لا يحتاج الأسرى في السجون الإسرائيلية إلى دمعتين من ملح وماء، يحتاج الأسرى إلى خطوتين من تخطيط وإرادة، لتنطلق خلية نحل الكرامة من مدينة خليل الرحمن، تجمع زهر المعلومات، وترتب الأولويات، وتنتقي الزمن الأنسب لقطف عسل الحرية، وهي تؤكد:
أن "الحرية للأسرى" ليست شعاراً للرقص والغناء، "الحرية للأسرى" فعل تضحية وفداء، وجهد استثنائي وعناء، عبرت عنه محافظة الخليل بحدودها الجغرافية والوطنية والتاريخية والإسلامية والإنسانية وهي تتحمل مسئوليتها، وتشارك كلها عن بكرة أبيها في عملية محكمة التخطيط؛ أسفرت عن أسر ثلاثة جنود إسرائيليين.
ورغم أن الجنود الأسرى صهاينة، ورغم أنهم قد جاءوا إلى فلسطين غاصبين، ورغم أنهم دخلوا أرض الضفة الغربية بصفتهم غزاة مجرمين، إلا أن بعض وسائل الإعلام الفلسطينية تردد خلف الإعلام الصهيوني، وتقول بصوت غير خجل: (خطف ثلاثة إسرائيليين)! فمتى كنتم خاطفين أيها الإعلاميون، إن كنتم حقاً فلسطينيين؟
ومتى كان أهل الخليل قطاع طرق، وهم أصحاب الأرض؟ متى كان الفلسطينيون مجرمين، يختطفون الأبرياء، ويقايضون عليهم بالمال أو المنافع الدنيوية؟ فلماذا يا بعض أدعياء فلسطين والعرب ترددون بغباء أو دهاء مفردات (الخطف والخاطفون والمخطوفون) وأنتم تعرفون البعد السياسي والهدف الإنساني من عملية أسر الجنود الصهاينة؟
ألا يليق بآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين تعجنون أيامهم ملحاً وماء، ألا يليق بهم التكريم والحرية، لتقولوا في وسائل الإعلام: تم أسر ثلاثة إسرائيليين؟
إن العمل البطولي الاستثنائي الرائع الذي نفذه شباب الضفة الغربية يوم الجمعة ليؤكد أن التخطيط لهذا العمل قد استغرق زمناً طويلاً، وأن التحفز لهذا العمل وتنفيذه قد استوجب سنة كاملة على الأقل، وفي هذا الزمن الممتد رد على القيادة الإسرائيلية التي اتهمت المصالحة الفلسطينية بالوقوف خلف أسر الجنود الإسرائيليين.
ولو صح الإدعاء الإسرائيلي، لو صح أن أول ثمار المصالحة هو أسر جنود إسرائيليين ثلاثة، فأنعم وأكرم بهذه المصالحة، وألف قبلة عشق على جبين الآسرين.
إن أسر الجنود الإسرائيليين فوق أراضي الضفة الغربية ليمثل قمة العمل الوطني الفلسطيني، وعليه فإن أي فلسطيني يستنكر أسر الجنود الصهاينة، أو يشجب العمل المقاوم، هو شخص خرج عن الإجماع الوطني الذي رقص فرحاً وهلل فخراً لأسر الصهانية.
إن كل فلسطيني ينسق أمنياً مع الصهاينة بهدف مساعدتهم في إعادة الأسرى الإسرائيليين بلا ثمن، هو خائن للوطن، وعميل للصهاينة.
وإن أي فلسطيني يسهم في حرب إعلامية ضد محافظة الخليل، أو يسهم في شن حرب عدوانية ضد سكانها لهو مجرم فاجر، ولن تمر فعلته دون عقاب جماهيري قاطع وصارم.
إن التنظيم الفلسطيني الذي خطط ونفذ عملية أسر ثلاثة جنود إسرائيليين ـ ورغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة، ورغم التنسيق الأمني المهين ـ إن هذا التنظيم الفلسطيني لجدير بالتقدير والاحترام، بغض النظر عن مسماه، إن هذا التنظيم القائد الرائع لقادر على قطع أكبر رأس تنحني ذلاً تحت أقدام الإسرائيليين؛ لو أراد ذلك.
أعجبني إعلام فضائية الجزيرة وهي تتحدث عن: "قضية المفقودين الإسرائيليين".
واحترم موقع دنيا الوطن الذي اعتمد مصطلح "الأسرى الإسرائيليون".