عندما جاءتني رسالة على جوالي من رجل أدعو له بالرحمة دائماً يدعوني بها للعمل معه في الإقليم، حسب رغبة القيادة آنذاك، حيث جلست مع هذا الرجل الهادئ الملتزم الرزين دمث الخلق والذي يحبه كل من يقترب منه إنه الدكتور المرحوم / عوني العبسي، ولسوء الحظ لم نعمل سوياً لوقت طويل بسبب الانقلاب الأسود الذي أطاح بكل المحرمات والخطوط الحمر الفلسطينية والوطنية، حيث صدم الجميعً من قسوة أخوتنا بالنضال على أخوانهم في فتح والأجهزة الأمنية، وحدث ما حدث وأجل العمل إلى اجل غير مسمى ووضعت على الرف كل الخطط والبرامج التي أعدتها الدائرة وبسبب ضرورة العمل طلب مني العمل بتكليف من أخ وصديق على قلبي وهو أحد قيادات الإقليم بالعمل معه في الدائرة الاجتماعية من أجل مساعدة أبنائنا الذين أصيبوا نتيجة الانقلاب، بإعاقات دائمة وجزئية وتم التنكيل والبطش بهم وعانوا كثيراً من الاعتقالات والخطف والاستدعائات حيث قمنا بتشكيل لجان مختصة في الدائرة لمساعدة هؤلاء الأخوة .
ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدار السبع سنوات الفائته لم أبتعد عن العمل في الإقليم وانتهاءا بالدائرة التنظيمية والتي لها حضور ومسؤولية ترتبط بكافة دوائر العمل بالإقليم .
إن العمل التنظيمي مسؤولية وأمانة يجب على كل مناضل أن يتحلى ويلتزم بهما ويكون على قدر كبير من القدرة والكفاءة كي يحقق غايات وأهداف التنظيم , ولقد وجدت في هذا الإقليم أخوة رائعين، يتفانوا في خدمة حركتهم وإخوانهم وشرفني العمل معهم .
تنبع أهمية هذا الإقليم والذي أطلق علية اسم "إقليم الشهيد ياسر عرفات" لان الشهيد القائد الرمز، عضو في هذا "الإقليم" بحكم اقامتة وقيادته وبيته في مدينة غزة، ولقد تفانى هذا الإقليم في حمل المهمات الصعبة والمرور من المنعطفات الخطرة والتاريخية لحركة فتح في قطاع غزة وفي مدينة غزة تحديدا، حيث كان على الدوام قريب من القيادة والجماهير يشرف على جميع مهام الحركة منذ أيام الرئيس الراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس "أبو مازن" وهو عضو أيضا في هذا الإقليم للأسباب سالفة الذكر مع الشهيد ياسر عرفات .
ومن هنا تبرز أهمية عقد مؤتمر الإقليم في الأيام القليلة القادمة، علما بأنة لم تجري به انتخابات منذ 8 سنوات، وأتمنى ومن موقع المسؤولية التنظيمية والوطنية أن يتم وفق ما نتمنى لمصلحة الحركة لأنه ينتظرنا الكثير من المهمات الصعبه، وهي مركبه ومعقدة واكبر من أسماء هنا وهناك تجيد التربيط والتزبيط والنفاق، فعلى الصعيد السياسي إسرائيل تدير ظهرها لكل العالم والمجتمع الدولي وذاهبه في مخططاتها الاستيطانية واجرائاتها الاحتلاليه، تكتيكيا واستراتيجيه، فعملية الخليل الوهمية الغير مقنعه للاسرائيلون نفسهم، خير دليل على أن إسرائيل لاتريد السلام ودائما تختلق الاعذار والمعيقات من اجل خلط الاوراق وبعثرتها وهي لم تنجح بذلك لان العالم كله بات يعلم ويدرك كل ألاعيبها فهي تريد أن تقطع الطريق على القيادة الفلسطينية بعدم التوجة باتجاه المجتمع الدولي ومنظماته الدولية ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق ابناء شعبنا، وتريد أن تستكمل مخططاتها الاستيطانية في مدينة خليل الرحمن، على غرار مدينة القدس، من خلال القتل والهدم والاختطاف، وتريد أيضا أبعاد كل الشخصيات الحمساوية المؤثرة والمجاهدة من الضفة الغربية إلى قطاع غزة من اجل تشديد الحصار والسيطرة والمتابعة والضرب متى تشاء، وهي تريد استنساخ ملف جلعاد شليط من جديد في الضفة الغربية، وبالمناسبة اليوم هو ذكرى اختطافه، ونحن لا نريد ولا نتمنى اجترار ما مر على غزة بضفتنا الحبيبة . أما على الصعيد الداخلي الفتحاوي، فحركتنا ما زالت تعاني من جراح بالغة ومؤلمة نتيجة الانقسام الأسود، واستيلاء حركة حماس على قطاع غزة وإجراء تغييرات إدارية وأمنية بحق ابناء فتح والسلطة الشرعية عندما حلمت بتشييد إمارة غزة، وقد فشلت بذلك بامتياز نتيجة طفولتها السياسية، أما الجزئيه الأكثر أهميه فهي الاصطفافات هنا وهناك والتي تعيق تماسك ووحدة الحركة كي تواجه كل ذلك بقوة واقتدار، فانا وكل الشرفاء نقول حركة فتح لكل أبنائها الشرفاء والمخلصين والذي يفصل بينهم هو نظامها الداخلي اللوائح والقوانين الحركية الداخلية، من هنا رسالتي لكل أصحاب الأجندات والأهواء والمصالح الفئوية الضيقة أن يتراجعوا أمام من يحملون في عقولهم فكرا وبرنامجاً ورؤى وعلى أكتافهم آلاماً وآمالاً تعبر عن معانات واحتياجات قاعدتهم التنظيمية والجماهيرية واستحقاقاتنا الوطنية الانتحابية بكافة مستوياتها, ولكي لا يكونوا حجر عثرة أمام البناء والتطور وإحداث التغييرات الإيجابية في تقديم الخدمات الوطنية والاجتماعية لأبناء حركتهم وشعبهم، ودمتم جميعا أخوة وأحبه وأصدقاء وفقكم الله وسدد خطاكم .