مثلثان لنجمة إسرائيل

بقلم: فايز أبو شمالة

المثلث الأول الذي يمثل القاعدة التي قامت عليها دولة الصهاينة هو التطرف اليهودي، والمغالاة في إدعاء الحق التوراتي والتاريخي بأرض فلسطين، وأمر التطرف اليهودي هذا لا يثير الغرابة، فهو ينسجم مع النهج التاريخي والديني لمجموعات اليهود على مر العصور، ولكن الذي يثير الاندهاش هو العلاقة الحميمة بين التطرف اليهودي والاعتدال العربي، كما جاء في حديث "أفيقدور ليبرمان" خلال محاضرة نظمتها نقابة الطلاب الجامعيين في "المركز متعدد المجالات في هرتسليا"، فقد قال: إن الصراع اليوم هو بين المتطرفين والمعتدلين. ومن المهم التوصل إلى اتفاق مع تلك الدول العربية المعتدلة.
إن ما يقصده المتطرف ليبرمان بالمتطرفين هم الجماعات الإسلامية على اختلاف انتماءاتهم وتنظيماتهم، وما يقصده المتطرف ليبرمان بالمعتدلين هم رؤساء وملوك بعض الدول العربية، وهنا يرى ليبرمان بضرورة التحالف بين المعتدلين العرب من جهة والمتطرفين اليهود من جهة أخرى، والهدف مواجهة المتطرفين المسلمين.
ضمن منطلق ليبرمان، فإن على الدول العربية المعتدلة أن تستعين بالمتطرفين اليهود لمحاربة المتطرفين الإسلاميين، وقد ألمح اليهودي ليبرمان إلى وجود علاقات سرية مع الدول العربية المعتدلة، فقال: حين نجلس معهم ونكون وحدنا يتصرفون كأصدقاء، لكن حينما تلاقيهم في مؤتمرات دولية وتحاول التحدث إليهم تصيبك الدهشة!!
المتطرف "ليبرمان" لم يكتف بفضح علاقة دولته المتطرفة مع الدول العربية المعتدلة، بل تحداهم، وأظهر ضعفهم، حين قال: إننا قادرون على الصمود دون العلاقات مع الدول العربية المعتدلة، ولكن الدول العربية المعتدلة لن تصمد بدوننا.
فمن هي الدول العربية المعتدلة التي يقصدها المتطرف "ليبرمان"؟ ومن هم ملوك ورؤساء تلك الدول العربية؟ لماذا يصمت القادة العرب، ويطبق من ينطق باسمهم فاه؟
يواصل المتطرف "ليبرمان" استفزاز العرب، فيقول: "التسوية مع الفلسطينيين مهمة بالنسبة لعلاقاتنا مع أوروبا، لكن ليس مهنة لعلاقتنا مع العالم العربي، لأن الفلسطينيين لا يمثلون شيئاً بالنسبة للعالم العربي!.
أما المثلث الثاني الذي يعانق المثلث الأول، ويتداخل معه ليشكلا معاً نجمة إسرائيل السداسية فهم فئة الكتاب والمفكرين والمثقفين العرب الذين يكرهون الإسلام، فوجدوا طريقهم للنيل منه من خلال مهاجمة الحركات الإسلامية، وقد يكون الممثل الشخصي لهؤلاء الكارهين مؤلف مسرحية مدرسة المشاغبين، الكاتب الشيوعي على سالم؛ الذي ينادي في مقال له في صحيفة المصري اليوم إلى تشكيل ميلشيات من الشرطة لمصرية، مهمتها القتل على الهوية، والتصفية دون محاكمة، والذبح والحرق والسحل لمجرد الانتماء السياسي.
الكاتب الشيوعي علي سالم هذا صديق حميم للمتطرفين اليهود، وقد زار دولة إسرائيل عدة مرات، وهو من أنصار التطبيع والتحالف والتكاتف مع الصهاينة إلى أبعد مدى، وقد احتفل بتفوق إسرائيل، واحتفل اليهود بكفاءته، أكرم الصهاينة فأكرموا سيرة حياته بالمال، زراهم فرفعوا من شأنه، حتى صار من أعمدة الفكر العربي.
من يعرف مرتكزات الكاتب الشيوعي على سالم الفكرية يعرف حجم التخريب المتعمد الذي أحدثته مدرسة المشاغبين في الوعي العربي، ويدرك الهدف بعيد المدى من إفساد التعليم في مصر، ويستنتج أن وراء تحقير الثقافة الوطنية مؤسسة تخون، وأن وراء تقزيم الثقافة الإسلامية يد يهودية صهيونية تمسك بالقلم، وتخط الحروف بأطراف صناعية.