بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن هناك خبر قد أشيع من مصادر موثوق بها ،أن هناك هدية كبيرة ستحل فوق رؤوس العسكريون و ذلك بمناسبة توقيع المصالحة الفلسطينية التي ينتظر اشراقة شمسها الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني .. وتلك المفاجأة من العيار الثقيل هي أن وزارة المالية قد اتخذت قرارا بخصم علاوة القيادة ابتداءً من راتب الشهر المقبل ،وأن هناك كشوفات بأسماء العسكريين قد طُبخت أوراقها على نار هادئة وسط التوابل والبهارات من رتبة مساعد أول حتى آخر رتبه عسكريه وأن تلك الخصومات أو العقوبات الجديدة سوف تبدأ من 280 شيكل إلى أكثر من 500 شيكل.. وسيشمل راتب الشهر القادم صرف علاوة الرتبة الجديدة التي تم توقيعها بكل أسف هو خبر سيء ومنغص بكل المقاييس أتمنى أن يكون مجرد كابوس مزعج تم العدول عنه واجتنابه ..ضحك الملك ساخرا وقال : أظن انك ِ يا شهرزاد .. قد حكيت ِ لي حكاية منذ أمد طويل تشبه نفس ما تقولينه لي اليوم هل تذكرين تلك الحكاية..؟!
قالت شهرزاد على عجالة : نعم يامولاي لن يشعر هؤلاء الذين حصلوا على رتب جديدة بحلاوة الراتب والزيادة التي جاءت مع الرتبة بسبب الخصم ..هي معادلة صعبة عندما نجمع بين النقائض فنضعها في سلة واحدة ونحملها فوق الرؤوس ..أمرٌ عجيب أن يوضع النقصان مع الزيادة في كفة واحدة وأن ترش حبات الملح فوق أقراص العسل ، وأن تقدم التمرة والجمرة في صحن واحد كطعام للمعصوبة أعينهم ..أما تكفي كل تلك التناقضات الصعبة القاسية التي يجترها أولئك الموظفون التي لا تكفي رواتبهم لسد ضروريات الحياة .. حتى تطال لقمة العيش و قوت أطفالهم..واستطردت شهرزاد بحديثها وقد اكتست ملامحها بحزن وكآبة شديدة قائلة : حقا يامولاي أن الأمر أشبه بحكاية أبو زيد الذي ذهب مع مجموعة من رفاقه للبحث عن العيش في مكان يسقط به المطر ،وتكون أرضه خصبة ،ومناخه معتدل ..مكان يصلح للعيش بهناءة وسرور وزحف أبو زيد وجموعه إلى تونس والمصيبة أنهم جميعا لم يتركوا شيئا وراءهم وقد عادوا ليبلغوا بقية القوم و لكن علياء امراة أبو زيد لم ترافقهم أساسا من قبل فقد كانت على خلاف معه .. و فعلا انتصر بني هلال بعد ما يقارب 3 أشهر من المعارك الطاحنة التي قادها أبو زيد الهلالي و الفارس المغوار ذباب بن غانم .. و أرسل أبو زيد لامراته لتأتي إلى مستقرهم الجديد و لكنها أجابت : انه لا حاجه لذالك الآن فالأمطار و الخيرات قد عمت بلادنا من جديد
و كأنك يا أبو زيد ما غزيت ..!!
عندها ضحك الملك شهريار بصوت عال ٍ قائلا : مساكين أولئك الموظفون.. يا شهرزاد قد طال اسمك ذاك التناقض فمرة ستكونين شهرزاد وألف مرة شهر قل ..!!