تصدعت جدران الزمن وانفجرات براكين الحزن وصرخت حناجر الارض ونطق القمر واشتعلت الشمس والعرب نيام وسيبقون نيام نوم قصري وليس ارادي كما الطفل الصغير المحكوم عليه بالنوم نهارا ليختلي صاحب الدار بخليلته ولست ادري هنا من كان صاحب الدار ومن هي الخليلة لان الواقع اصبح ليله نهار ونهاره ليل والعيون جاحظة عمياء والقلوب صم بكم لا تعقل سوى ما تؤمر به من ذاك المتغطرس الرباني صاحب العلم المتعدد النجمات وخليله ورفيق دربه في استعمار الاراضي وقتل اصحابها صاحب العلم الازرق بنجمة مولاهم ..
كثرت منابر الاقلام وتعددت الوانها وازدادت بين المثقفين علامات الحميّة ليصرخ عاليا شامخا شموخ الجبل علّهم يستطيعون ايصال رسالة كتمت انفاسها خلف افواه مغلقة باحكام كتب الدهر عليها باصرار لابد لهذه الافواه من صيام صيام عن الطعام يتلوه صيام عن الكلام وربما تخترع عقول بني صهيون نوعا جديدا قديما من الصيام ألا وهو صيام الهواء ..
تجمدت العروق وشحبت الاوجه وولائم العرب عامرة بمعانيها المادية والحسيّة والمعنوية والسياسية ايضا لتنعم من خلفها الامة العربية والاسلامية بروائح الطيب والزاد لتزداد الاجساد تخمة على تخمة ويزداد الدلال دلالا على دلال وتتنعم عاهرات الغرب بأموال العرب وولائمهم ولا اريد ان اطيل في هذا المجال لان الجميع يعلم جيدا ما اريد ايصاله ومعذرة ايضا على اللغة الجافة التي اكتب بها هذه المرّة لاني ارى صورا لاخوة لي واقارب وابناء عمومة ورفقاء درب وابناء وطن واحد وقد تحوّلت اجسادهم الى هياكل ولا من مجيب ولا من داع ولو بالكلمة لحماية هؤلاء الاسرى ..
دائما وكما هي عادة الانسان السوي في أوقات الفراغ أو أوقات الرخاء يخال نفسه الواحد الأوحد او ربما يستطيع الوقوف في وجه الجميع او انه فوق الجميع او انه يستطيع مقاطعة من يريد ومصادقة من يريد وربما ينسى او يتناسي ان اهل وطنه هم حميته وعزوته وعشيرته وقت الشدائد وايضا هم سند له في افراحة ومعينيه في اتراحه وحقيقة ربما كنت من هؤلاء البشر الذين لا يعتبرون للآخرين حسابا وايضا ربما لم يكن يعتقد ان وجود هؤلاء البشر في حياته له المعنى الكبير ولكن عند معاناة اسرانا والي تزداد يوما بعد يوم اصبح واجب علينا الصراخ باعلى صوت ربما تصل بعض الكلمات لمن هم صم بكم عمي لايسمعون ولايعقلون ....
اعلم ان الفلسطيني علم بوجوده وعلم بانتمائه وعلم بافراحه وايضا علم باتراحة وعلم باصراره ومن خلال اضراب اسرانا اؤكد انه علامة فارقة من النضال الفلسطيني وايضا واجب على كل من يحمل اسم فلسطين ومهما كان انتمائه ان يقرأ ويثابر ويعمل لانقاذ اسرانا فان لم يستطع فبالكلمة لان الكلمة في بعض الاحيان اقوى من الرصاصة ولان الفلسطيني تعززت فلسطينيته امام اصرار اسرانا اكثر مما كانت عليه واصبح يرى العلاقة الفلسطينية الفلسطينية بمنظار اخر بمنظار اكثر انفتاحا على الاخر وايضا اكثر شعورا بالمسؤولية عما كانت عليه من قبل ...
اليوم يزداد البحر ملوحة وتختزن الارض غلاله وتنمو عبر بواطن الارض بحور وتستنكف في الاعماق شرايين تنادي رب الكون بان الملح هبة الله ومن هناك كان للاسير عنوان الحنين الى الارض والبحر والسماء لتكتمل بين اعماق هؤلاء علامات النصر ببراعم ربانية وحياة من الحياة تسري بين العروق ..
اليوم اصبح الملح زادا وزوّادا واصبحت المياه حياة ما بعد الحياة واصبحت الاجساد هياكلا بلاعنوان والعيون جائرة ضارعة الى الله باصرار وانتماء وتحدي ضد ذاك المعتدي الجاثم على الصدور والعرب كما قالها احدهم عربانا وربما اعرابا تتنعم نساؤهم بحلي تزداد من ثقل الثقل على قلوبهم كأنهم حملة اثقال متنعمة بها وزانهم وتاهت معالم الصبايا بين ثنايا جلود تكدست لتصبح كورود شاخت وتشققت هياكلها ...
اين انتم يا ممارسي سياسة حقوق الانسان اين انتم يا اصحاب رايات الدفاع عن الاسرى اين انتم يا اصحاب الكلمة اين انتم يا اصحاب القلم اين انتم يا رجال المستقبل وحماة اليوم اين انتم يا رجال الشرف المهني اين انتم ياصنّاع القرار اين انت سيدتي البندقية اين انت يا رافع السلاح في وجه الاهل وتترك العدو يتنعم باجساد اسرانا اين انتم يامن تمتلكون اروقة الامم المتحدة اين انتم ياحماة الديار اين انتم يا انتم لانه لم تعد هناك كلمة ارسلها اليكم سوى من تكونوا انتم ان لم تفعلوا ما هو مفروض عليكم ومنكم ...
افيقوا قبل ان تصحو هياكل الاجساد من غفوة الانتصار وتتراكم حول العقول غمامة الانكسار ....