يبدو أن بعض القراء لم يعجبهم مقالي "البابا يعترف في بيت لحم"، فلم يلجأوا إلى انتقاده والرد عليه، أو بيان عيوبه وتعداد مثالبه، ولم يتوقفوا عند أفكاره ومعانيه، ولم يردوا على كاتب المقال بلغةٍ علميةٍ رصينةٍ مؤدبة، تتناسب مع العقل والعلم والعصر الحديث، الذي يحترم التعبير والرأي الحر، والتفكير الإبداعي المميز.
بل قام هؤلاء الذين يحملون شعار "العلمانية هي الحل"، بتزوير مقالي، وتغيير العديد من مفرداته، بما يناقضها ويخالفها، مستخدمين كلماتٍ بذيئة لا تتناسب وعلمانيتهم التي يدعون، ولا تتوافق مع عصريتهم التي يحاولون الظهور بها، وأعادوا نشر مقالي موقعاً باسمي، بعد أن غيروا فيه وبدلوا، وزوروا وزيفوا، فجاء المقال مسخاً كوجوههم، ومحرفاً كفكرهم، ومشوهاً كعقولهم، يعج بالتخريف والهبل، والسباب والشتائم، ويكيل التهم والأباطيل على الإسلام والمسلمين.
خاطبت هؤلاء برسالةٍ خاصة، دعوتهم فيها للرد علي بلغةٍ علمية، وحجةٍ معقولة، وكلماتٍ بليغة، لا سباب فيها ولا شتائم، ولا كذب فيها ولا دجل، ولا حقد ولا ضغينة، وأخبرتهم في رسالتي لهم، أنه على الرغم من السفالة التي تظهر في ثنايا تزويركم، والسخافة التي بدوتم فيها، وكنتم خلالها سفهاء جهلاء عمياناً وحاقدين، كارهين لأنفسكم والإنسان، قبل أن تكونوا كارهين للعرب والإسلام.
نصحتهم أن يكتبوا أدباً، ويخاطبوا عقلاً، ويحترموا من يخاطبون، وقلت لهم أنني رغم الجهالة الكبيرة التي رأيتها فيكم، والحقد الذي يتسرب من كلماتكم، إلا أنني لن أشطب عناوينكم من قوائمي، وسأبقيها عندي، وسأواصل مراسلتكم، ولن أمتنع عن تزويدكم بما أكتب، فلست خائفاً من فكري، ولا أشعر منه بالخجل، ولا أتردد في التعبير عنه كيف أشاء، ومتى شئت، ولا أهرب بالسباب، ولا أدافع بالإهانات، ولا تعمي بصيرتي الأحقاد والضغائن.
للأسف هذه المجموعة من الحاقدين المارقين الفسدة، الذين يرفعون لواء "العلمانية هي الحل"، ويراسلون في الخفاء كالخفافيش، ويشتمون ببذاءة، يستهدفون دوماً إسلامنا العظيم، ويعتدون على مشاعره ومقدساته، وينالون بالسوء رجاله وأبطاله، ولا يستثنون من سفالتهم رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يتهمونه ويشتمونه، ويفترون عليه ويشوهون صورته، ويزورون كلامه ويعيبون أفعاله.
أدعو هذه المجموعة الضالة الضائعة، للكف عن جهالتهم، والإقلاع عن سوءهم، والتوبة من أفعالهم الخبيثة الحاقدة، فأفعالهم مكشوفة، ونوياهم معروفة، وحقدهم طاغي لن يصيب غيرهم، ولن يسمم سواهم، ولن يؤثر في غيرهم، ولن ينالهم من فعلهم إلا الندم والخسارة.