ما بين تجميد القرار، وانطلاق صافرة القطار ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

وهكذا أحبتي أبناء الأجهزة الأمنية بالمنطقة الجنوبية ..قد انطلقت صافرة القطار ..قطار العقاب السريع والقادم من محطة رام الله ، للذين التزموا بالشرعية طيلة ما يقارب الثمان سنوات ،والذين تنسب إليهم جناية الإلصاق بالذيلية ،أوجريمة ترك رأس العمل بالرغبة والإبقاء بالمكوث في البيوت..!! في الواقع والصاعد رغم الصعوبات المريرة ،والمحاولات البائسة في استئناف الحكم من قبل الذين يشعرون بآلام الآخرين،ويتألمون لجراحهم أولئك الأحرار الذين يخافون أن تنفلت القاعدة الفتحاوية المتينة ،والعريقة كما ينفلت الذين يدخلون مراكز الانتخابات لكنهم لا يصوتون فيغادرون القاعة وكأنهم صمٌ أو عُمي ..إلا أنه لا يمكن أبدا لهؤلاء القوم أبناء الأجهزة الأمنية بالمنطقة الجنوبية والتابعين لسلطة رام الله لا يمكن أن تتبدل أو تتزحزح أيديولوجياتهم وبدون أدنى مبالغة،و لو حُسمت كل رواتبهم بداية بعلاوة طبيعة العمل أوعلاوة القيادة ونهاية بعلاوة المولود ..وذلك لإيمانهم العميق بأن للسفينة ربان واحد مهما تغيرت السفن وتزاحمت البحار ومهما تلاطمت الأمواج ..رغم الاقتراب من نهاية العد التنازلي السريع والوصول لمحطات البنوك التي باتت قاب قوسين أو أدنى .. فعلى ما يبدو أن الحال السائد بقضية الحسم بات أشبه ما ينطبق عليه القول .. لقد سبق السيف العذل ،ولا مكانة إذا لما يُشاع حولنا من احتمال تجميد القرار الخاص بحسم علاوة القيادة لضباط المنطقة الجنوبية ،وعلاوة المخاطرة للجنود والصف ..قد يتساءل احد الذين يملكون الطموح المتفاني بأنه يمكن أن يتجمد القرار ..وحينها فقط أجيبه بنعم ولكن في حالة واحدة فقط مشروطة إن تجمدت المياه على سواحل النيل الأزرق بالسودان .. أوانخفضت درجة الحرارة ب "لوجانين " والتي هي آخر منطقة بالعالم و تقع بالصومال ..وإن تجمد القرار فيما بعد حتما سيعود لحالته الطبيعية على أنقاض الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بقطاع غزة.. أعترف أني دائما أمقت المجمدات بكل أنواعها لأنها تعكس صورة غير حقيقة للواقع ..لن أقول أني مكتشفا بارعا كألبرت آينشتين أو نيوتن أو جاجارين أو ابن سينا عندما توصلت اليوم إلى اكتشاف حقيقة مذهلة وعلاقة وطيدة طردية وليست عكسية بين طريقة حفظ القرار ،وحفظ الغذاء لكل غذاء وسيلة مناسبة لحفظه ،وكذلك القرار المنغص المعلب أو المحفوظ بمعلبات تتخللها أصباغ ملونة ومواد مدمرة تعرف جلية بالحافظة ..لكن التساؤل الخطير الذي يراودني ،هذي الأيام وقبل وصول القطار المحطة الأخيرة هو.. هل يمكن أن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه وعندها يصبح الغذاء المجمد أقل خطراً على الإنسان بعدما يحسم الأمر ربان السفينة والوحيد الذي يمكنه أن يوقف عجلات القطار وعندها يصبح القرار متجمد بطبيعته، ولا يمكن أن يتغير أبدا ..إلا إذا سالت شلالات نياجرا المتجمدة ..أم أن القرارات المعلبة هي دائما سيدة الموقف ،وسيدة القطار في آن واحد..؟!!