لِما البعض يفضلونها حكومة خلاف ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

يتصور الكثيرون من العامة و البسطاء والمحبين للوفاق والتصالح أن الخلافات القائمة ،حاليا على الساحة الفلسطينية ،وعلى مسرح حكومة الوفاق الفلسطينية البريئة من دنس المؤامرات التي تحاك ضدها ،لكي تسقط هزيلة كما سقطت شبة جزيرة سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ،وكما سقطت بغداد والوطن العربي من قبل ،على أمل أن تولد حكومة جديدة لا تلبي طموحات الشعب ولا تنهي الصراع هي حكومة يمكن أن يسميها البعض من أولئك الشاذون عن المجموع والمنحرفين عن رغبة الجماهير يمكن أن يسميها أولئك بحكومة الخلاف الوطني ..تلك الحكومة التي يطمح إليها أصحاب المصالح الخاصة والعاشقين للكراسي وسيطرة الحكم.. حتما أنها تلبي رغباتهم وشهواتهم ..ولذلك واهم من يظن أن ما حدث في الأيام القلائل الماضية من خلافات وتوترات لا زالت قائمة أنها خلافات مادية بحتة لكنها عابرة ،وعارضة كهمزة الوصل في لغتنا العربية وصلا..كم تمنيت أن يكون هناك اتفاقٌ شاملٌ برعاية وطنية وشعبية أي أن تكون هناك قاعدة جماهيرية عريضة تحمي ذاك الاتفاق أولا ، وحتى وإن تأخر إعلانه على الملأ .. فأني من اشد المؤمنين بالقول ليس المهم هو متى نصل ولكن الأهم هو الوصول ذاته.. وكذلك ليس المهم أن تبتسم بشفتيك بقدر أن تبتسم روحك..ولكن الذي حدث هو أشبه بمن وقع على ورقة مزدحمة السطور، دون أن يقرؤها فسقط صريعا فريسة للمتربصين به..إن الذي حدث هو أشبه بالذي تزوج فتاة لا يرغبها، فلم يدخل بها ،وفي صباحية ليلة زفافه .. يقذفه الناس بأعينهم ،ويتغامزون بتساؤلاتهم الصامتة والمنبثقة من خبايا سهام نظراتهم المستفزة كلما مر أمامهم ..وكأنهم يقولون له لما لم تلد زوجتك..؟!! ولكن الحقيقة الكالحة والعقيمة هي أنه لن يكون هناك إنجابٌ في الأصل لبعد المخارج لا اقترابها..لأن الذي يدرك جيدا العلاقة بين السياسة والعمل السياسي يكون على يقين أن ما حدث من خلافات نشبت على أقرب محطة تعبئة مالية هي خلافات ناجمة أساسا عن تزاوج قسري تم بين طرفين متباينين إيديولوجيا ،برغم حضور الشهود والمأذون ،والولي ..ولكن هيهات لأن يصبح يوما ..ما زواج عتريس من فؤاده ، زواجا شرعيا ..!!