همسات على طريق المصالحة

بقلم: النائب أشرف جمعة

المصالحة تعني الالتزام والتضحية والتسامح والمحبة ولكنها ابدا لا تعني النسيان او التكتم او اخفاء الحقائق لانها بذلك تصبح زائفة .

واذا لم تكن المصالحة مصحوبة بالاعتراف بأخطاء ما حدث بالماضي وبقبول المسؤولية عمن تسبب فى الاحداث فانها تصبح منبوذة باعتبارها تنميقا رديئا ليس الا.

وليعلم الجميع ان عملية المصالحة ليست بالامر الهين ابدا لان لها استحقاقات يجب ان تدفع وهذا قد لا يعجب البعض فهمي عملية ليست مريحة بل غالبا ما تكون محفوفة بالمخاطر .

والمصالحة تبدأ فى نظر البعض منا عندما يتم معالجة المشاكل الناجمة عن الانقسام مثل تعويض الضحايا وتقديم مرتكبي الانتهاكات ومتابعتهم قضائيا واطلاق سراح المعتقلين سياسيا وعمل دستور جديد يضمن الحريات العامة الاساسية وكل هذه الاشكاليات .

وتكون فى نظر البعض الآخر انها قد بدأت بعد تنظيم الانتخابات العامة ، انتخابات حرة شفافة نزيهة يشارك بها كل المواطنين ، ولكن فى رأيي ان المصالحة لن تنجح اذا لم يكن لها أثر علي حياة الناس العاديين ، وان يكون هناك تعايش حقيقي بين الجميع مع وجود ثقة فعلية لانه بغيابها لن يكون هناك اى نوع من الديمقراطية .

لذا يجب ان نفهم المصالحة من زاوية نظر العدالة الانتقالية لان ذلك الأهم وهذا يتطلب الآتي :

1- عندما يكون القادة علي استعداد للاعتذار للشعب وللحديث بصدق وتفصيل عن تورطهم الشخصي أوعلي الاقل تورط التنظيم الذي ينتمون اليه فى الانتهاكات فى هذه الحالة تصبح المصالحة ممكنة وحقيقية .

2- عندما يدرك ضحايا الانتهاكات بأن هناك اهتمام بشكواهم وبأن صرختهم مسموعة وبأن جدران الصمت قد كسرت .

3- عندما يحاسب المتورطون ويتم البحث عن الحقيقة بشفافية وبدون خوف .

4- عندما يتم اصلاح المؤسسات كافة .

5- عندما يتم الاعتراف بضرورة التعويض (جبر الضرر) والانتقال الي حيز التنفيذ .

لا يمكن ان نغمض اعيننا ونترك جروحا غائرة بدون الكشف عن الحقيقة والانصاف لان كل هذا يزيد من حظوظ اتمام المصالحة والسلم الأهلي .

وهمساتي لها بقية ...