د.زكريا الأغا، ومؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين ..

بقلم: مازن صافي

تابعت كلمة الأخ الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الأردن ولبنان، في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة (92) لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة الدول العربية المضيفة للاجئين بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية و المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو" .، حيث عكست كلمته حقيقة واقعية مفادها ان عملية السلام نتيجة العنجهية الاحتلالية لم تقدم أي تحسن ملحوظ على ظروف حياة الفلسطينيين في الأرض المحتلة، وترفض تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي 242،338، و194، وبالتالي فإن المعاناة مستمرة وتشتد القيود المفرطة و الاجرامية علي شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وهذا أدى إلى تدهور شديد في الوضع الاقتصادي والحياتي والأمني للسكان، وبل محاولة إعدام قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم خدماتها ومهمتها لشعبنا، وتتمدد المستوطنات الإسرائيلية بوتيرة لا سابق لها، ويتم اليوم تقطيع أوصال الضفة إلى أجزاء ومدن معزولة عن بعضها البعض، وتنكيل وقتل وتشريد للسكان وتدهور مظاهر الحياة، ناهيك عن الحواجز العسكرية التي تنتهك حرية الناس وتنقلهم وكرامتهم وقتلهم بدم برد.

وحين قرأت ما قاله الأخ د. زكريا الأغا في مؤتمر الأردن، تذكرت حرصه الشديد على إمدادي بالتوصيات حول موقف منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح جرّاء التدمير الحاصل لمخيم اليرموك في سوريا ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، فكان يقول لي : " تحدث على أهمية منع عسكرة المخيمات، وأهمية إدخال المواد الإغاثة وقيام الأونروا بواجباتها التي نقدرها برغم الخطر الذي يحيط بها وتقلص الدعم لها دوليا" ، وهنا هو يطالب بإعادة النظر في قراراتهما التي اتخذت لمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى أراضيهما والسماح لهؤلاء اللاجئين بدخول أراضيهما تخفيفاً لمعاناتهم مؤكداً على الطبيعة المؤقتة للوجود الفلسطيني على أراضيهما كضيوف لحين عودتهم إلى ديارهم .
وهو بذلك يؤكد أن قضية اللاجئين تشكل جوهر القضية الفلسطينية، وان المطالبة بحق العودة والتعويض، لا يطلبون صدقة من أحد، ولا يخترعون بدعة أو يطلبون تنازلا من أحد، وإنما هذا قرار اتخذته الأمم المتحدة ولا تزال تتمسك به ويتم تأكيده دوريا، وهي نفس القرارات التي رفض بموجبها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي تنازل في موضوع اللاجئين وقام في كل خطاباته وفي مواجهة الإدارة الأمريكية والمحتل الإسرائيلي في المفاوضات التي أفشلتها (إسرائيل) أن حق العودة ثابت فلسطيني مقدس ويمثل ضرورة حيوية لا يمكن ان يتم التغاضي عنها او تجاهلها ولا يمكن إسقاط هذا الحق .
ولقد كرر الأخ د. أبو عمار موقف منظمة التحرير الذي يرفض وبشدة توطين اللاجئين في أي قطر عربي أو أجنبي ، مؤكداً في الوقت أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً للفلسطينيين ، وان بوصلة اللاجئين الفلسطينيين تتجه فقط نحو العودة إلى فلسطين وإلى أراضيهم وديارهم التي شردوا منها عام 48 طبقاً لما ورد في القرار 194 .

وبالرغم من استمرار تقلص الأونروا لخدماتها بفعل الأزمة المالية والتطورات العربية والإقليمية، كما يقول د. زكريا الأغا، فقد ثمن دور الأونروا على ما تقدمه من خدمات للاجئين الفلسطينيين وخاصة في سوريا ، في مهمة لا زالت محفوفة بالمخاطر على أطقمها مؤكداً على استمرارية عملها في كافة أماكن عملها وفق التفويض الممنوح لها وعدم اللجوء إلى تقليص خدماتها.و ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين لوضع حد لمعاناتهم ، و الاسراع في استكمال عملية إعادة اعمار مخيم نهر البارد حيث لا يزال أكثر من 23 ألف لاجئ مشتتين بدون مأوى، ويعيشون في ظروف غير إنسانية
في نهاية مقالي نصل إلى نتيجة واحدة أن العلة الأصلية لكل مآسينا هو الاحتلال الإسرائيلي، فهو الذي قام بتشريد أهلنا في البلاد العربية وغيرها ، وها هو في هذه الأيام يعتمد بصورة ممنهجة ومبرمجة على خطة الفصل العنصري وإجراءات إدارية وأمنية لغرض عزل مدينة القدس عن محيطها وعزل الضفة الفلسطينية وتدمير جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية،وحكومة التوافق الوطني .
ان خطاب الدكتور زكريا الأغا يحمل الكثير من المعالجات والحقائق وصرخة شعبنا الفلسطيني وأهمية تامين حياة واستيعاب النازحين من المخيمات السورية وخاصة مخيم اليرموك المدمر.


ملاحظة/ كان موفقا د. زكريا الأغا حين أعاد التذكير بوصف اللاجئين في البلاد العربية بأنهم (ضيوف)، وهذا الموقف المعلن منذ الهجرة في العام 1948 وأكددته الثورة الفلسطينية 1965 وبما يعني تأكيدا بعدم التوطين للاجئين وحتمية العودة والتمسك بكل القرارات ذات الصلة.