تحدثت مصادر إعلامية مختلفة عن توجه المُسْتَوْطِنَة الصهيونية راحيل فرانكل، إلى جنيف من اجل إلقاء خطاب في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
المُسْتَوْطِنَة راحيل فرانكل، هي مواطنة أمريكية صهيونية متطرفة، تركت الولايات المتحدة، من اجل القدوم إلى فلسطين، واختارت الإقامة في ارض عربية فلسطينية مغتصبة، وهي والدة واحد من المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم قبل حوالي أسبوعين في منطقة الخليل، كما قالت دولة الاحتلال.
فرانكل "التوراتية" الصهيونية المتطرفة، التي أتت من أمريكا تحقيقا لتخيلات صهيونية عقائدية، سوف تطلق حملتها الدعائية جنبا إلى جنب مع عائلتي المستوطِنَيْن الآخَرَيْن، علما بأنها قامت وإياهم بعمل الكثير من اللقاءات الصحفية "والبروبوغاندا" المنمقة بالكذب، خلال الفترة المنصرمة، سواء داخل الكيان أو على مستوى وسائل الإعلام العالمية.
دولة الاحتلال ومعها الحركة الصهيونية العالمية، واللوبيات اليهودية في مختلف دول العالم، تتقن فن الكذب والدعاية، واستطاعت في أكثر من مناسبة خداع العالم، بحيث تبنى الروايات الصهيونية، ابتداء من نكبة فلسطين وما قبلها، مرورا "بحرب النكسة" عام 1967 ، وما زالت هذه الماكينة الدعائية تعمل "وستظل كذلك" تقلب الحقائق.
مقابل هذه الحملة التي تقودها المُسْتَوْطِنَة راحيل فرانكل، نسمع في الجانب الفلسطيني بعض الأصوات وردود الأفعال المتناقضة وغير المنسجمة، يقوم كل طرف بتحميل الطرف الآخر بالمسؤولية عن أفعال دولة الاحتلال العدوانية، "تصوروا عن أفعال دولة الاحتلال" التي امتدت لتشمل معظم الأراضي المحتلة، حيث استشهد العديد من الأطفال والفتية والشباب، وتم اعتقال المئات "والعدد مرشح للازدياد"، كما دوهمت آلاف البيوت وانتهكت حرماتها، وأغلقت الطرق وأقيمت الحواجز، ومنع أكثر من ثلاثة أرباع مليون فلسطيني في محافظة الخليل من الوصول إلى بقية المناطق.
وفيما ستقوم فرانكل بإطلاق حملتها الكاذبة من جنيف، فان من المؤسف، ان الجانب الفلسطيني لا يتعلم من دروس العدو وكيفية إدارة الأزمات، وخاصة ان لدينا تجربة سابقة فيما يتعلق بالأسير جلعاد شاليط، الذي جاب أهله العالم، وأكمل هو المسيرة بعد خروجه من "الأسر".
وفي سياق متصل، فقد أدانت إحدى المنظمات الصهيونية ما قالت إنها تصريحات لكبير المفاوضين الفلسطينيين عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات، قال فيها بان رئيس وزراء الكيان هو مجرم حرب، وطالبت الرئيس الفلسطيني بالتنديد العلني ونبذ ما قاله عريقات، وإلا سيكون "الرئيس" مذنبا بالسكوت عنها.
هكذا هم، وهذا ديدن الصهاينة، الذين لا يتوقفون عن الابتزاز والمطالبة، لأننا نحن من "عَوّدَهُم" على ذلك، فلدينا وقيادتنا جاهزية عالية لتقديم التنازلات المجانية والتصريحات والبيانات غير ذات المعنى، التي نصدرها بدون تردد ولا تلكؤ، ولن يكون مستغربا فيما لو قام الرئيس بتلبية الطلب.
المطلوب من الفلسطينيين ان يتحولوا إلى "نعاج" أو ربما "أرانب"، لكن حتى النعاج في أحيان كثيرة تحاول الدفاع عن نفسها بان تقوم بنطح من يقترب منها، وكذلك الأرانب، فإنها تحاول الركض، وتتهرب ممن يحاول إيذائها أو المس بها أو اصطيادها، ولا تجعله يتمكن منها هكذا بسهولة.
يا إلهي، هل فعلا مطلوب منا ان نتحول إلى ما دون النعاج، ويمنع علينا حتى مجرد رفع رؤوسنا، أو تحريكها رفضا للممارسات الصهيونية، هل من الممكن ان نصبح كذلك، هل يمكن لشعب يحمل ما يحمله من تاريخ نضالي بغض النظر عما فيه من أخطاء أو حتى خطايا إلى ما دون النعاج، هل هنالك من يريدنا ومن بين ظهرانينا ان نكون كذلك.
من الواضح اننا ومهما قدمنا، سنظل مطالبين بتقديم المزيد من التنازلات، لكن وماذا بعد؟ خاصة وان لكل شيء حدود.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت