم لتصل أصواتهم إلى كل بقاع الدنيا، يعلنوا من خلف القضبان أن هناك رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا لازالوا يعانون من ظلم تجبر وغياب لعدالة من يدعون أنهم أصحاب قيم وأخلاق؛ يدعون أنهم يحمون الإنسان ويساندون حقوقه، إنها المنظمات الدولية الحقوقية الأممية سمها ما شئت فلا فرق بينها، فجميعها تركع لظلم الاحتلال فما تشفع لأسير ولا تناصر أسيرة.

أصوات ترتفع لحق غيبته قوانين لا تنصف البشر ولا تنتمي للعدالة بشيء، فما كان من أسرانا إلا الوقوف بأجسادهم وأرواحهم لمعارك طاحنة مع السجان ترفض فيها الظلم والجبروت، وترفع أصواتها عالية لتصل إلى مسامع الدنيا علها تنصفهم ولعل جهودا تبذل من أجل إطلاق سراحهم، لغة جديدة قديمة يستخدمها الأسرى لتوقف نزفهم ولترتقي بقضيتهم إلى منابرها الطبيعية لتبقى حاضرة ولا تغيب عن البشر.

إن الشعب الفلسطيني الذي يؤمن بقضيته بكافة شرائحه وألوانه لا يفرق بين قضية فلسطين الأرض والإنسان؛ فالأسير الفلسطيني له من الحقوق علينا كما الأرض الفلسطينية بمقدساتها وترابها، بل إن الأسير أغلى لدينا من الأرض ذاته، لذا لم تتوانى فصائل المقاومة من المحاولات الحثيثة لأسر جنود الاحتلال لعقد صفقات تؤدي للإفراج عن أبطالنا الأسرى وما "وعد الأحرار" إلا خير دليل على ذلك.

اليوم المعتقلين الإداريين الذين اتخذوا من الماء والملح سلاحا ضد السجن والسجان أسماء يلمع بريقها في صفحات النضال الفلسطيني بل النضال عن كل أحرار العالم الذين غيبتهم سجون البغي والظلام عن شمس الحرية، هم جوهر قضية تتعالى في الآفاق لتضيء جوانب قد تخفى عن الكثيرين، يقدمون مثالًا للأسرى الفلسطينيين يحتذ به من قبل كل حر سلبت حريته ظلمًا؛ لأنه أراد للقيد أن ينكسر وينجلي عن تراب وطنه غربان سود أقاموا دولة لهم على أنقاض دولة شعب متجذر في أرض يحتضنها بقلبه، بقى منذ أن خلق أسيرًا لهواها متمرغًا بترابها، مستنشقًا لأثيرها وراضعًا لحبها.

وستبقى أسمائهم تضاف لسجل طويل ممن عاركوا المحتل وناضلوا في سبيل حرية من حقهم نيلها، أسماء تضاف إلى قائمة ممن قدموا أنفسهم شهداء على درب الحرية داخل السجون حينما لم يستطيعوا نيل الشهادة خارجها، فهم أصحاب حق ونضال لا يمكن أن ينتهي خلف القضبان.

هم أسرى فلسطين الذين لا يخشون الموت جوعًا وعطشًا كسبيل لحرية ينتزعوها انتزاعًا، ولصوت حق يصل مدويًا إلى منابر الأحرار والمنظمات التي تدعي بأن وجودها دفاعًا عن الإنسان ووجدت ومن أجله وأجل حقوقه.
الاداريون اليوم وينضم إليهم إخوانهم المحكومين من محاكم الظلم والضلال يعاركون بأمعائها الخاوية كل سلاح يستخدمه السجان داخل سجون البغي والظلام؛ بأمعائها التي تصرخ وترفض الهوان ليصل صوتها مدويًا وتقول إنها أسيرة تناضل من أجل حريتها التي تمثل بنظرها حرية لنساء فلسطين كل فلسطين بل لنساء العالم الحر بكل مكان.

إنها تحتاج اليوم وقفة من الأحرار لتتعانق صيحاتها ومعركتها خلف القضبان مع معارك تدار خارج القضبان، اليوم "هناء الشلبي" بحاجتنا وفاءًا لها ولكل أسير وأسيرة خلف سجون الاحتلال، تحتاج منا وقفة جادة تناصرها وتوصل صوتها إلى كل منبر حر.

يا أحرار العالم يا من ترفضون الظلم ولا تقبلون بميزان يختل به العدل، يا من تنادوا بحرية المرأة وكرامتها وتخصصوا لها يومًا من كل عام، اليوم هو يوم "هناء الشلبي" خلف القضبان اليوم هو يوم المرأة الفلسطينية وهي تعارك المحتل بأمعائها فلا تتركوها فريسة سجان ظالم لا يجد من يقول بوجهه قف أنت ظالم وعليك أن تمثل أمام ميزان العدل لتحاكم على جرائمك التي ترتكبها، اليوم نحن مطالبون أن ننصر لأسرانا البواسل في معركتهم التي قد تودي بحياة البعض منهم من أجل حرية كل أسير وأسيرة.

رسالة من الحركة الأسيرة من خلف القضبان تستصرخ فيكم الضمائر الحية تنادي كل من يؤمن بالحرية والحق ويرفض الظلم والظلام، اليوم هو يوم من يناصر الحق ليعلوا دائمًا على الباطل فهل لازال هناك من ضمائر حية تتحرك من ثبات قد طال لنصرة الأسير والأسيرة خلف سجون الاحتلال؟