ان الإنسان في حياته اليومية يتعامل ويتفاعل مع (البيئة الطبيعية) التي يعيش فيها و (البيئة الاجتماعية) التي هو أحد أفرادها وعن طريق هذا (التعامل) وهذا (التفاعل) يتكون (المجال الديناميكي) بين (الإنسان) وبيئته الطبيعية والاجتماعية، وفي هذا المجال وأثناء هذا (التفاعل) يسلك الإنسان أنماطا من (السلوك) تختلف بين كل فرد وآخر كل حسب ذكائه وتفكيره وفكرته عن نفسه ودرجة (تكيفه) مع (البيئة) من حوله .
إن تفاعل الإنسان مع بيئته وسلوكه الذي يصدر منه نتيجة هذا التفاعل هو تماما كالتفاعل الذي يحدث للعناصر المختلفة في عالم الكيمياء (الإضافة) والنتيجة (غازات- أبخرة-أصوات-فرقعة) ..وهذا يفسر النتيجة الإنسانية والتفاعلية (سلوك) وبالتالي فأن نتيجة المعادلة تأتي من خلال (شقيها-الأفراد) والمواد المضافة (تحفيزا أو تفاعلا أو بطءً) وهي تمثل (السلوك) وفي المحصلة يأتي الفعل المنظور أو رد الفعل المتوقع أو غير المتوقع، وهنا تعود (غير) على الظروف البيئة التي وجدت فيها المعادلة الكيميائية الإنسانية التشاركية، وقبل الوصول للنتيجة المنظورة (المشاهدة) علينا أن نفهم أن عوامل تحفيز أو تثبيط شقي التفاعل في داخل صندوق المعادلة يعمل على إحداث (تعديل) أو (تغيير) وهو على المستوى الإنساني والتنظيمي والمجتمعي هو نتيجة طبيعية لتفاعل (دوافع) الفرد مع عناصر الطبيعة المختلفة والمجتمع الواسع والبنيان الهرمي الحركي الذي يعيش فيه، و هذه (الدافع) هي في حقيقتها عوامل (التكيف) مع البيئة الطبيعية والاجتماعية والحركية، ومتى توفرت (الدافع) ونجح الفرد في (التكيف) فإن هذا يحقق الاستمرار والتدفق والدوام والحياة الناجحة.
إن السلوك العقلي يشكل لدى إنسان (فكّرَ) أي مارس نشاطه الذهني وبصوت عالٍ، وبالتالي يتم تفعيل (فعَّل) العقل للوصول إلى نتيجة أو قرار، ومن هنا يأتي التفكير في المستقبل وحل المشاكل (إنه فكَّر وقدر)، وهذا الأمر (يدفع) الإنسان إلى أنواع من (السلوك) مختلفة تنتهي إلى تحقيق الغرض المطلوب.
وأما الفعل المنعكس فهو نتيجة للسلوك العقلي ومنه يولد (النقاش والنقد والقبول والاعتراض ...الخ) وهي أيضا تشكل (الفِكْر) أي إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول وهذا يتطلب (النظرة والروِّية).
وما بين السلوك العقلي لإنسان (فكَّر) ولما تمتع به من (فِكْر) يظهر السلوك المعلن والظاهر، وهذا أيضا لا يفسر (الحياة النفسية) للإنسان بشموليتها وكاملها، فهناك السلوك المصطنع او المبرمج أو المتناسب مع الحالة بالرغم من رفضها الداخلي (ربح وخسارة) ، فمثلا لربما في اجتماع ما تتعرض الى (إهانة لفظية مباشرة) ويتوقع الجميع رد فعلك المباشر برد الشتم او استخدام الأيدي، لكنك (تكبت) رد الفعل وتمارس (سلوك الالتزام)، لكن يبقى في داخلك تفاعل كيميائي حول الشخص وحول الإهانة وحول مقدرتك على تحويل الإهانة الى عامل إيجابي لك في (نظرة) المجتمعين وإدانتهم للاخر وربما (عقابه) .
وفي نهاية المقال، نصل الى نتيجة مفادها أن التفكير الإيجابي هو بذرة النتائج الإيجابية، أي ان الإنسان هو الذي يشكل عناصر (المعادلة الكيميائية) وبالتالي يكون توقع النتائج وفق ذلك، وأي خلل في هذه العناصر بقصد أو بغير قصد سوف يؤثر في النتيجة (المحصلة)، ولربما من الأهمية ان نذكر أن (الطباع) الجيدة تقود الى نتائج جيدة (مقبولة)، وانه يجب الانتقال الى رغبة التميُّز وليس التقوقع في (روتين الفعل)، ولتكن من صنَّاع شقي المعادلة وليس( مستهلكا) فقط لنتائجها، وبالتالي فالفرق بين عضو، وعضو آخر ليس في (إمتلاك) المعلومة، بل في القدرة على الإستفادة منها والبناء عليها وتوجيهها للإنجاز، وهذه تشكل عنصر هام في طرفي المعادلة، وأخيراً إن الفِكر المثمر هو نتيجة للتفكير الإيجابي، لأنه به سترى الأمور المخفية والأشياء الغير ملموسة،وستجني ثقة الآخرين وتستثمر وقتك وتحدد الأولوياته فيه، وتذهب للهدف بإرادتك ووعيك، ونُذَّكر أن توقع فشل المعادلة لا يعني الهروب أو التهرب منها، لأن التجريب جزء من الفكرة والإبداع والقدرة على اختراق المجهول.
- لقد جاء المقال بعد ان قرأت مقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح الأخ القدير والمفكر المتعمق بكر أبو بكر والمعنون بـ (التدفق في الجسد التنظيمي والسياسي ) وقد توقفت عند فقرة وردت في المقال وهي : (التنظيم تفاعل بين جماعة انسانية لديها فكر وأهداف مشتركة وقوانين وتقوم بعمل)، الشكر والتقدير للأخ المفكر بكر أبوبكر ولما يقدمه لنا من أفكار وآراء قيِّمة وبنّاءة.