أيها الفلسطينيون، ما الذي دهاكم؟ ماذا أصاب وطنيتكم؟ من الذي انتزع ألسنتكم من حلوقكم؟ وألقى حجراً في أفواهكم؟ أيها الفلسطينيون، يا أصحاب فلسطين، يا رجال القسام، يا أحبة الجهاد وأبي جهاد، يا كتائب أبو علي مصطفى، يا كتائب الأقصى، يا سرايا القدس، يا رفاق مروان البرغوثي وسعدات في السجون، ويا آلاف المناضلين الذين تحدوا وضحوا، يا آلاف الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في السجون، يا كل التنظيمات الفلسطينية التي شاركت يوماً في النضال، يا كل التنظيمات الفلسطينية المقاومة، يا أصحاب الصواريخ التي أوجعت الإسرائيليين، يا أمهات الشهداء، يا أيها الجرحى، يا شرفاء فلسطين، ماذا حل بكم جميعاً؟ لماذا أنتم صامتون؟ لماذا لم تصرخوا، ولم تغضبوا، ولم تثورا، ولم تعترضوا، ولم تنفجروا، حين سمعتم محمود عباس يقول بحضرة الإسرائيليين في رام الله: إن التنسيق الأمني مقدسٌ!!!
هل حقاً صار التسيق الأمني مقدساً؟ وهل الانتفاضة كانت سبباً في نكبتكم؟ وهل المقاومة للمحتل عار، والتنسيق الأمني صار هو المعيار؟
أيها الفلسطينيون، هل أنتم تقدسون المتعاونين مع الأعداء؟ هل التعاون مع العدو مقدس؟ هل تقديم المعلومات للعدو في صالح أبناء فلسطين؟ هل الاستجابة لمطلب العدو الأمنية يخدم أرض فلسطين؟ هل طاعة المخابرات الإسرائيلية عملاً وطنياً؟
فما هو التنسيق الأمني؟
التنسيق الأمني هو التعاون بين المخابرات الإسرائيلية وبين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتبادل المعلومات، والهدف من هذه التعاون هو محاربة المقاومة، واعتقال المقاومين، ومصادرة سلاحهم، والزج بهم في السجون الفلسطينية أو الإسرائيلية.
لماذا كان التنسيق الأمني؟
وافق أبو عمار على التنسيق الأمني لفترة زمنية محدودة مدتها أربع سنوات، تبدأ من 4/5/1994 تاريخ التوقيع على اتفاقية القاهرة، مقابل قيام دولة فلسطينية سنة 1999، بشرط أن تلتزم إسرائيل بالاتفاقية التي تقضي بتسليم 90% من مساحة الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية في غضون ثلاثة سنوات، في شهر 5 من سنة 1997، فهل تحقق ذلك؟ هل سلمت إسرائيل 90% من أراضي الضفة الغربية وفق أتفاقية أوسلو، وهل قامت الدولة سنة 1999؟.
أيها الفلسطينيون الضائعون بين الرواتب والمراتب، لا تصدقوا من يقول لكم: إن التنسيق الأمني يخدم الفلسطينيين، إنه كذاب، وخائن، وعميل لإسرائيل، لأن نقل المرضي من غزة إلى إسرائيل ليس تنسيقاً أمنياً، وإدخال البضائع عبر المعابر ليس تنسيقاً أمنياً، وتوفير الغاز والكهرباء والوقود ليس تنسيقاً أمنياً، وكل هذا محكوم بالاتفاقية الاقتصادية لموقعة في باريس.
أيها الفلسطينيون، من يقدس التنسيق الأمني لا يقدس المسجد الأقصى، ولا يقدس حق العودة، ولا يقدس دم الشهداء، ومن يقدس التنسيق الأمني مع الصهاينة لا يقدس الأرض الفلسطينية التي تسربت في ظل المفاوضات إلى يد الصهاينة، ومن يقدس التنسيق الأمني يحتقر التنظيمات الفلسطينية بما في تنظيم حركة فتح، لأنهم حملوا السلاح يوماً، وأطلقو النار على رأس مئات الفلسطينيين الذين خانوا الوطن، ونسقوا أمنياً مع المخابرات الإسرائيلية.