إلى الذين يتصورون أن الأبواب ستفتح على مصراعيها من كل فج عميق .. فتفتح الحدود والسدود لننهل كمواطنين فلسطينيين من كنوز الأرض ،ومن خيراتها كيفما نشاء ،وذلك بمجرد انطلاق عجلة قطار حكومة التوافق الفلسطينية ومغادرته لمحطة الانقسام الذي دام أكثر من سبع سنوات فمن تصور تلك الرؤية الواهمة ،فهو يمتلك رؤية ضيقة محدودة كالذي لا يبصر في الصورة سوى الظلال فقط ،أو يرى في السماء سوى الغيوم العابرة .. لأن حالة عندئذ من النيل والجلب لن يكون بأفضل من المخيط أو الإبرة عند غمسها بماء البحر..لست متشائما محضا إن تصور البعض برؤيتي هذه.. ولكني كذلك لست متفائلا بالقدر المتناهي بل دوما لا أود عند رؤيتي الأشياء أنظر إليها على أن تكون غير منقوصة ولا مبالغ فيها أي أني أتبع تلك الرؤية الموضوعية البعيدة عن الذات أو الأهواء ..فهل يعقل يا أولي الألباب أن تقوم حكومة منزوعة الصلاحيات ،من الجانب الأمني في ظل استمرار سيطرة وإحكام وإبقاء إدارة الأجهزة الأمنية كما هي في كل من الضفة وغزة بين السلطة في رام الله ، وبين أجهزة حماس في غزة فإذا كانت حكومة التوافق أو الوفاق الفلسطينية أو أي تسمية أخرى وردية أو رومانتيكية مهما كانت هذه التسمية.. إذا كانت تلك الحكومة تفتقد القرار والمسئولية الأمنية فكيف يتسنى لها إذا ترسيخ الأمن بين القطاع والضفة ..وكيف يمكن لها أيضا أن تعمل على تهيئة الأجواء للانتخابات والتصالح المجتمعي وإعادة الإعمار لقطاع غزة ،وهي حكومة مجردة الصلاحيات والقرار السياسي كذلك بكل أسف أن أحوال حكومتنا الرشيدة التوافقية هي أشبه بحال الذي دعي إلى طعام ٍ فقيل له مكسور لا تأكل وصحيح لا تأكل وكل لما تشبع ..أخشى ما أخشاه أن يحاول المتربصون دائما والذين شاغلهم الوحيد هو أن يعيثوا في الأرض الفساد بأن يحملوا تلك الحكومة أثقالا إضافية على أكتافها بنية زرع الألغام ووضع الخوازيق على قضبان القطار.. حتى يعود القطار لنقطة البدء من جديد في ظلال انعدام الثقة والتباينات السياسية الواضحة المعالم ،وهنا أود أن أقول أن علينا جميعا أن نتحمل مسئولية إنجاح و د فع عربة تلك الحكومة للأمام والوقوف وراءها ودعمها جماهيريا وتنظيميا ومعنويا ، وعلى أصحاب القرار الذين كبلوا تلك الحكومة بقيود متينة عليهم إعادة النظر في صلاحيات الحكومة والعمل على ترسيخها بقوة ،ولا داعي للتشدق بأنها حكومة مؤقتة فقط لستة شهور أو غيره إرضاءً للذين يرفضون المصالحة أو هم خائفون أن تضيع كراسيهم وسط الزحام أو هم لا ثقة لهم بان يفلّتوا زمام الأمور التي كانت طوع أيديهم .. فقد سئمنا الجداول الزمنية المحبطة منذ سنوات ، وعلينا جميعا تحمل أي تبعات سلبية أو إفشال لها لأن الذي سيغرق هذه المرة ليس ربان السفينة فحسب بل الشريحة الأكبر والتي هي من عموم الشعب الذي يطمح أن تتجسد تلك المصالحة على أرض الواقع ..وأقول للمحللين السياسيين والذين يشيعون بتسرعهم في الحكم على الأمور أن هذه الحكومة مصيرها الفشل ولن تغير شيئا ..أقول لهم كيف تحكمون على النتائج وانتم تجهلون معطياتها وكيف لا تصبرون على جني الثمرة ،وقد طال صبرنا أكثر من سبع سنوات ..اعرف أن الوضع خطير وإن أعدائنا هم كثر..أيها المحللون لا يجب أن تكون رؤيتكم لحكومة الوفاق كما كان موقف الناس من جحا حين سمع ثلة من الناس يقولون انظروا إلى جحا انظروا إلى هذا الأب القاسي الذي لا يخاف الله هو يركب على الحمار وابنه الصغير يسير على قدميه ليس في قلبه رحمه فبسرعة ترجل جحا من على ظهر الحمار وسار على قدميه هو وابنه وقاد الحمار بيديه فسمع ضحكا يكاد يصل إلى السماء وكانوا الناس يقولون انظروا إلى جحا يملك حمار ولا يركب عليه ، فإذا كان لا يريد أن يركب عليه فليركب ابنه ..المهم أن يستفيد من الحمار فأسرع جحا وحمل الحمار على ظهره ومشى بالسوق فعاد الضحك من جديد وأصبح الناس يقولون و هم يضحكون جحا اشترى الحمار ليكون له حمار ..!!