افتقدناك وانت فينا
4- الموت بانتظارنا في سجن الرملة .
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات على إنطلاق هذه السيارة من سجن نفحة توقفت بالتدريج أمام أبواب تفتح وتغلق وأصوات كثيرة تتعالى من حولنا، فوقف أحد الأسرى وألقى نظرة من شباك السيارة المتواجد في أعلى جدارها فعرف إننا في سجن الرملة، وعندما بدأنا بالنزول من السيارة كان بانتظارنا في باحة السجن سربين متقابلين من الجنود والشرطة الذين بدأوا بضربنا بشكل شديد ومخيف، وكان من بينهم مدير السجون العامة حينذاك ( حاييم ليفي )، ولاحقاً عرفنا بأن مدير هذا السجن اسمه " روني نيتسان " وكان أحد المجرمين البارزين الذين عرفتهم الحركة الأسيرة، وفي وقت لاحق لقي مصرعه على يد أحد السجناء اليهود، بسبب ظلمه وبطشه، بعد الإنتهاء من إتمام الإجراءات الصحية الشكلية مثل التوزين وقياس الضغط في عيادة السجن التي ستصبح لاحقاً مسرحاً مفتوحاً للتنكيل والقتل، تم توزيعنا على 26 غرفة في أحد أقسام سجن الرملة، أي بمعدل سجين واحد في كل غرفة، وهي غرفة خالية من أي فراش تماماً باستثناء قطعة رقيقية من الإسفنج تسمى"جومه" بحجم فرشة البرش، وطلب منا الجلوس على تلك القطعة وعدم الوقوف وعدم الاقتراب من الباب نهائياً.
بعد مرور أقل من ساعة واحدة على دخولي لهذه الغرفة سمعت صوت صراخاً عالياً مدوياً قادماً من بعيد، ولم أعرف من هو صاحب ذاك الصوت لكن أدركت بأنه يخص احد أفراد مجموعتنا القادمة من نفحة، وتكرر هذا الصوت مراراً، ومع تعاليه تزداد حيرتي وقلقي على صاحبه وخوفي من القادم المجهول، لكن هذه المرة سمعت صوت مجموعة من الجنود كأنهم يسحبون جثة أو جسداً محطماً على الأرض، وقد تعالت في هذه الأثناء أنات وأهات العديد من الأسرى الموزعين على الغرفة المجاورة والملاصقة لغرفتي، فتأكدت من أن تعذيباً شديداً يمارس في هذا القسم بحق الأسرى المضربين عن الطعام الذين تم إحضارهم من نفحه، أخيراً فتح الشرطي باب غرفتي وطلب مني الخروج فخرجت وإذ بي أقف في عيادة السجن وأمام مسئول العيادة واسمه " رافي روميه " وسجان أخر اسمه " نواف مصالحة " ومجموعة أخرى من رجال الشرطة مفتولي العضلات، وطلب مني أن أجلس على كرسي فجلست وكان أمامي صحن من الأكل فطلب مني مسئول العيادة أن أكله مرتين فرفضت، فقال لي أنت حر، في هذه الغرفة لمحت ومنذ اللحظة الأولى لدخولي إليها طنجرة كبيرة جداً مثبتة فوق غاز للطبخ، لاحقاً عرفت بأنها مملؤة بالماء والملح المذاب، بعد ذلك قام مسئول العيادة بإحضار جهاز يشبه جهاز تنضير المعدة، وهو عبارة عن علبة في أسفلها بربيش طويل يمكنه وصول المعدة إذا أُدخل من الأنف أو الفم، وهذا الجهاز إسمه " الزوندا " لكن في هذه العيادة لن يتم إدخال الطعام إلى داخل معدة الأسير المضرب لأن العيادة أصلاً لم يكن فيها طعاماً معداً من اأجل هذه الغاية، إنما المعد والمجهز لنا سلفا هو ملح وماء مغلي تماما، وتم تثبيتي وربطي بالحبال على الكرسي الذي أجلسوني عليه وبدأوا بإدخال البربيش من فتحة انفي بقوة وفظاعة بالغتين، وأخذت الدماء تنهمر من أنفي إلى داخل فمي فامتلىء قميصي وصدري بالدماء، وهنا شعرت بأن البربيش اللعين قد وصل إلى قاع معدتي الخاوية، بعد ذلك سكبوا في العلبة من الطنجرة مباشرة الماء والملح المغليان، في هذه اللحظات تذكرت أمراً هاماً وهو أن زميلاً لي ومن الذين نقلوا معي من نفحة الى الرملة واسمه " هاني العيساوي " قال لي يا أبو النوب " أنا سمعت ( لفينات ) وهو ضابط برتبة رائد في سجن نفحة يوصي جنود البوسطة ضدك فكن حذرا "، ومما زاد من يقيني بأن إدارة سجن الرملة عاقدة النية على قتلي فعلا، ما قاله لي أيضا أثنا التعذيب السجان ( نواف مصالحة ) يا نوباني فك إضرابك لإن ( رافي ) يريد قتلك .
5- استشهاد علي الجعفري وراسم حلاوة واسحاق مراغة
على أية حال ما حصل معي هو نفسه ما حصل مع كافة الأسرى الـ 26، لكن ما حدث مع راسم حلاوة وعلي الجعفري وإسحاق المراغة كان مختلفاً قليلاً حيث استقر بربيش الزوندا في رئة ثلاثتهم بدلاً من المعدة، وقد سكب الماء والملح المغليان داخل الرئة مباشرة فتم حرقها وتدميريها على الفور، في ضحى اليوم التالي 22/7/1980م، نادي منادي من خارج القسم الذي نوجد فيه، واعتقد أنه كان أحد السجناء الجنائيين العرب من العاملين في مرافق إدارة السجن الخارجية، وقال بصوت حزيناً مدوياً " يا سجناء نفحة صباح الخير، أخبركم بأن علي الجعفري قد استشهد " وفي مساء ذات اليوم نادى ذات المنادي المجهول قائلاً " يا سجناء نفحة مساء الخير، أبلغكم بان راسم حلاوة قد استشهد " وهكذا طوي اليوم الأول لوجودنا في سجن الرملة بسقوط شهيدين، وإصابة بالغة في رئة الرفيق إسحاق المراغة الذي تعرض لما تعرض له الشهيدان علي وراسم من تعذيب وتنكيل في عيادة السجن، لكن جسده تحمل تلك الإصابة، واستشهد في وقت لاحق من العام 1983م متأثرا بتلك الإصابة القاتلة .
بعد إصابة الأسرى الثلاثة علي وراسم وإسحاق قامت إدارة السجن بجمعهم في غرفة مجاورة لعيادة السجن تسمى غرفة الانتظار، وفي وصف حالته وحالة الشهيدين قال لي الرفيق إسحاق بعد أن جمعتنا مجدداً إدارة سجن الرملة في ذات القسم بعد سقوط الشهيدين ما يلي : " بعد أن أُدخل ثلاثتنا إلى غرفة الانتظار إستلقينا من فرط تعبنا وإرهاقنا على معقد خشبي كان في تلك الغرفة، وكان الألم يمزق صدورنا وأحشاؤنا تمزيقاً شديداً، لكن التعب كان بادياً أكثر على ( علي الجعفري ) الذي تمسك بقضبان الباب الحديدي وهو يصرخ بصوته المرهق على سجان القسم تارة وطبيب العيادة تارة أخرى، لاستعجالهم في تقديم الإسعاف والعلاج له ولنا، وفجأة، قال لي: " يا أبو جمال إنني أموت، إنني أموت "، وحاولت أن اهدأ من روعه ورفع معنوياته وشد أزره، لأنني لاحظت عليه أمراً مختلفاً لم أشعر أنا به، رغم أن إصابتنا واحدة .
من جديد يصرخ علي الجعفري ويقول " لقد وصل الموت إلى قدمي يا أبو جمال، فلم أعد أشعر بهما فهما باردتان كالثلج يا أبو جمال"، وأنا ليس بيدي شيء أفعله سوى إنني قلت له لا تخف يا على ها هو الطبيب قادم لا تقلق، وفجأه قال علي مرة ثالثة وأخيرة، " لقد وصل الموت إلى يدي يا أبو جمال "، وأنا المرهق مثله يقول أبو جمال اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أرى الأنفاس الأخيرة تخرج من رئته المدمره إلى أنفه الذي مزقته برابيش الزوندا وفتحت في داخله أقنية للدم والألم، في الأثناء مال راس على الجعفري على كتفه الأيمن ويداه الباردان ما زالتا تمسكان بقضبان الباب الحديدي اللعين، حيث سالت نفسه الكريمة وفاضت روحه الطاهرة إلى باريها وهو واقفاً كشجرة نخيل عاشت مئة عام واقفة بعد جفافها، أرحنا جسد الشهيد على الأرض واستبد بناء البكاء والعويل، وللحظة نسينا أنا وراسم أننا شركاء الشهيد بذات المصير.
وعلى الفور دخل الجلادون إلى الغرفة ونقلوا الشهيد ونحن معه إلى العيادة، لم تمضي سوى ساعات قليلة حتى ارتقت نفس راسم حلاوة إلى باريها، واستشهد هو وعلى الجعفري في ذات اليوم 22/7/1980م، سقط علي الجعفري بطل نفحة وبطل عملية جبل القرنطل الأسطورية، وترك خلفة تاريخاً مشرفاً من العطاء والتضحية، ورافقه في رحلة الخلود رفيقه وصديقه الشهيد راسم حلاوة، وعن علي الجعفري أيضاً قال لي أخي وصديقي أبو علي شاهين ذات يوم أمراً في منتهى الأهمية " ما زلت أذكر علي الجعفري الذي كان يرجو في إضرابات سابقة على أن لا يستعمل معه الأنبوب لسبب ما، فقد كان له رأياً بأن شرب الحليب إذا كان مسموحاً فلنشربه مباشرة بدون الأنبوب، وكأنه كان على يقين بأنه سيكون ضحية ذاك الأنبوب اللعين، لقد استعملوا معه الأنبوب هذه المرة كرهاً، وضعوه في رئته وصبوا الماء والملح ما أدى إلى استشهاده في نفس اليوم، أما راسم حلاوة، صاحب البنية القوية، الذي كان يحمل الواحد منا مثلما يحمل عصفوراً في يديه، استشهد هو الآخر في نفس اليوم بسبب الأنبوب، وأيضاً المناضل الكبير اسحق المراغة، الذي أحدث له الأنبوب نزيفاً داخلياً حاداً، استشهد على أثره فيما بعد.
6- تضامن وغضب
انتشر خبر الشهداء في كافة أنحاء فلسطين وخرجت التظاهرات الجماهيرية الغاضبة إلى الشوارع، وتناقلته باهتمام بالغ منظمات وهيئات حقوق الإنسان عبر العالم وداخل إسرائيل نفسها، وأصبح موقف إدارة السجن في منتهى الحرج، وحضر إلى السجن مجموعة من المحامين عرف من بينهم المحامية المعروفة ليئا تسيمل التي قابلت الأسير المصاب ( إسحاق مراغة )، وقدمت هذه المحامية الإسرائيلية التقدمية وصفاً مثيراً لحالة الأسرى في سجن الرمله أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، وفضحت أمر حكومة " مناحيم بيغن " و وزير داخليتة " يوسف بورغ " و مدير السجون العامة " حاييم ليفي " لتورطهم المباشر في تنفيذ عملية القتل في سجن الرملة، فارتفعت وتيرة الضغط في العالم تضامناً مع مضربي نفحة .
إن أهم ما كان في قضية نفحة، هو أن قيادة الثورة الفلسطينية تبنت هذا الإضراب تبنياً كاملاً، بالرغم من أنه لم يكن لهذا الإضراب أي هدف سياسي أبداً ، فقد كان الهدف الوحيد هو تحسين مستوى الحياة للمعتقل الذي لم يحظ بأدنى حق من حقوق الإنسان، ونجح إضراب نفحة، وأعطى نتائج ملموسة وغير كثيراً، والأهم من ذلك أنه أسقط مدرسة القمع والإرهاب وأفرغها وكسر الشوكة، وأثبت أن شعار نفحة المرفوع " نعم للجوع، لا للركوع" هو شعار النضال الاعتقالي، كما أثبتت معركة الأمعاء هذه إرادة المعتقل الفلسطيني وصموده في وقفة منيعة واحدة، لم يتخللها ضعف، أو خلاف داخلي.
7- استمرار الإضراب
في صباح اليوم التالي لسقوط الشهداء 23/7/1980م، فوجىء الأسرى المضربين بإدخال عربة مطبخ محملة بطنجرة حليب معدة للأسرى المضربين، وقبل ذلك كانت إدارة السجن قد أنهت عزل وتوزيع المضربين عن الطعام على الغرف وقامت بإعادة توزيعهم على الغرف بمعدل كل ستة أسرى في غرفة واحدة، وكان لدينا موقف سابق من تناول الحليب خلال الإضراب، والقاضي بأن تناول كاس الحليب لا يفسد ولا ينهي الإضراب عن الطعام، وقد سبق للمحكمة الإسرائيلية العليا أن أيدت هذا الرأي بناء على التماس قدمه الأخ أبو علي شاهين في العام 1979م، وقد قامت إدارة السجن بهذه الخطوة في محاولة منها لامتصاص نقمة الأسرى وغضب الشارع الفلسطيني .
من المهم ذكره هنا بأن إضراب سجن نفحة قد بدا مع حلول شهر رمضان المبارك من ذاك العام، ومع سماح إدارة السجن لنا بتناول الحليب خلال الإضراب أصر بعض الأسرى على صيامهم أثناء الإضراب عن الطعام أي أنهم كانوا يتناولون كأس الحليب بعد أذان المغرب، بعد ذلك بأربعة عشر يوماً عدنا إلى سجن نفحة، حيث ما زال الإضراب هناك مستمراً، بعد مرور 27 يوماً على بدئه، وواصلنا الإضراب مع بعضنا البعض وقد انتهى شهر رمضان وأمضينا العيد مضربين .
8- تعليق الإضراب .
في ثالث أيام عيد الفطر السعيد، وهو اليوم الثالث والثلاثين لبدء الإضراب وكان الموافق 16/آب /1980م، قامت إدارة السجن باستدعاء لجنة الحوار الاعتقالية وكان على رأس تلك اللجنة الأخ المناضل خليل أبو زياد، وفي مكاتب الإدارة كان بانتظارهم لجنة مكونة من ممثلين عن لجنة المحامين العرب وممثلين عن الصليب الأحمر وممثلين عن مديرية السجون العامة، وبدأ نقاشاً مستفيضاً بين ممثلو الأسرى واللجنة المذكورة استمر حتى نهاية عصر ذاك اليوم، ومن الجدير ذكره هنا بأن قادة الأسرى في نفحة رفضوا سابقاً مقابلة لجنة منفردة من مديرية السجون العامة لوحدها لبحث مطالب الأسرى، وقد كانت استجابة اللجنة الحالية لأكثر من 95 % من مطالب الأسرى كفيلاً بأن تدفع لجنة الحوار الاعتقالية للموافقة على تعليق الإضراب، وقد عادت اللجنة الاعتقالية إلى السجن، ووقف الأخ خليل أبو زياد بين الغرف وقال مخاطباً الأسرى بما يلي :-
" أيها الإخوة أيها الرفاق، مبروك نصركم لقد استجابت مديرية السجون العامة لمطالبنا، وبناء عليه قررت اللجنة النضالية العامة تعليق الإضراب لمنح إدارة السجون فرصة لتنفيذ ما وعدت به" ومن أبرز تلك المطالب أذكر الأتي :-
1- الموافقة على تركيب أسرة نوم في السجن.
2- الموافقة على إدخال أجهزة تلفزيون.
3- الموافقة على إدخال أجهزة راديو .
4- الموافقة على توسيع الفتحة في أبواب الغرفة الحديدية لتصل إلى نصفه تقريبا .
5- الموافقة على إدخال المزيد من الكتب والصحف العربية والعبرية.
6- الموافقة على زيادة وقت النزهة ليصبح ساعة في كل مرة أي بمعدل ساعتين يومياً.
7- الموافقة على تخصيص غرفة للزيارة، وزيادة وقت زيارة الأهل ليصبح 45 دقيقة كل أسبوعين.
8- الموافقة على علاج المرضى من الأسرى بما تتطلبه حالة كل منهم .
9- الموافقة على عمل الأسرى في مطبخ الأسرى، والمردوان .
10- الموافقة على إدخال الملابس الداخلية والأغطية من خلال زيارات الأهل.
11- الموافقة على التنقل بين الغرف وزيارة الأسرى لبعضهم البعض .
9- مثار اعجاب
بعد هذا الإعلان أمر مدير السجن مساعديه بإعادة السكر والشاي والقهوة والدخان إلى أقسام السجن، وفي مطبخ السجن تم إعداد وجبة من الحليب والزبدة، يتم تناولها مساءً من قبل كافة الأسرى، في صباح اليوم التالي أحضرت لنا إدارة السجن وجبة مكونة من حليب مخلوط بالزبدة وخبز محمص وفول، فقام الأسرى بإعادة الفول لأنه لا يلائم حالة الخارجين من الإضراب عن الطعام، كما أن الأخ خليل أبو زياد طلب من إدارة السجن السماح للأسرى جميعاً بالخروج إلى ساحة السجن لتناول وجبة الغداء بشكل جماعي والسلام على بعضهم البعض، فسمحت الإدارة بذلك، ومع اقتراب موعد تناول وجبة الغداء وخروج الأسرى إلى ساحة السجن فوجئوا بوجود أعداد كبيرة من الزوار الإسرائيليين من المدنيين والعسكريين والصحفيين، قسم منهم اعتلى سطح السجن وقسم أخر يتجول بين الغرف والأقسام، وقد جاء هؤلاء إلى سجن نفحة لرؤية الأسرى الذين تمكنوا من الصمود بلا طعام 33 يوما، ولعل بعضهم أو كلهم توقع أن يقوم الأسرى بالهجوم على أواني الطعام لحظة دخولها إلى ساحة السجن كالغيلان الضارية من شدة جوعهم وعطشهم، لكن ما قام به الأسرى أثار عجب واستغراب وتقدير اؤلئك الزوار حيث جلس كافة الأسرى على شكل حلقة مفترشين الأرض، باستثناء ثلاثة منهم، كلفوا بسكب الغذاء في الصحون وتوزيعها بالترتيب على الأسرى الجالسين بانتظام .
وأذكر أن تلك الوجبة كانت مكونة من بطاطا مسلوقة ومهروسة تماماً وخبز محمص وشوربة، ولم يتناول أي أسير لقمة واحدة إلا بعد أن أعطى الأخ خليل أبو زياد الأمر بذلك، فخرج كل من كان في سجن نفحة في ذاك اليوم من الزوار بانطباع في منتهى الأهمية عن الأسرى الفلسطينيين سيعيش معه حتى الموت، وقسم منهم وثق ما رأى في كتب ودراسات قاموا بإعدادها لاحقا، ونحن سمعنا على الفور بأذاننا تعليقاتهم على ما رأوه كمثل " أي جنود هؤلاء الذين يتصرفون بهذه الانضباطية العالية " و " أن هؤلاء الأسرى سيشكلون أعمدة الدولة الفلسطينية " .